الســــؤال:
نسألكم
عن مولد النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم هل هو
بدعة
، وإني سمعت في بعض البلدان ومن بعض العلماء يقولون :
إنها
بدعة حسنة والله أعلم ، وفقكم الله ؟
الإجابة
الاحتفال
بالموالد مما حدث في القرون المتأخرة بعد القرون المفضلة بعد
القرن
الأول والثاني والثالث هو من البدع التي أحدثها بعض الناس
استحساناً
وظناً منهم أنها طيبة ، والصحيح والحق الذي عليه المحققون
من أهل
العلم أنها بدعة ، الاحتفالات بالموالد كلها بدعة ، ومن جملة ذلك
الاحتفال
بالمولد النبوي ، ولماذا ؟ لأن الرسول صلى الله عليه
وسلم
لم يفعله ، ولا أصحابه ،
ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا القرون المفضلة ،
كلها
لم تفعل هذا الشيء ، فالخير في اتباعهم لا في ما أحدثه الناس
بعدهم
، وقد
ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال
:
(
إياكم ومحدثات الأمور )
وقال
عليه الصلاة والسلام :
( وشر
الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة )
وقال
عليه الصلاة والسلام :
( من
أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
)
( من
عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد أي مردود
)
فالنبي صلى الله عليه
وسلم وضح الأمر وبين أن الحوادث في الدين
منكرة
، وأنه ليس لأحد أن يحدث في الدين ما لم يأذن الله ، وذم الله
سبحانه
هذا بقوله تعالى :
{
أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ
يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ }
والاحتفال أمر محدث لم
يأذن به الله ولا رسوله عليه الصلاة والسلام ،
والصحابة
أفضل الناس بعد الأنبياء وأحب الناس للنبي صلى الله عليه وسلم
وأسرع الناس إلى كل خير
، ولم يفعلوا هذا لا أبو بكر ولا عمر
ولا
عثمان ولا علي ولا بقية العشرة ولا بقية الصحابة ، وهكذا
التابعون
ما
فعلوا هذا ، وإنما حدث من بعض الشيعة الفاطميين في مصر في المائة
الرابعة
كما ذكر هذا بعض المؤرخين ، ثم حدث في المائة السادسة في
آخرها
وفي أول السابعة ، على يد من ظن أن هذا طيب ففعل ذلك ، والحق
أنه
بدعة ، لأنها عبادة لم يشرعها الله سبحانه وتعالى ،
والرسول
صلى الله عليه وسلم قد
بلغ البلاغ المبين ولم يكتم شيئاً مما شرعه الله
بل بلغ
كل ما شرعه الله وما أمر به ، وقال الله سبحانه
:
{
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ
نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ
لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا }
فالله
قد أكمل الدين وأتمه وليس في ذلك الدين الذي أكمله الله الاحتفال
بالموالد
، فعلم بهذا أنه بدعة منكرة لا حسنة ، وليس في الدين
بدعة
حسنة ،
فكل البدع ضلالة كلها منكرة ، النبي عليه الصلاة والسلام يقول :
(كل
بدعة ضلالة )
فلا
يجوز لأحد من المسلمين أن يقول : إن في البدع شيئاً حسناً
والرسول
صلى
الله عليه وسلم يقول :
( إن
كل بدعة ضلالة )
لأن هذه مناقضة ومحادة
للرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد ثبت عنه
أنه
قال :
( كل
بدعة ضلالة )
فلا
يجوز لنا أن نقول خلاف قوله عليه الصلاة والسلام ، وما يظن الناس
أنه
بدعة وقد جاء به الشرع فهو ليس بدعة مثل كتابة المصاحف ، مثل
التراويح
ليست ، بدعة كل هذه مشروعة فتسميته بدعة لا أصل لذلك ،
وأما
ما يروى عن عمر أنه قال في التراويح : نعمت البدعة فالمراد بهذا
أنها
بدعة في اللغة ، ليست من جهة الدين ، ثم قول عمر لا يناقض ما
قاله
الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يخالفه ، وقول الرسول مقدم عليه
،
عليه
الصلاة والسلام :
( كل
بدعة ضلالة )
وقال :
(
وإياكم ومحدثات الأمور )
وقال عليه الصلاة
والسلام في خطبة الجمعة :
( أما
بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي
محمد
صلى الله عليه وسلم وشر
الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة )
هذا حكمه ، عليه الصلاة
والسلام ، رواه مسلم في الصحيح فلا يجوز
لمسلم
أن يخالف ما شرع الله ولا أن يعاند ما جاء به رسول الله
عليه
الصلاة والسلام بل يجب عليه الخضوع لشرع الله والكف عما نهى
الله
عنه من البدع والمعاصي ، نسأل الله للجميع الهداية .
و بالله
التوفيق ،
و صلى
الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم
.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و
الإفتاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق