الحب أم الحزم أم كليهما
تحدث معي بحسرة وندم على أسلوبه في تربية ابنه عندما كان صغيرًا، فقد
رباه على الدلال والدلع، ثم تأفف وقال: والآن ابني في سن المراهقة وهو
متمرد وعنيف وكثير الغضب لا يسمع كلامنا ويتخذ قرارات خاطئة في حياته
دون الرجوع إلينا، قلت له دعنى أشرح لك أنواع التربية فهناك ثلاثة أنواع
للتربية، الأول التربية على الحب والدلال فقط، والثاني التربية على الحزم
والانضباط فقط، والثالث التربية بالجمع بين الحب والحزم، فأغلب المربين
يربون أبناءهم على النوع الأول وهو الأسلوب الذي اتبعته أنت مع ولدك،
وبعضهم يربي على النوع الثاني، وقليل من يربي أبناءه على النوع الثالث
وهو الجمع بين الحب والحزم.
فالموازنة بين مشاعر الحب والحزم أثناء تربية الطفل خاصة في سنواته
الأولى تفيده كثيرًا وتنمي عنده عدة صفات وسلوكيات، منها ضبط النفس
واكتمال النضج وحسن اتخاذ القرار والتوازن النفسي واحترام القوانين
والقواعد في المجتمع، كما يكون الطفل أكثر الأطفال سعادة لأنه تربى
متوازنًا بين الشدة واللين والحب والحزم فيكون أكثر استقرارًا لا عدوانيًا
ولا عنيفًا، كما ينمو عنده شعور الإحساس بالآخرين والتعاطف معهم؛ لأنه
من خلال التربية على الحب والحزم ساعده ذلك على تنمية الذكاء العاطفي
والاجتماعي، فإذا كبر يكون عطوفًا رحيمًا ولكن بوعي فلا يستغله أو يسغفله
أحد ولا يكون ساذجًا أو مغفلًا، ويستطيع أن يتخذ قرارًا لوحده دون الاعتماد
على الآخرين؛ لأنه تربى على تحمل المسؤولية من صغره.
فالتربية بالحب فقط تعني أن نشبع الطفل حبًا وحنانًا وعطفًا لدرجة الدلال
فلا نقول له (لا)، أو إذا رفضنا له طلبًا فإنه يرفض رفضنا هذا ويبكي أو
يغضب فنضعف أمامه ونستجيب له، أما التربية بالحزم فقط فهي أن نكون
شديدين مع الطفل ونطبق عليه نظامًا صارمًا كأنه يعيش بثكنة عسكرية،
أما التربية بالحب والحزم فلها عدة أساليب: الأول: تعليم الطفل الاحترام في
وقت مبكر من خلال تعليمه الاستئذان والاعتذار واستخدام الكلمات مثل
(لو سمحت)، فهذا السلوك يجعله أكثر احترامًا لغيره، كما أن هذا السلوك
يعزز الثقة بنفسه ويقوي شخصيته ويعطيه الاحترام والتقدير لذاته فيتصرف
تصرفًا سليمًا، والثاني: نعلمه أن الحياة ليست دائما حلوة، فلا بد أن يمر
بآلام الحزن والإحباط والخسارة، فليس كل ما يتمناه يجده، وإنما لابد أن
يحسن التعامل مع أحداث الدنيا الحلوة والمرة، ويؤمن بأن كل مقدر فيه خير
كبير، والثالث: تعليمه الحزم والثبات وخاصة في القوانين التي تضعها
الأسرة لصالح الأبناء كقوانين الدراسة والطعام واللباس والأصدقاء والتعامل
مع التكنولوجيا وغيرها من القوانين المنزلية، فيلتزم الوالدان بتطبيقها بحزم
من غير غضب أو عصبية وإنما مع الحب والعطف، فيتعلم الطفل الانضباط
والإنجاز واحترام الوقت، ولهذا كان النبي الكريم عليه الصلاة والسلام مع
حزمه التربوي كان يربي بالحب، فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما قال:
ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:
«اللهم علمه الكتاب»
وفي رواية:
«اللهم علمه الحكمة»
وفي أخرى:
«اللهم فقهه في الدين»
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأخذني ويُقعدني على فخذه ويُقعد
الحسن على الأخرى، ثم يضمنا، ثم يقول:
اللهم ارحمهما؛ فإني أرحمهما، وفي رواية:
«اللهم إني أحبهما فأحبهما».
فالضم والاحتضان جانب عاطفي، وقد أثبتت دراسة قام بها مجموعة أطباء
في جامعة واشنطن أن «الاحتضان والعناق» يُساعدان على تطور حجم
الحُصين في دماغ الطفل بنسبة 10% عن باقي أقرانه الذين لم يتلقوا مثل
هذا الاهتمام، علما بأن «الحُصين» هو المسؤول عن عملية التعلم، التذكر
والذاكرة طويلة المدى وتُخزن فيها المعلومات.
كما وأن العناق يُخفف التوتر، ويُزيل الشعور بالوحدة ويُعطي إحساسًا
بالأمان، والأهم من ذلك أنه يُخفف السلوك العدواني والغيرة ويزيد الثقة
بالنفس، فسكت وقال الرجل: يا ليتني سمعت هذا الكلام منذ زمن والآن
عرفت كيف أربي أبنائي.
تحدث معي بحسرة وندم على أسلوبه في تربية ابنه عندما كان صغيرًا، فقد
رباه على الدلال والدلع، ثم تأفف وقال: والآن ابني في سن المراهقة وهو
متمرد وعنيف وكثير الغضب لا يسمع كلامنا ويتخذ قرارات خاطئة في حياته
دون الرجوع إلينا، قلت له دعنى أشرح لك أنواع التربية فهناك ثلاثة أنواع
للتربية، الأول التربية على الحب والدلال فقط، والثاني التربية على الحزم
والانضباط فقط، والثالث التربية بالجمع بين الحب والحزم، فأغلب المربين
يربون أبناءهم على النوع الأول وهو الأسلوب الذي اتبعته أنت مع ولدك،
وبعضهم يربي على النوع الثاني، وقليل من يربي أبناءه على النوع الثالث
وهو الجمع بين الحب والحزم.
فالموازنة بين مشاعر الحب والحزم أثناء تربية الطفل خاصة في سنواته
الأولى تفيده كثيرًا وتنمي عنده عدة صفات وسلوكيات، منها ضبط النفس
واكتمال النضج وحسن اتخاذ القرار والتوازن النفسي واحترام القوانين
والقواعد في المجتمع، كما يكون الطفل أكثر الأطفال سعادة لأنه تربى
متوازنًا بين الشدة واللين والحب والحزم فيكون أكثر استقرارًا لا عدوانيًا
ولا عنيفًا، كما ينمو عنده شعور الإحساس بالآخرين والتعاطف معهم؛ لأنه
من خلال التربية على الحب والحزم ساعده ذلك على تنمية الذكاء العاطفي
والاجتماعي، فإذا كبر يكون عطوفًا رحيمًا ولكن بوعي فلا يستغله أو يسغفله
أحد ولا يكون ساذجًا أو مغفلًا، ويستطيع أن يتخذ قرارًا لوحده دون الاعتماد
على الآخرين؛ لأنه تربى على تحمل المسؤولية من صغره.
فالتربية بالحب فقط تعني أن نشبع الطفل حبًا وحنانًا وعطفًا لدرجة الدلال
فلا نقول له (لا)، أو إذا رفضنا له طلبًا فإنه يرفض رفضنا هذا ويبكي أو
يغضب فنضعف أمامه ونستجيب له، أما التربية بالحزم فقط فهي أن نكون
شديدين مع الطفل ونطبق عليه نظامًا صارمًا كأنه يعيش بثكنة عسكرية،
أما التربية بالحب والحزم فلها عدة أساليب: الأول: تعليم الطفل الاحترام في
وقت مبكر من خلال تعليمه الاستئذان والاعتذار واستخدام الكلمات مثل
(لو سمحت)، فهذا السلوك يجعله أكثر احترامًا لغيره، كما أن هذا السلوك
يعزز الثقة بنفسه ويقوي شخصيته ويعطيه الاحترام والتقدير لذاته فيتصرف
تصرفًا سليمًا، والثاني: نعلمه أن الحياة ليست دائما حلوة، فلا بد أن يمر
بآلام الحزن والإحباط والخسارة، فليس كل ما يتمناه يجده، وإنما لابد أن
يحسن التعامل مع أحداث الدنيا الحلوة والمرة، ويؤمن بأن كل مقدر فيه خير
كبير، والثالث: تعليمه الحزم والثبات وخاصة في القوانين التي تضعها
الأسرة لصالح الأبناء كقوانين الدراسة والطعام واللباس والأصدقاء والتعامل
مع التكنولوجيا وغيرها من القوانين المنزلية، فيلتزم الوالدان بتطبيقها بحزم
من غير غضب أو عصبية وإنما مع الحب والعطف، فيتعلم الطفل الانضباط
والإنجاز واحترام الوقت، ولهذا كان النبي الكريم عليه الصلاة والسلام مع
حزمه التربوي كان يربي بالحب، فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما قال:
ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:
«اللهم علمه الكتاب»
وفي رواية:
«اللهم علمه الحكمة»
وفي أخرى:
«اللهم فقهه في الدين»
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأخذني ويُقعدني على فخذه ويُقعد
الحسن على الأخرى، ثم يضمنا، ثم يقول:
اللهم ارحمهما؛ فإني أرحمهما، وفي رواية:
«اللهم إني أحبهما فأحبهما».
فالضم والاحتضان جانب عاطفي، وقد أثبتت دراسة قام بها مجموعة أطباء
في جامعة واشنطن أن «الاحتضان والعناق» يُساعدان على تطور حجم
الحُصين في دماغ الطفل بنسبة 10% عن باقي أقرانه الذين لم يتلقوا مثل
هذا الاهتمام، علما بأن «الحُصين» هو المسؤول عن عملية التعلم، التذكر
والذاكرة طويلة المدى وتُخزن فيها المعلومات.
كما وأن العناق يُخفف التوتر، ويُزيل الشعور بالوحدة ويُعطي إحساسًا
بالأمان، والأهم من ذلك أنه يُخفف السلوك العدواني والغيرة ويزيد الثقة
بالنفس، فسكت وقال الرجل: يا ليتني سمعت هذا الكلام منذ زمن والآن
عرفت كيف أربي أبنائي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق