لكن الله يعرفهم
ذكر ابن كثير في تاريخه، أن السائب بن الأقرع قَدِم على عمر بن الخطاب
رضي الله عنه يبشره بنصر المسلمين في معركة نهاوند؛ فسأله عمر عن
قتلى المسلمين، فعدَّ فلاناً وفلاناً من أعيان الناس وأشرافهم، ثم قال لعمر:
وآخرون من أفناد الناس لا يعرفهم أمير المؤمنين. فقال عمرُ
رِضوانُ اللهِ عليه وهو يبكي:
*لا يضرّهم أنْ لا يعرفَهم عمرُ، لكنَّ اللهَ يعرفُهم.*
لا ننشغل بأن نُكَرّمَ عند الناس ويُثنى علينا، ونُشْكر على صبرنا وعزمنا
وتعبنا ونجاحنا وتميُّزنا، وأن يُضرب بنا المثل؛ فرُبّما لو حصل هذا -حتى
بدون قصد منا- نُفتَن به؛ فيضرُّنا ويُعيق نجاحنا وصِدْقَنا، وكم أفسدتِ
الشُّهرةُ ناجحين وعُذّبوا بها!
حسبُنا أن يعلم بنا من يملك الضر والنفع، ومن لا نخشى معه ظلمًا
ولا هضمًا؛ فهناك رُسلٌ كرام لم يقصصهم اللهُ علينا، وصالحون ودعاة
ومجاهدون قُتلوا في خنادقهم لا نعلمهم، اللهُ يعلمهم وهم
في أعلى الدرجات مقامًا عند الله.
إن فقِهنا هذا استرحنا واطمأن قلبنا، وبقينا مُجتهدين على كلّ حال؛
فالله يحب العبد التقيَّ الغني الخفيَّ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق