ممنوع الدخول .. حياة خاصة
كم من بناتنا الكريمات أو أخواتنا الفضليات جاءتنا تشتكي من تدخل أهل
زوجها في حياتها الأسرية والزوجية مع شريك حياتها، مما دفع بالمشكلة
للاشتعال والتضخم وارتفاع وتيرتها، وتعد مشكلة تدخل الأهل في حياة
الزوجين تحدياً كبيراً أمامهما، ومطلوب منهما عبوره وتفاديه وتجاوز آثاره
المتعددة والمختلفة؛ لكي ينعما بحياة زوجية ناجحة.
همسات قبل البداية:
• تدخل الأهل هنا المقصود منه وجود الأهل في التفاصيل الدقيقة لحياة
الزوجين اليومية وسوف نفصلها في (مظاهر المشكلة).
• أياً كانت الأسباب التي تدفع الأهل للتدخل في حياة الزوجين،
فإن النتائج السلبية لهذا التدخل تكون أكثر بكثير من نتائجه الإيجابية.
• تدخل الأهل -بحسب دراسات وأبحاث كثيرة- يعد أخطر أنواع المشاكل
الزوجية، وفي نفس الوقت هو سبب للعديد من المشاكل الأخرى.
• المشكلة الزوجية صغيرة أيا كانت نوعيتها، فإذا ما تدخل الأهل اتسعت
فجوتها بشمول أشخاص جدد (العائلتان).
• إذا كان زواجك حديثاً فأنت حتماً محظوظة؛ لأن ما ستضعينه من قواعد
مع زوجك من البداية قد يساعدك كثيراً لتفادي هذه المشكلة.
• قد يكون تدخل الأهل حتمياً بسبب بعض الظروف والاضطرار إلى ذلك مثل
(الارتباط المالي – طبيعة البيئة – الحياة في نفس الحيز... الخ.) وحينها على
الزوجة أن تحدد قبل الزواج قرارها؛ لأنه سيكون عليها تحمل التبعات
، أما وإن كان الأمر أصبح واقعاً فعليها أن تتابع معنا مقترحات الحل.
• على الزوجة أن تفرق بين المشاكل وأن تضع كل مشكلة في مكانها
الصحيح وحجمها الطبيعي، فعليها أن تفرق بين ما بينها وبين زوجها
وما بينها وبين أهل زوجها وما بين زوجها وأهلها، وإلا لو لم تفعل
فلن تهنأ بلحظة سعادة واحدة.
• لتدخل الأهل حالة وحيدة إيجابية - من وجهة نظري - وهي الحالة التي
ذكرها المولى عز وجل:
{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا
إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا}
[النساء: 35]
وفيها توضيح للمرحلة والتوقيت المناسب، كما حدد من يتولى هذا الأمر وهو
ليس الزوجين، فاللفظ (خِفْتُمْ) عائد على أن الأمور خرجت عن نصابها
فوصلت للأهل، وليس معناها أن يفعل الزوجان ذلك بنفسيهما.
مظاهر المشكلة:
وإن كانت مظاهر المشكلة جلية وواضحة ولكن نفصلها لمزيد من البيان:
• إبداء الملاحظات والنقد السلبي باستمرار من قبل الأهل للزوجين.
• انتهاك الخصوصيات بين الزوجين، فلا نستطيع تحديد هل هذا شأن
يخص أحد الزوجين أم يخص الأهل.
• الزيارات وبشكل مكثف وإلى حد الإزعاج من الزوجين للأهل،
ومن الأهل للزوجين.
• الخوف المرضي من الأهل على أحد الزوجين فنجد الأهل
في أدق التفاصيل في حياة ابنهم.
• التقارب الوجداني الزائد بين أحد الزوجين وأهله في حين التباعد الوجداني
بينه وبين الطرف الآخر.
• خروج القرار من حيز الزوجين إلى نفوذ الأهل وسلطتهم.
• تكرار ترك الزوجة للمنزل بشكل مستمر ودائم.
ساعدي نفسك:
إذا كنت ترين أن التدخل من جانب أهلك فعليك بالتالي:
• تحديد مواعيد محددة من قبلك لزيارة أهلك (مقترح مرة واحدة في الأسبوع)
ولا مشكلة في الالتزام بها بشكل دائم وتوضيح ذلك للزوج.
• النصح المغلف بالذوق العالي للأهل بعدم الإكثار من الزيارات إذا كانت
زياراتهم متكررة وبشكل مزعج (زيادة عن مرتين في الأسبوع).
• إياك وترك المنزل عند حدوث المشاكل أياً كانت المشاكل؛ فلكل مشكلة حلها
ومن خلالكما أنت وزوجك، ولكن بتكرار تركك المنزل والذهاب لبيت أهلك
فإنك تدفعين أهلك للتدخل في شؤونك، كما أنك تعطين لأهلك انطباعاً سيئاً
عن زوجك ستكون له آثاره السلبية.
• فرقي بين رأي عائلتك (أهلك) في أهل زوجك وبين رأيك الشخصي؛ فلكل
شخص منا رأيه الشخصي، فلا تجعلي وجهات نظر البعض مصدراً لحكمك
على الآخرين.
• ليس كل ما تسمعينه من كلمات تعد نصائح، وليست كل نصيحة يطلقها
الآخرون تخص حالتك أو مشكلتك، فلكل مشكلة معطياتها الخاصة وظروفها،
وعليك بالاستعانة بالمتخصصين في هذه الحالات ولا تترددي في ذلك.
ساعدي زوجك:
في حالة تدخل أهل زوجك في شؤونكما الخاصة نرشدك بهذه المقترحات:
• الصراحة والشفافية من أهم وسائل الحل لمشكلة تدخل الأهل، فبالشفافية
تنتهي هذه المشكلة بشكل سلس في كثير من الأحوال.
• الاتفاق مع الزوج على عدم نقل المشكلة خارج حجرة النوم الخاصة
بكما، ومحاولة إقناعه بطرق مختلفة.
• عدم ذمه أو إظهار ضعف شخصيته، مما يدفع العديد من الأزواج إلى العناد
والاستمرار في اللجوء إلى الأهل.
• عدم ترك المنزل عند حدوث المشاكل.
• عدم ذم أهله أو تقبيحهم، ولكن يمكنك توضيح وجهة نظرك
بشكل لائق ومناسب، ولا ينقص منه شخصياً.
• مبادرته بالحلول المناسبة للمشكلة وإيجاد البدائل الجيدة من المقترحات
لحل المشاكل.
• تقليل المشاكل مع أهل الزوج وتحجيم القائم منها في حجمه الطبيعي،
وإياك أن تؤثر المشكلات بينك وبين أهله على سلوكك في التعامل معه.
• إظهار عاطفة تقدير بعض مواقف التدخل لدى الأهل يخفف من وطأة
التدخل، ويساعد في وصول رسالتك بشكل سلس ومناسب ومحبب لدى
الآخرين، مثل أن تقولي: "أنا أقدّر خوفك على ابنك – أنا أشعر بمدى حبك
لولدك – أنا أشعر بعاطفتك تجاه زوجي وأنا أيضاً أحبه جداً ولذا... الخ.".
• يمكن استخدام أسلوب العلاج بالتوهم والمدح الإيجابي فيمكنك قول:
"أنا سعيدة جداً أننا ننهي مشاكلنا بدون تدخل الآخرين – أنا فخورة بأسلوب
إدارتنا لحياتنا الزوجية... الخ." ولو لم يكن هذا هو الواقع بالفعل، إلا أن هذه
الطريقة من أفضل الأساليب الناجحة لعلاج مثل هذه المشاكل والقصور
في شخصية الزوج.
• عليك التفريق بين (العيش مع الأهل) و (تدخل الأهل)، فالفارق كبير جداً
فقد تعيشان مع الأهل لظروف متنوعة، ولكن هذا لا يعني حتمية التدخل منهم
في الشؤون الخاصة بكما.
• في بعض الحالات يكون العيش مع الأهل خارجا عن إرادة الزوج، مثل:
(العيش في نفس الشقة – العجز المالي واضطرار المشاركة في بعض
الأوقات مثل وقت الأكل – حاجة الأهل لمن يساعدهم... الخ.) فما يمكنكم أن
تسعوا لتغييره لا تتأخروا فيه، وما كان حتمياً ودائماً فعليكما تحجيم المشكلة
من خلال ما سبق.
ما بال أقوام:
للأهل أقول:
• عليكم أن تعلموا أن أبناءكم قد تزوجوا، أي أنهم قد وضعوا أقدامهم على
طريق مستقل منفصل، ودخلوا عالماً هم فيه الأسياد والحكام، فحاولوا أن
تجعلوا ما بينكم وبينهم المودة وحسن النصح والمعاملة.
• زوجة ابنكم مثل ابنتكم، فحافظوا عليها كما تحافظون على بناتكم، وراعوا
الله فيها كما تحبون أن يراعي الآخرون الله في بناتكم.
• أياً كانت الأسباب التي تدفعكم للتدخل في حياة أبنائكم؛ فهي ليست مبرراً
لهذا السلوك بل عليكم أن تراعوا حرمة هذا العالم الجديد
(حياة أبنائكم الزوجية).
• كلما دفعتكم حمية التدخل في شؤون الآخرين بداعي حل المشاكل،
تذكروا أنكم ستزيدون الأمر سوءا.
للزوج أقول:
• انتبه لحياتك.
• بيتك وحياتك الزوجية مسؤوليتك أنت وزوجتك فقط.
• عليك بالمصارحة والشفافية وعلاج المشاكل وعدم الهرب منها.
• ما بينك وبين زوجتك عورة، فلا تطلع عليه أحداً أياً كان،
وضع نفسك مكانها.
• سل المتخصصين ولا تتردد، ولتعلم أنها أسهل طريقة لحل المشكلة،
وإياك والمجرِّب ففيه الضياع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق