موسوعة المؤرخين (92)
الفتح بن خاقان .. أديب مؤرخي الأندلس (04)
أسفاره ورحلاته:
كان الفتح بن خاقان كثير الأسفار والرحلات، تنقل بين ربوع الأندلس
والمغرب ومدنهما، وفي ذلك يقول الوزير أبو محمد بن ملك مخاطبًا إياه:
"فإنك من أبناء هذا الزمن، خليفة الخِضر، لا تستقر على وطن، كأنك
والله يختار لك ما تأتيه وتدعه، موكل بفضاء الأرض تذرعه، فحسب
من نوى بعشرتك الاستمتاع، أن يعتدك من العواري السريعة الاسترجاع،
فلا يأسف على قلة الثرى، وينشد، وفارقت حتى ما أبالي من النوى".
ويـبدو أن أحد أسباب أسفاره ورحلاته الكثيرة، هو هجاؤه للأعيان
والشعراء والوزراء، فقد كان ثابت الجنان شجاعًا في نقدهم وهجائهم
ووصفهم بما يسيء إليهم، سواء أكان ذلك الوصف صادقًا أم غير صادق،
وقيل إن أحكامه ووصفه وترجماته كانت بحسب رضاه أو سخطه
على الموصوف أو المترجم له.
وعن هذا يقول لسان الدين بن الخطيب: "كان آية من آيات البلاغة،
لا يشقّ غباره، ولا يدرك شأوه، عذب الألفاظ ناصعها، أصيل المعاني
وثيقها، لعوبا بأطراف الكلام، معجزا في باب الحلى والصفات، إلّا أنه كان
مجازفا، مقدورا عليه، لا يملّ من المعاقرة والقصف، حتى هان قدره،
وابتذلت نفسه، وساء ذكره، ولم يدع بلدا من بلاد الأندلس إلّا دخله،
مسترفدا أميره، وواغلا على عليته ..، وكان معاصرا للكاتب
أبي عبد الله بن أبي الخصال، إلا أنّ بطالته أخلدت به عن مرتبته".
الجمعة، 30 يوليو 2021
موسوعة المؤرخين (92)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق