سلسلة أعمال القلوب (53)
ثانياً: ما الفرق بين العلم وبين اليقين؟
[انظر: بصائر ذوى التمييز [5/397]
لعله يتبين لكم مما سبق شئ من ذلك: فالعلم قد لا يحمل صاحبه على العمل
والامتثال، وقد لا يصير العبد بهذا العلم بمنزلة المشاهِد للحقائق الغيبية، فقد
يعلم باليوم الآخر، ولكن هذا العلم قد يضعف في قلبه، وقد تعتريه في بعض
الأحيان بعض الشكوك، وبعض الشبهات، فتؤثر عليه. وأما إذا كان اليقين
مستقراً في القلب، فلا طريق للشُبه، ولا طريق للأمور المشككة، وإنما هو
اعتقاد جازم راسخ، لا يقبل التشكيك بحال من الأحوال، ولهذا يقولون:
'العلم يعارضه الشكوك واليقين لا شك فيه'.
ونحن نعلم في الجملة: أن العلم يتفاوت كما أن الإيمان يتفاوت، فعلمك بخبر
المُخْبِر أن فلاناً قد قدم من سفره إذا كان هذا المُخْبِر ثقة، فإن هذا يورث علماً
في القلب، فإذا جاءك آخر ممن تثق به وأخبرك أن فلاناً قد قدم من السفر،
فإن هذا العلم قد ازداد مع أن العلم حصل من أول مرة، ثم إذا صادفت
العشرات وأخبروك أن فلاناً قد قدم من السفر، فإن ذلك يصير راسخاً قد
لا يقبل التشكيك بحال من الأحوال. أما خبر المُخبر الأول -مع أنه ثقة- فإنه
قد يقبل التشكيك، فلو جاءك إنسان آخر وقال: أنا أعلم أنه لم يأتِ، وأن الخبر
الذي وصلك بمجيئه لا حقيقة له؛ فإن هذا يزعزع هذا المعلوم، أما إذا وصل
هذا العلم في قلبك إلى مرتبة اليقين فإنه لا يقبل التشكيك...
فهذا فرق بين العلم واليقين.
ومُحَصِّلَتُه: أن العلم على درجات، فمن أعلى درجات العلم، ومن أكملها،
وأرفعها، وأقواها، وأثبتها درجة اليقين، وهذه هي عقيدة أهل السنة
والجماعة، أعني: أن العلم يتفاوت كما أن الإيمان يتفاوت.
ثانياً: ما الفرق بين العلم وبين اليقين؟
[انظر: بصائر ذوى التمييز [5/397]
لعله يتبين لكم مما سبق شئ من ذلك: فالعلم قد لا يحمل صاحبه على العمل
والامتثال، وقد لا يصير العبد بهذا العلم بمنزلة المشاهِد للحقائق الغيبية، فقد
يعلم باليوم الآخر، ولكن هذا العلم قد يضعف في قلبه، وقد تعتريه في بعض
الأحيان بعض الشكوك، وبعض الشبهات، فتؤثر عليه. وأما إذا كان اليقين
مستقراً في القلب، فلا طريق للشُبه، ولا طريق للأمور المشككة، وإنما هو
اعتقاد جازم راسخ، لا يقبل التشكيك بحال من الأحوال، ولهذا يقولون:
'العلم يعارضه الشكوك واليقين لا شك فيه'.
ونحن نعلم في الجملة: أن العلم يتفاوت كما أن الإيمان يتفاوت، فعلمك بخبر
المُخْبِر أن فلاناً قد قدم من سفره إذا كان هذا المُخْبِر ثقة، فإن هذا يورث علماً
في القلب، فإذا جاءك آخر ممن تثق به وأخبرك أن فلاناً قد قدم من السفر،
فإن هذا العلم قد ازداد مع أن العلم حصل من أول مرة، ثم إذا صادفت
العشرات وأخبروك أن فلاناً قد قدم من السفر، فإن ذلك يصير راسخاً قد
لا يقبل التشكيك بحال من الأحوال. أما خبر المُخبر الأول -مع أنه ثقة- فإنه
قد يقبل التشكيك، فلو جاءك إنسان آخر وقال: أنا أعلم أنه لم يأتِ، وأن الخبر
الذي وصلك بمجيئه لا حقيقة له؛ فإن هذا يزعزع هذا المعلوم، أما إذا وصل
هذا العلم في قلبك إلى مرتبة اليقين فإنه لا يقبل التشكيك...
فهذا فرق بين العلم واليقين.
ومُحَصِّلَتُه: أن العلم على درجات، فمن أعلى درجات العلم، ومن أكملها،
وأرفعها، وأقواها، وأثبتها درجة اليقين، وهذه هي عقيدة أهل السنة
والجماعة، أعني: أن العلم يتفاوت كما أن الإيمان يتفاوت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق