ايمانيات 161
من لم يتفق له في الصبا مبدأ نشوه ثم ابتلى بأن يربيه والده على رواية الشعر الفاحش
وقبول أكاذيبه واستحسانا ما يوجد فيه من ذكر القبائح ونيل اللذات كما يوجد في شعر امرىء
القيس والنابغة وأشباههما ثم صار بعد ذلك إلى رؤساء يقرونه على روايتها وقول مثلها ويجزلون له العطية.
وامتحن بأقران يساعدونه على تناول اللذات الجسمانية. ومال طبعه إلى الإستكثار من المطاعم
والملابس والمراكب والزينة وإرتباط الخيل الفره والعبيد الروقة ثم انهمك فيها واشتغل بها عن السعادة التي أهل لها -
فليعد جميع ذلك شقاء لا نعيما وخسرانا لا ربحا وليجتهد على التدريج إلى فطام نفسه منها.
الأربعاء، 17 مايو 2023
ايمانيات 161
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق