سلسلة أعمال القلوب (101)
و أما مراتب الناس في الخشوع:
فأقول: كما أن الخشوع يتفاوت في نفسه وليس على مرتبه واحدة؛ فكذلك
الناس يتفاوتون فيه بحسب ما يقع في قلوبهم من معرفة الله عز وجل،
ومعرفة صفات عظمته وجلاله، واستشعار مراقبته، وكذلك ما يكون في
قلوبهم من معرفة النفس ونقائصها وعيوبها، وكذلك بحسب فهمهم وتدبرهم
لمعان القرآن، فيتفاوت الناس في ذلك تفاوتًا كبيرًا، ويكون بين الواحد
ومن بجانبه في الصلاة مثلاً كما بين المشرق والمغرب، مع صرف النظر
عن مادة هذا الخشوع والسبب الموصل إليه بالنسبة لهذا أو ذاك .
فمن الناس من يتحقق له هذا الخشوع لقوة مطالعته بقرب الله عز وجل
من عبده وإطلاعه على سره وضميره و مكنوناته، فيستحي من الله ويراقب
ربه في حركاته و سكناته، ومنهم من يجعل له الخشوع لمطالعته لكمال الله
وجماله المقتضي الاستغراق في محبته والشوق إلى لقائه، وبعضهم يخشع
حين يستشعر قوة الله عز وجل وجبروته وبطشه، وشدة أخذه، و نكاله
للظالمين المجرمين الخارجين عن حدوده وطاعته. فهؤلاء يحصل لهم
الخشوع مع صرف النظر عن الأمر الذي أوجب لهم هذا الخشوع .
وهم كذلك أيضاً في هذا الباب بين ظالم لنفسه، وبين مقتصد، وبين سابق
بالخيرات بإذن الله
[انظر مجموع الفتاوى 7/28-30] ؛
لأن مراتب السالكين إلى الله جل جلاله في العبودية لا تخرج عن هذه المراتب
الثلاث كما قال الله عز وجل:
{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ
وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ[32]}
[سورة فاطر] .
فالظالم لنفسه هو المقصر في الواجبات، المرتكب للمحظورات، والمقتصد:
هو من اقتصر على الأمر الواجب دون زيادة أو نقص، وترك المحرم.
والسابق بالخيرات:هو من جاء بالواجب ، وفارق المحرم، مع مجانبته
للمكروه، وفعله المستحبات، فالخشوع عمل من أعمال القلب التي تظهر
على الوجه والجوارح . فالناس يتفاوتون فيه وهم فيه على هذه المراتب ...
فالسابقون في هذا الباب هم أعلى المراتب، ثم يلي ذلك من هو مقتصد، ثم
يلي ذلك الظالم لنفسه، والظالم لنفسه متوعد بالعقوبة..
. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بربه
[مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا
يُسْتَجَابُ لَهَا]
رواه مسلم.
والشاهد فيه: إن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ بربه من القلوب التي
لا محل للخشوع فيها فدل على أن تحقيق الخشوع و تحصيله من الواجبات
في الحد الذي لا يرخص للمكلف في تركه والتقصير فيه
و أما مراتب الناس في الخشوع:
فأقول: كما أن الخشوع يتفاوت في نفسه وليس على مرتبه واحدة؛ فكذلك
الناس يتفاوتون فيه بحسب ما يقع في قلوبهم من معرفة الله عز وجل،
ومعرفة صفات عظمته وجلاله، واستشعار مراقبته، وكذلك ما يكون في
قلوبهم من معرفة النفس ونقائصها وعيوبها، وكذلك بحسب فهمهم وتدبرهم
لمعان القرآن، فيتفاوت الناس في ذلك تفاوتًا كبيرًا، ويكون بين الواحد
ومن بجانبه في الصلاة مثلاً كما بين المشرق والمغرب، مع صرف النظر
عن مادة هذا الخشوع والسبب الموصل إليه بالنسبة لهذا أو ذاك .
فمن الناس من يتحقق له هذا الخشوع لقوة مطالعته بقرب الله عز وجل
من عبده وإطلاعه على سره وضميره و مكنوناته، فيستحي من الله ويراقب
ربه في حركاته و سكناته، ومنهم من يجعل له الخشوع لمطالعته لكمال الله
وجماله المقتضي الاستغراق في محبته والشوق إلى لقائه، وبعضهم يخشع
حين يستشعر قوة الله عز وجل وجبروته وبطشه، وشدة أخذه، و نكاله
للظالمين المجرمين الخارجين عن حدوده وطاعته. فهؤلاء يحصل لهم
الخشوع مع صرف النظر عن الأمر الذي أوجب لهم هذا الخشوع .
وهم كذلك أيضاً في هذا الباب بين ظالم لنفسه، وبين مقتصد، وبين سابق
بالخيرات بإذن الله
[انظر مجموع الفتاوى 7/28-30] ؛
لأن مراتب السالكين إلى الله جل جلاله في العبودية لا تخرج عن هذه المراتب
الثلاث كما قال الله عز وجل:
{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ
وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ[32]}
[سورة فاطر] .
فالظالم لنفسه هو المقصر في الواجبات، المرتكب للمحظورات، والمقتصد:
هو من اقتصر على الأمر الواجب دون زيادة أو نقص، وترك المحرم.
والسابق بالخيرات:هو من جاء بالواجب ، وفارق المحرم، مع مجانبته
للمكروه، وفعله المستحبات، فالخشوع عمل من أعمال القلب التي تظهر
على الوجه والجوارح . فالناس يتفاوتون فيه وهم فيه على هذه المراتب ...
فالسابقون في هذا الباب هم أعلى المراتب، ثم يلي ذلك من هو مقتصد، ثم
يلي ذلك الظالم لنفسه، والظالم لنفسه متوعد بالعقوبة..
. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بربه
[مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا
يُسْتَجَابُ لَهَا]
رواه مسلم.
والشاهد فيه: إن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ بربه من القلوب التي
لا محل للخشوع فيها فدل على أن تحقيق الخشوع و تحصيله من الواجبات
في الحد الذي لا يرخص للمكلف في تركه والتقصير فيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق