شرح الدعاء (110)
{رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}.
هذا الدعاء جاء ذكره في كتاب اللَّه العزيز تنويهاً بأهميّته، والحثّ على
العناية به في كتابٍ يُتلى إلى يوم القيامة؛ لأنه جاء عن خلصاء أصحاب
عيسى، وأصفيائه، وأنصاره، سمّاهم اللَّه تبارك وتعالى (الحواريون)
من صفائهم، كالشيء الأبيض الخالص البياض، من شدة النقاء والصفاء .
فقد أخلصوا سرائرهم، وعلانيتهم، ونياتهم، فصاروا في أعلى درجات
النقاء في ظاهرهم وباطنهم.
قولهم:
{رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ}
قدّموا توسّلهم بربوبيته تعالى؛ ((لأنّ الربوبية تدور على ثلاثة أشياء:
الخلق، والملك، والتدبير، وإجابة الدعاء، داخل في هذه الثلاثة، فلذلك
كان كثيراً ما يتوسّل به الداعون من الأنبياء والمرسلين، وغيرهم من
المؤمنين، كما في الحديث الصحيح : (يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ،
يَا رَبِّ).
أي : يا ربّنا صدَّقنا بكتابك الذي أنزلته (وهو الإنجيل)، وبكلّ ما أنزلته،
وهذا الإيمان الكامل الذي يتضمّن الإيمان بكلّ ما أنزل اللَّه تعالى على
أنبيائه من الكتب من قبلهم، ومن بعدهم، وفي تقديم الإيمان باللَّه
((لأنّه هو أصل كلّ شيءٍ، ومقدّم على كل شيء، والإيمان باللَّه تعالى
يتضمّن أموراً: الأول: الإيمان بوجوده، والإيمان بربوبيته، والإيمان
بألوهيّته، والإيمان بأسمائه، وصفاته جلّ وعلا)).
{وَاتَّبَعْنَا الرَّسولَ}: أي امتثلنا بما أتى به ظاهراً وباطناً، وهذا هو ثمرة
الإيمان، والاتّباع، والإذعان، فجمعوا في دعائهم عدّة توسّلاتٍ عظيمة:
توسّلاً بربوبيته، وبإيمانهم، وعملهم الصالح بين دعائهم، وطلبهم،
استمطاراً لسحائب الإجابة منه
{فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}: هذه الغاية عندهم بعد تقديمهم الوسيلة:
((فأثبت أسماءنا مع أسماء الذين شهدوا بالحق، وأقروا لك بالتوحيد،
وصدَّقوا رسلك، واتبعوا أمرك ونهيك، فاجعلنا في عدادهم ومعهم، فيما
تكرمهم من كرامتك، وأحلّنا محلّهم...)).
ويدخل في ذلك دخولاً أوليّاً أمتنا أمة الحق والوسط، وهذا إخبار ربّ
العالمين، {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}؛
لأنها هي آخر الأمم.
قال شيخ المفسرين الطبري: ((يعرف خلقه – جل ثناؤه- بذلك سبيل الذين
رضي أقوالهم وأفعالهم: ليحتذوا طريقهم، ويتبعوا منهاجهم، فيصلوا
إلى مثل الذي وصلوا إليه من درجات كرامتهم)).
تضمّن هذا الدعاء من الآداب والفوائد:
1- ((إنّ الإيمان لا بد له من اتباع.
2- إنّه يجب أن يكون الإيمان شاملاً لكل ما أنزل اللَّه تعالى)).
3- ((إنّ إشهاد الإنسان على نفسه بالإيمان أو بالإسلام، وما أشبه ذلك
لا يعد من الرياء، لا سيما في الاتباع؛ لأن في ذلك فائدة، وهي تقوية
المتبوع)).
4- أهمية التوسل إلى اللَّه تبارك وتعالى بأكثر من وسيلة، فقد توسّل
الأنبياء إلى اللَّه تعالى بوسيلتين عظيمتين:
أ- الإيمان به.
ب- واتباع الرسول في قبول دعوتهم.
الحرص على صحبة الأخيار؛ لأن في ذلك الصلاح في الدنيا،
والفلاح في الآخرة، لقوله تعالى: {فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}.
{رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}.
هذا الدعاء جاء ذكره في كتاب اللَّه العزيز تنويهاً بأهميّته، والحثّ على
العناية به في كتابٍ يُتلى إلى يوم القيامة؛ لأنه جاء عن خلصاء أصحاب
عيسى، وأصفيائه، وأنصاره، سمّاهم اللَّه تبارك وتعالى (الحواريون)
من صفائهم، كالشيء الأبيض الخالص البياض، من شدة النقاء والصفاء .
فقد أخلصوا سرائرهم، وعلانيتهم، ونياتهم، فصاروا في أعلى درجات
النقاء في ظاهرهم وباطنهم.
قولهم:
{رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ}
قدّموا توسّلهم بربوبيته تعالى؛ ((لأنّ الربوبية تدور على ثلاثة أشياء:
الخلق، والملك، والتدبير، وإجابة الدعاء، داخل في هذه الثلاثة، فلذلك
كان كثيراً ما يتوسّل به الداعون من الأنبياء والمرسلين، وغيرهم من
المؤمنين، كما في الحديث الصحيح : (يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ،
يَا رَبِّ).
أي : يا ربّنا صدَّقنا بكتابك الذي أنزلته (وهو الإنجيل)، وبكلّ ما أنزلته،
وهذا الإيمان الكامل الذي يتضمّن الإيمان بكلّ ما أنزل اللَّه تعالى على
أنبيائه من الكتب من قبلهم، ومن بعدهم، وفي تقديم الإيمان باللَّه
((لأنّه هو أصل كلّ شيءٍ، ومقدّم على كل شيء، والإيمان باللَّه تعالى
يتضمّن أموراً: الأول: الإيمان بوجوده، والإيمان بربوبيته، والإيمان
بألوهيّته، والإيمان بأسمائه، وصفاته جلّ وعلا)).
{وَاتَّبَعْنَا الرَّسولَ}: أي امتثلنا بما أتى به ظاهراً وباطناً، وهذا هو ثمرة
الإيمان، والاتّباع، والإذعان، فجمعوا في دعائهم عدّة توسّلاتٍ عظيمة:
توسّلاً بربوبيته، وبإيمانهم، وعملهم الصالح بين دعائهم، وطلبهم،
استمطاراً لسحائب الإجابة منه
{فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}: هذه الغاية عندهم بعد تقديمهم الوسيلة:
((فأثبت أسماءنا مع أسماء الذين شهدوا بالحق، وأقروا لك بالتوحيد،
وصدَّقوا رسلك، واتبعوا أمرك ونهيك، فاجعلنا في عدادهم ومعهم، فيما
تكرمهم من كرامتك، وأحلّنا محلّهم...)).
ويدخل في ذلك دخولاً أوليّاً أمتنا أمة الحق والوسط، وهذا إخبار ربّ
العالمين، {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}؛
لأنها هي آخر الأمم.
قال شيخ المفسرين الطبري: ((يعرف خلقه – جل ثناؤه- بذلك سبيل الذين
رضي أقوالهم وأفعالهم: ليحتذوا طريقهم، ويتبعوا منهاجهم، فيصلوا
إلى مثل الذي وصلوا إليه من درجات كرامتهم)).
تضمّن هذا الدعاء من الآداب والفوائد:
1- ((إنّ الإيمان لا بد له من اتباع.
2- إنّه يجب أن يكون الإيمان شاملاً لكل ما أنزل اللَّه تعالى)).
3- ((إنّ إشهاد الإنسان على نفسه بالإيمان أو بالإسلام، وما أشبه ذلك
لا يعد من الرياء، لا سيما في الاتباع؛ لأن في ذلك فائدة، وهي تقوية
المتبوع)).
4- أهمية التوسل إلى اللَّه تبارك وتعالى بأكثر من وسيلة، فقد توسّل
الأنبياء إلى اللَّه تعالى بوسيلتين عظيمتين:
أ- الإيمان به.
ب- واتباع الرسول في قبول دعوتهم.
الحرص على صحبة الأخيار؛ لأن في ذلك الصلاح في الدنيا،
والفلاح في الآخرة، لقوله تعالى: {فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق