فى رحاب آية99
الموت وغاية القصة!
يرحم الله الفتية من هذه الصدمة العظيمة فيتوفاهم من جديد ليريحهم من هذا
العناء، لكنه سبحانه وتعالى ما أحياهم من نومهم الطويل، وما جعل قومهم
يعثرون عليهم إلا ليخبرهم أن البعث حق، وأن الحياة بعد الموت أمر لا شك
فيه، وأنه كما أحيا هؤلاء الشباب المؤمن بعد ثلاثة قرون فهو قادر على
إحيائنا جميعًا يوم القيامة وهو أمر يسير عليه سبحانه وتعالى، وهذا ما
يؤكده قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ
وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ
يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ
بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى
أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا*سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ
رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ
رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ
رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا
تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ
مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف:21-22].
لقد كانت قصة هؤلاء الشباب التي خلّدها القرآن إلى يوم القيامة دليلًا على
أن الإيمان غير مرتبط بعمر معين، وأن الشباب قادر على التغيير في كل زمان
ومكان، بل قادر على الدفاع عن العقيدة الصافية، والإيمان بالله، حتى لو
إضطره ذلك إلى الهرب والفرار بدينه، لقد كان هؤلاء الشباب سببًا في إيمان
قومهم بالبعث والذي يبدو من الآيات أنهم لم يكونوا يؤمنون به، وجعلهم لنا
ولكل الأجيال أسوةً وقدوةً على طريق الجنة.
الاثنين، 15 مايو 2023
الموت وغاية القصة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق