ابني لم ينطق بكلمة!!
منذ حوالي 12 عاما وصل ابن شقيقتي إلى الثالثة من عمره ولكنه لم ينطق
بكلمة ... اصطحبته شقيقتي إلى أخصائية النطق ... وبعد إجراء الاختبارات
والفحوصات اللازمة له تبين أنه سليم ولا يعاني من أية مشكلة تمنعه من
الكلام لا عضوية ولا نفسية ... فنصحتها اﻷخصائية بمحادثته بشكل دائم ...
شقيقتي بطبيعتها قليلة الكلام ... وارتأت أن تجد حلا لمشكلة النطق عند ابنها
بأن تجلسه أمام التلفاز ليشاهد الرسوم المتحركة عساه يتعلم الكلام !!! ...
وفعلا جاءت النتيجة إيجابية فقد بدأ يتكلم وبطلاقة أيضا !!!
هذه التجربة هي تجربة إيجابية بامتياز ... ولكن المخاطر التي ستصيب
الطفل من جراء مشاهدة الرسوم المتحركة تفوق هذه الإيجابية ...
على مدى ما يفوق من 12 عاما وأنا أرصد آثار الرسوم المتحركة على
الطفل ... وكنت أتساءل دوما:" ترى ما هي الكلمات واﻷلفاظ التي سيتعلمها
الطفل من خلال مشاهدته للرسوم المتحركة ؟؟ خاصة أن الطفل يحفظ
الكلمات التي تعجبه ويرددها أثناء لعبه أو غضبه !!!
في عام 2008 بدأنا نلاحظ كمدرسين ومن عدة مدارس أن تلفظ التلاميذ
بكلمة يصفون فيها زميلهم بأنه"حما..." على سبيل المثال أمر عادي
غير مستهجن لا ممن يتلفظ بها وﻻ ممن يسمعها !!!
فلماذا أجيالنا باتت تستسيغ مستوى معين من الشتائم
وأصبحت بالنسبة لها أمرا عاديا؟؟؟
الكلمات تحت المجهر!!
شخصية كرتونية أنثى تقول لشخصية كرتونية ذكر:
" أنت عضلات بلا عقل"!!
شخصية كرتونية ثانية تقول لمجموعة من الشخصيات:
" حمقى!! أنتم مجموعة من الحمقى!!"..
شخصية كرتونية أنثى تقول واصفة أحد الذكور:
" مثلما حصل مع الولد المغفل كامل!!" ...
هذه الكلمات واﻷلفاظ هي المستوى اﻷول من الكلمات السلبية التي يوصف
فيها طرف آخر ... وهي المستوى الذي كان يقدم منذ أكثر من 15 عاما في
مسلسلات الرسوم المتحركة ... هذا المستوى أوجد عندنا جيلا لا يستهجن
استعمال كلمات تشبه الإنسان بالحيوان ... ولا يستهجن سماعها فقد أصبحت
أمرا عاديا لا عيب في نطقه أو سماعه ...
إن المتتبع للرسوم المتحركة عبر ما يزيد على عقدين من الزمن والمراقب
لﻷجيال يجد أن هناك تدرج من المستوى اﻷول اﻷدنى في الكلام السلبي إلى
المستوى الثاني اﻷكثر سلبية - حتى لا أقول بذاءة وانحدارا - إلى مستوى
ثالث أشد سلبية وانحدارا وهكذا جيلا بعد جيل ...
هذا بالنسبة للكلام السلبي .... ولكن هناك كلمات ومصطلحات لها دلالات
ثقافية وسلوكية وعاطفية وعقائدية معينة غريبة عن ديننا عندما يسمعها
الطفل فإنها تشكل مفاهيمه وأفكاره وقيمه وثقافته وتوجهاته ومشاعره
بطريقة تجعله غريبا عن دينه وعن تعاليم نبيه ... وهذه الكلمات هي أخطر
أثرا على الطفل ﻷننا لا ننتبه لها ...
إن القيمين على إنتاج الرسوم المتحركة يدركون تماما أن الكلمات التي
سيختارونها للشخصيات الكرتونية يجب أن لا تكون معالم البذاءة فيها ظاهرة
للعيان لئلا يستنكرها الآباء واﻷمهات فيمنعون الطفل من المشاهدة وتخسر
تلك الشركات ومن خلفها حكوماتها سيطرتها على المجتمعات فتخسر
مردودات مالية ضخمة وسلطة تفسد فيها المجتمعات وتدمر قيمها ... لذلك
فإنهم يقدمون للطفل مادة تدفعه إلى البحث عن الكلام البذيء في محيطه
واستعماله في المواقف ...
فكيف السبيل إلى حماية أجيالنا من هذا الانحدار
الذي انزلقت فيه على حين غرة وغفلة ؟؟؟
ليس عيبا أن نربي أنفسنا لتزهر جنان القيم !!!
إن اﻷب واﻷم هم النواة اﻷساسية في تربية الطفل ... فإن وجد الطفل أما وأبا
مهتمين ﻷمره وشعر بالحب منهم فإنه سينشأ متأثرا بهم إلى حد كبير وعندها
سوف يخف تأثير أي شخص آخر عليه مهما بلغت قوة تأثيره وكانت سلبية
... وإن وجد أما وأبا قد أهملاه وكانا غير قويمين فإنه سيتأثر بهما وسيخف
تأثير أي شخص بشكل إيجابي عليه مهما بلغت قوة تأثيره الإيجابية ...
فالطفل يحاكي اﻷب واﻷم أولا ومن ثم غيرهم ...
فعلى سبيل المثال إن كان اﻷب واﻷم يتكلمان دائما الكلام الإيجابي ويغمرون
الطفل بعبارات المدح والثناء على سلوكه الجيد فإنه حين يسمع العبارات
البذيئة في الرسوم المتحركة سواء من المستوى اﻷول أو المستويات اﻷعلى
فإنه سيستغربها أول اﻷمر وحين يتكرر سماعه لها سيحفظها وعندها سوف
يرددها عند غضبه ذات يوم ولكن لن تكون راسخة في قاموسه اللغوي عندما
يقوم اﻷب واﻷم بمحوها من عقله وقلبه باﻷساليب التربوية المناسبة وسوف
يكون اﻷمر عليهم أيسر من شربة الماء ﻷنهم هم مستقيمون في ألفاظهم
حتى عند الغضب...
أما لو كان اﻷب أو اﻷم أو كليهما يتلفظان بالكلام البذيء سواء من المستوى
اﻷول أو المستويات اﻷعلى فإن الطفل سيتلفظ بالكلام البذيء حتى ولو لم
يشاهد الرسوم المتحركة ... فكيف به وهو يشاهد ويسمع من الرسوم
المتحركة أو مسلسلات الكبار وبرامجهم !!!
فكيف يكون الحل ... ؟؟؟
يصف النبي عليه الصلاة والسلام في حديثه الطويل عن الشاتم غيره بأنه
مفلس ... فالمفلس من أمة النبي ليس هو من لا درهم له ولا دينار بل من
يشتم غيره!!!... وما ذلك إلا ﻷن حسناته التي اكتسبها من أعماله الصالحة
تنتقل من رصيده إلى رصيد من آذاه بالشتم حتى يصبح رصيده صفرا ...
وانطلاقا من هذا الحديث نستطيع أن نضع جدولا ﻷبنائنا حين نجد أنهم
تلفظوا بكلام بذيء من المرة اﻷولى التي نسمعهم فيها ... هذا الجدول نضع
فيه أسماءهم وإذا كنا نحن كآباء من يتلفظ بكلام بذيء فلنضف أسماءنا إلى
الجدول مع أسمائهم فليس عيبا أبدا أن نربي أنفسنا مع أبنائنا أو أن نمتنع
عن كثير من اﻷفعال ﻷجل أبنائنا ... أما فكرة هذا الجدول فهي نفس فكرة
الحديث وهي كالتالي:
نضع جدولا على قطعة من الكرتون فيه خانتان أفقيا لكل اسم من العائلة
وسبع خانات عاموديا بعدد أيام اﻷسبوع ... نكتب في كل خانة أفقية اسم
الشخص وتحته خانة مقسومة إلى نصفين بعبارة كلمة طيبة للنصف اﻷول
وكلمة خبيثة للنصف الثاني ونصنع قطعا من الكرتون أو الورق الملون
بأشكال دوائر أو ثمار أو غيرها وقد نعطي كل طفل أو إسم رصيدا معينا من
هذه اﻷشكال بحيث أن الطفل كلما تكلم بكلمة خبيثة نأخذ من رصيده قطعة
ورق واحدة ونعطيها لمن شتمه ونضعها في خانة الكلام الطيب عند الطرف
الآخر في حال لم يرد الشتيمة أما إن ردها فينقص رصيده أيضا كأخيه ...
أما من يتكلم بكلمة طيبة فتوضع له في خانة الكلمة الطيبة قطعة ورق ...
ومن يجمع في نهاية كل أسبوع رصيدا أعلى يتوج ملكا على اﻷسرة لمدة
أسبوع ونحقق له طلبا يطلبه... فإن كان طلبا من غير المستطاع تنفيذه يتم
التفاوض مع الطفل ليطلب ما نستطيع تحقيقه ... فيتعلم مجموعة قيم وليس
فقط الكلمة الطيبة ...
وقد يكون هناك فكرة ثانية وهي فكرة الشجرة الطيبة والشجرة الخبيثة ...
بحيث نصنع من الكرتون شجرتين شجرة بجذور للكلمة الطيبة وأخرى من
غير جذور للكلمة الخبيثة ونجعل لها فروعابحيث يكون لكل اسم فرع ونصنع
أوراقا خضراء مع ثمار من الفاكهة وكلما تكلم شخص بكلمة طيبة وضعت له
ورقة خضراء مع ثمرتها ومن يتكلم بكلمة خبيثة توضع له عروق رمادية
مثﻻ أو أي لون لا يحبه الطفل وهكذا لكل أسبوع ومن يكون رصيده كلاما
طيبا بمجموع أعلى من غيره أيضا يتوج ملكا للكلمة الطيبة على مدار
اﻷسبوع أو نجعل النتيجة جماعية فكلما كانت الشجرة الطيبة تحمل ثمارا
أكثر كانت النتيجة أنهم أسرة طيبة فيقومون بنشاط جماعي يفرحهم جميعا ...
هذه الفكرة ليست للتنفيذ بحذافيرها وإنما هي فكرة لبداية عصف ذهني يقوم
به اﻷب واﻷم واﻷولاد كي يدربوا أنفسهم على الكلام الطيب ... واﻷمر متروك
لإبداع كل من اﻷب واﻷم في إدارة اﻷفكار لغرس وتعزيز الكلمة الطيبة
ولابتكار طرق جديدة لتعزيز السلوك الجيد عند الطفل كما وأن هذه الأفكار
يجب أن يكون لها روافد تعزز الكلام الطيب من قصص وأفكار وطرق تربوية
في إدارة تعديل سلوك الطفل وتعزيز إرادته ...
إن كل ما تقدم من أفكار يصبح رمادا لا أثر له إن لم تتم متابعته بوعي من
قبل اﻷب واﻷم ومتابعة سلوك الطفل والمثابرة للوصول
إلى النتيجة المرجوة ...
دمتم أغنى الناس بالإيمان والكلام الطيب الذي هو عمل صالح ...
وإلى لقاء يتجدد .
منذ حوالي 12 عاما وصل ابن شقيقتي إلى الثالثة من عمره ولكنه لم ينطق
بكلمة ... اصطحبته شقيقتي إلى أخصائية النطق ... وبعد إجراء الاختبارات
والفحوصات اللازمة له تبين أنه سليم ولا يعاني من أية مشكلة تمنعه من
الكلام لا عضوية ولا نفسية ... فنصحتها اﻷخصائية بمحادثته بشكل دائم ...
شقيقتي بطبيعتها قليلة الكلام ... وارتأت أن تجد حلا لمشكلة النطق عند ابنها
بأن تجلسه أمام التلفاز ليشاهد الرسوم المتحركة عساه يتعلم الكلام !!! ...
وفعلا جاءت النتيجة إيجابية فقد بدأ يتكلم وبطلاقة أيضا !!!
هذه التجربة هي تجربة إيجابية بامتياز ... ولكن المخاطر التي ستصيب
الطفل من جراء مشاهدة الرسوم المتحركة تفوق هذه الإيجابية ...
على مدى ما يفوق من 12 عاما وأنا أرصد آثار الرسوم المتحركة على
الطفل ... وكنت أتساءل دوما:" ترى ما هي الكلمات واﻷلفاظ التي سيتعلمها
الطفل من خلال مشاهدته للرسوم المتحركة ؟؟ خاصة أن الطفل يحفظ
الكلمات التي تعجبه ويرددها أثناء لعبه أو غضبه !!!
في عام 2008 بدأنا نلاحظ كمدرسين ومن عدة مدارس أن تلفظ التلاميذ
بكلمة يصفون فيها زميلهم بأنه"حما..." على سبيل المثال أمر عادي
غير مستهجن لا ممن يتلفظ بها وﻻ ممن يسمعها !!!
فلماذا أجيالنا باتت تستسيغ مستوى معين من الشتائم
وأصبحت بالنسبة لها أمرا عاديا؟؟؟
الكلمات تحت المجهر!!
شخصية كرتونية أنثى تقول لشخصية كرتونية ذكر:
" أنت عضلات بلا عقل"!!
شخصية كرتونية ثانية تقول لمجموعة من الشخصيات:
" حمقى!! أنتم مجموعة من الحمقى!!"..
شخصية كرتونية أنثى تقول واصفة أحد الذكور:
" مثلما حصل مع الولد المغفل كامل!!" ...
هذه الكلمات واﻷلفاظ هي المستوى اﻷول من الكلمات السلبية التي يوصف
فيها طرف آخر ... وهي المستوى الذي كان يقدم منذ أكثر من 15 عاما في
مسلسلات الرسوم المتحركة ... هذا المستوى أوجد عندنا جيلا لا يستهجن
استعمال كلمات تشبه الإنسان بالحيوان ... ولا يستهجن سماعها فقد أصبحت
أمرا عاديا لا عيب في نطقه أو سماعه ...
إن المتتبع للرسوم المتحركة عبر ما يزيد على عقدين من الزمن والمراقب
لﻷجيال يجد أن هناك تدرج من المستوى اﻷول اﻷدنى في الكلام السلبي إلى
المستوى الثاني اﻷكثر سلبية - حتى لا أقول بذاءة وانحدارا - إلى مستوى
ثالث أشد سلبية وانحدارا وهكذا جيلا بعد جيل ...
هذا بالنسبة للكلام السلبي .... ولكن هناك كلمات ومصطلحات لها دلالات
ثقافية وسلوكية وعاطفية وعقائدية معينة غريبة عن ديننا عندما يسمعها
الطفل فإنها تشكل مفاهيمه وأفكاره وقيمه وثقافته وتوجهاته ومشاعره
بطريقة تجعله غريبا عن دينه وعن تعاليم نبيه ... وهذه الكلمات هي أخطر
أثرا على الطفل ﻷننا لا ننتبه لها ...
إن القيمين على إنتاج الرسوم المتحركة يدركون تماما أن الكلمات التي
سيختارونها للشخصيات الكرتونية يجب أن لا تكون معالم البذاءة فيها ظاهرة
للعيان لئلا يستنكرها الآباء واﻷمهات فيمنعون الطفل من المشاهدة وتخسر
تلك الشركات ومن خلفها حكوماتها سيطرتها على المجتمعات فتخسر
مردودات مالية ضخمة وسلطة تفسد فيها المجتمعات وتدمر قيمها ... لذلك
فإنهم يقدمون للطفل مادة تدفعه إلى البحث عن الكلام البذيء في محيطه
واستعماله في المواقف ...
فكيف السبيل إلى حماية أجيالنا من هذا الانحدار
الذي انزلقت فيه على حين غرة وغفلة ؟؟؟
ليس عيبا أن نربي أنفسنا لتزهر جنان القيم !!!
إن اﻷب واﻷم هم النواة اﻷساسية في تربية الطفل ... فإن وجد الطفل أما وأبا
مهتمين ﻷمره وشعر بالحب منهم فإنه سينشأ متأثرا بهم إلى حد كبير وعندها
سوف يخف تأثير أي شخص آخر عليه مهما بلغت قوة تأثيره وكانت سلبية
... وإن وجد أما وأبا قد أهملاه وكانا غير قويمين فإنه سيتأثر بهما وسيخف
تأثير أي شخص بشكل إيجابي عليه مهما بلغت قوة تأثيره الإيجابية ...
فالطفل يحاكي اﻷب واﻷم أولا ومن ثم غيرهم ...
فعلى سبيل المثال إن كان اﻷب واﻷم يتكلمان دائما الكلام الإيجابي ويغمرون
الطفل بعبارات المدح والثناء على سلوكه الجيد فإنه حين يسمع العبارات
البذيئة في الرسوم المتحركة سواء من المستوى اﻷول أو المستويات اﻷعلى
فإنه سيستغربها أول اﻷمر وحين يتكرر سماعه لها سيحفظها وعندها سوف
يرددها عند غضبه ذات يوم ولكن لن تكون راسخة في قاموسه اللغوي عندما
يقوم اﻷب واﻷم بمحوها من عقله وقلبه باﻷساليب التربوية المناسبة وسوف
يكون اﻷمر عليهم أيسر من شربة الماء ﻷنهم هم مستقيمون في ألفاظهم
حتى عند الغضب...
أما لو كان اﻷب أو اﻷم أو كليهما يتلفظان بالكلام البذيء سواء من المستوى
اﻷول أو المستويات اﻷعلى فإن الطفل سيتلفظ بالكلام البذيء حتى ولو لم
يشاهد الرسوم المتحركة ... فكيف به وهو يشاهد ويسمع من الرسوم
المتحركة أو مسلسلات الكبار وبرامجهم !!!
فكيف يكون الحل ... ؟؟؟
يصف النبي عليه الصلاة والسلام في حديثه الطويل عن الشاتم غيره بأنه
مفلس ... فالمفلس من أمة النبي ليس هو من لا درهم له ولا دينار بل من
يشتم غيره!!!... وما ذلك إلا ﻷن حسناته التي اكتسبها من أعماله الصالحة
تنتقل من رصيده إلى رصيد من آذاه بالشتم حتى يصبح رصيده صفرا ...
وانطلاقا من هذا الحديث نستطيع أن نضع جدولا ﻷبنائنا حين نجد أنهم
تلفظوا بكلام بذيء من المرة اﻷولى التي نسمعهم فيها ... هذا الجدول نضع
فيه أسماءهم وإذا كنا نحن كآباء من يتلفظ بكلام بذيء فلنضف أسماءنا إلى
الجدول مع أسمائهم فليس عيبا أبدا أن نربي أنفسنا مع أبنائنا أو أن نمتنع
عن كثير من اﻷفعال ﻷجل أبنائنا ... أما فكرة هذا الجدول فهي نفس فكرة
الحديث وهي كالتالي:
نضع جدولا على قطعة من الكرتون فيه خانتان أفقيا لكل اسم من العائلة
وسبع خانات عاموديا بعدد أيام اﻷسبوع ... نكتب في كل خانة أفقية اسم
الشخص وتحته خانة مقسومة إلى نصفين بعبارة كلمة طيبة للنصف اﻷول
وكلمة خبيثة للنصف الثاني ونصنع قطعا من الكرتون أو الورق الملون
بأشكال دوائر أو ثمار أو غيرها وقد نعطي كل طفل أو إسم رصيدا معينا من
هذه اﻷشكال بحيث أن الطفل كلما تكلم بكلمة خبيثة نأخذ من رصيده قطعة
ورق واحدة ونعطيها لمن شتمه ونضعها في خانة الكلام الطيب عند الطرف
الآخر في حال لم يرد الشتيمة أما إن ردها فينقص رصيده أيضا كأخيه ...
أما من يتكلم بكلمة طيبة فتوضع له في خانة الكلمة الطيبة قطعة ورق ...
ومن يجمع في نهاية كل أسبوع رصيدا أعلى يتوج ملكا على اﻷسرة لمدة
أسبوع ونحقق له طلبا يطلبه... فإن كان طلبا من غير المستطاع تنفيذه يتم
التفاوض مع الطفل ليطلب ما نستطيع تحقيقه ... فيتعلم مجموعة قيم وليس
فقط الكلمة الطيبة ...
وقد يكون هناك فكرة ثانية وهي فكرة الشجرة الطيبة والشجرة الخبيثة ...
بحيث نصنع من الكرتون شجرتين شجرة بجذور للكلمة الطيبة وأخرى من
غير جذور للكلمة الخبيثة ونجعل لها فروعابحيث يكون لكل اسم فرع ونصنع
أوراقا خضراء مع ثمار من الفاكهة وكلما تكلم شخص بكلمة طيبة وضعت له
ورقة خضراء مع ثمرتها ومن يتكلم بكلمة خبيثة توضع له عروق رمادية
مثﻻ أو أي لون لا يحبه الطفل وهكذا لكل أسبوع ومن يكون رصيده كلاما
طيبا بمجموع أعلى من غيره أيضا يتوج ملكا للكلمة الطيبة على مدار
اﻷسبوع أو نجعل النتيجة جماعية فكلما كانت الشجرة الطيبة تحمل ثمارا
أكثر كانت النتيجة أنهم أسرة طيبة فيقومون بنشاط جماعي يفرحهم جميعا ...
هذه الفكرة ليست للتنفيذ بحذافيرها وإنما هي فكرة لبداية عصف ذهني يقوم
به اﻷب واﻷم واﻷولاد كي يدربوا أنفسهم على الكلام الطيب ... واﻷمر متروك
لإبداع كل من اﻷب واﻷم في إدارة اﻷفكار لغرس وتعزيز الكلمة الطيبة
ولابتكار طرق جديدة لتعزيز السلوك الجيد عند الطفل كما وأن هذه الأفكار
يجب أن يكون لها روافد تعزز الكلام الطيب من قصص وأفكار وطرق تربوية
في إدارة تعديل سلوك الطفل وتعزيز إرادته ...
إن كل ما تقدم من أفكار يصبح رمادا لا أثر له إن لم تتم متابعته بوعي من
قبل اﻷب واﻷم ومتابعة سلوك الطفل والمثابرة للوصول
إلى النتيجة المرجوة ...
دمتم أغنى الناس بالإيمان والكلام الطيب الذي هو عمل صالح ...
وإلى لقاء يتجدد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق