سلسلة أعمال القلوب (103)
أنـواع الخشــوع:
الخشوع ليس له نوع واحد، وإن كان في صورته الظاهرة يخرج المرء،
أو العبد مع غيره فيه بهيئة متحدة، إلا أن ذلك يفترق في حقيقة الأمر بسبب
ما يقوم في القلب من الحقائق والدواعي، فهناك خشوع حقيقي، وهذا هو
القسم الأول، وخشوع مزيف وهو خشوع النفاق، وهو خشوع الظاهر دون
مواطئة الباطن، فالباطن الذي هو محل للخشوع أصلاً قد صار فارغاً من هذا
الخشوع، فظهر ذلك مرتسماً على وجه صاحبه، وظاهراً على جوارحه، ولكن
قلبه قد فرغ منه، وهذا لا فائدة فيه، وهو خشوع النفاق .
ومتى تكلف الإنسان تعاطي الخشوع في جوارحه و أطرافه مع فراغ قلبه منه
فإن ذلك يكون من قبيل خشوع النفاق [انظر الخشوع في الصلاة لابن رجب]
إلا في حالة واحدة: وهي أن يكون العبد يفعل ذلك من أجل الوصول إلى
الخشوع، كصاحب المجاهدة الذي حدثتكم عنه، بشرط أن لا يظهر ذلك أمام
الناس بحيث يكون الإنسان بعيداً عن نظر الناس لا يلتفت إليهم بقلبه،
ولا يحضر مجامعهم بهذا الفعل الذي يتصنع فيه الخشوع، فهو يتظاهر،
أو يتصنع، أو يحاول أن يبكي، وأن يخشع، وإن لم يكن قلبه خاشعاً من أجل
أن يحصل الخشوع، فهذا لا يكون مذموماً . وأما المذموم أن يكون ذلك على
سبيل النظر إلى الخلق، وتصنع الخشوع من أجل تحصيل محمدتهم .
وقد كان جماعة من السلف يستعيذون من هذا النوع وهو خشوع النفاق ...
وكان بعضهم يقول:' استعيذوا بالله من خشوع النفاق' فقيل له: وما خشوع
النفاق ..؟ فقال:' أن ترى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع' وكان الفضيل
بن عياض رحمه الله وهو من كبار الخاشعين يقول:' كان يكره أن يُري
الرجل من الخشوع أكثر مما في قلبه'. يعني أن يظهر في ظاهره أعظم مما
قام في باطنه ..وقد ذكر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى رجلاً طأطأ
رقبته في الصلاة، فقال:' يا صاحب الرقبة! ارفع رقبتك، ليس الخشوع
في الرقاب إنما الخشوع في القلوب ' إنما الخشوع في القلوب .
أنـواع الخشــوع:
الخشوع ليس له نوع واحد، وإن كان في صورته الظاهرة يخرج المرء،
أو العبد مع غيره فيه بهيئة متحدة، إلا أن ذلك يفترق في حقيقة الأمر بسبب
ما يقوم في القلب من الحقائق والدواعي، فهناك خشوع حقيقي، وهذا هو
القسم الأول، وخشوع مزيف وهو خشوع النفاق، وهو خشوع الظاهر دون
مواطئة الباطن، فالباطن الذي هو محل للخشوع أصلاً قد صار فارغاً من هذا
الخشوع، فظهر ذلك مرتسماً على وجه صاحبه، وظاهراً على جوارحه، ولكن
قلبه قد فرغ منه، وهذا لا فائدة فيه، وهو خشوع النفاق .
ومتى تكلف الإنسان تعاطي الخشوع في جوارحه و أطرافه مع فراغ قلبه منه
فإن ذلك يكون من قبيل خشوع النفاق [انظر الخشوع في الصلاة لابن رجب]
إلا في حالة واحدة: وهي أن يكون العبد يفعل ذلك من أجل الوصول إلى
الخشوع، كصاحب المجاهدة الذي حدثتكم عنه، بشرط أن لا يظهر ذلك أمام
الناس بحيث يكون الإنسان بعيداً عن نظر الناس لا يلتفت إليهم بقلبه،
ولا يحضر مجامعهم بهذا الفعل الذي يتصنع فيه الخشوع، فهو يتظاهر،
أو يتصنع، أو يحاول أن يبكي، وأن يخشع، وإن لم يكن قلبه خاشعاً من أجل
أن يحصل الخشوع، فهذا لا يكون مذموماً . وأما المذموم أن يكون ذلك على
سبيل النظر إلى الخلق، وتصنع الخشوع من أجل تحصيل محمدتهم .
وقد كان جماعة من السلف يستعيذون من هذا النوع وهو خشوع النفاق ...
وكان بعضهم يقول:' استعيذوا بالله من خشوع النفاق' فقيل له: وما خشوع
النفاق ..؟ فقال:' أن ترى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع' وكان الفضيل
بن عياض رحمه الله وهو من كبار الخاشعين يقول:' كان يكره أن يُري
الرجل من الخشوع أكثر مما في قلبه'. يعني أن يظهر في ظاهره أعظم مما
قام في باطنه ..وقد ذكر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى رجلاً طأطأ
رقبته في الصلاة، فقال:' يا صاحب الرقبة! ارفع رقبتك، ليس الخشوع
في الرقاب إنما الخشوع في القلوب ' إنما الخشوع في القلوب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق