عن
عبدالرحمن بن أبى بكرة قال : كتب أبو بكرة إلى ابنه وكان بسجستان بأن لا
تقضى بين اثنين وأنت غضبان ؛ فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
:” لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان ” .
لأن
الغضب حالة من الحالات التى يفقد فيها المرء جزءًا كبيرًا من عقله ووعيه ،
ويعوقه عن التفكير فيما هو بصدده ، فلا يصدر عنه ما ينتظر منه من رأى سديد
وحكم رشيد ، وفى هذه الحالة لا يصلح حاكمًا ، وبالتالى لا يحكم فى شئ حتى
يذهب غضبه تمامًا ويعود إليه حلمه وأناته وسعة صدره .
إن
الغضب إذا اشتد ملك على الإنسان عقله ، فصدر منه ما يصدر عن المجنون فلا
يعتد بما صدر عنه من أقوال وأفعال إلا فى غُرم ما أتلفه من أملاك الناس
وعندئذ ينسب قوله وفعله إلى الغضب ولا ينسب إليه ، فقد قص القرآن علينا ما
فعله موسى بأخيه هارون عليهما السلام ، وهو رسول مثله وأكبر منه بعام ،
وذلك حين رأى قومه قد عبدوا العجل من بعده ، فنسب الله فعله كله إلى الغضب .
فقال جل وعلا : ” ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفى نسختها هدى ورحمةٌ للذين هم لربهم يرهبون ” .
وأنواع الغضب ثلاثه :
الأول
: غضب شديد ، وهو الذى يفقد الإنسان معه وعيه فلا يدرى ما يفعل ، ولا ما
يقول . ويسمى هذا النوع من الغضب بالإغلاق ، وقد جاء فى الحيث الصحيح : ”
لا طلاق فى إغلاق ” .
الثانى : غضب خفيف ، وهو غير مؤثر بالنسبة لحكم الحاكم ، والطلاق فيه يقع .
الثالث :الغضب المتوسط وهو نوعان :
نوع إلى الشديد أقرب ، فيلحق به.ونوع إلى الخفيف أقرب ، فليلحق به .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق