فى رحاب آية102
تأملت في قول الله تعالى في سورة الحشر {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}
فإذا هي تأخذني إلى آفاق من جمال بيان الله تعالى وإعجازه، في عصر نرى فيه بأم أعيننا كل يوم،
نماذج من ذلك الإنسان الذي نسي نفسه بسبب نسيانه لربه وخالقه.
وإنه لشيء عجيب وغريب أن ينسى الإنسان ربه وخالقه ومالكه، أن ينسى لماذا هو مخلوق على هذه الأرض،
وينسى ما الذي يجب أن يفعله على وجه هذه البسيطة، وينسى المصير المحتوم الذي سيؤول إليه.
إنها الأسئلة المصيرية الكبرى في هذه الحياة التي لابد أن تبقى حاضرة في ذهن الإنسان، ماثلة أمام عينيه،
فهي صمام الأمان من إنفلات تلك الشهوات من عقالها وضوابطها الإسلامية، والوكاء المحكم للمارد الجبار
الذي يسميه القرآن الهوى الذي يرقد في داخل ذلك الإنسان،
قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ
اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى
بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا
تَذَكَّرُونَ} [الجاثية:23].
ويا لها من عقوبة تلك التي ذكرت في القرآن لمن ينسى الله تعالى ويغفل عنه أن ينسيه الله تعالى
نفسه، فينسى من هو ولماذا خلق وإلى أين المصير.
ينسى أنه عبد مملوك لله لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا خلق ليعبد الله تعالى لا ليلهو ويلعب
، قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات:56].
ينسى أنه ضعيف ولو كان أقوى الأقوياء مالا وسلطاناً وجاهاً، فهذا فرعون نسي نفسه وعبوديته لله
فأنساه الله تعالى نفسه، فمات أبشع ميتة حين أغرق في اليم، قال تعالى:
{فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ
كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} [القصص:40].
الخميس، 18 مايو 2023
فى رحاب آية102
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق