مرض عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوما. فوصفوا له
العسل كدواء.
وكان في بيت المال عسل جاء من البلاد المفتوحة، فلم
يتداو عمر بالعسل
كما وصف الأطباء. بل جمع الناس وصعد المنبر واستأذن
الناس
وقال
لهم
«لن أستخدمه إلا إذا أذنتم لي، وإلا فهو علي
حرام!!»
فبكى
الناس إشفاقا عليه .. وأذنوا له جميعا. ومضى بعضهم يقول لبعض:
لله درك يا عمر .لقد أتعبت الخلفاء
بعدك.
وله
رضي الله عنه قصة مع نهر النيل :
كان عمرو بن العاص يهاب عمر ويعلم صنيعه إذا ما أخطأ
وداهن،
وابن العاص رضي الله عنه يقدر لعمر هذا الأمر ويكبِره
في نفسه؛ فكان
إذا أشكلت عليه الأمور - وهو داهية - أرسل إلى عمر
يستفتيه، ومنها
أن نيل مصر انحبس عن الناس ولم يفض وكانت لأهل مصر
عادة أنهم
يرمون فيه جارية بكر فنهاهم عمرو عن ذلك وأرسل إلى
الفاروق بأمرهم
فأرسل إليه عمر رسولا يقول له : إذا بلغك كتاب أمير
المؤمنين فارمهِ
في
النهر - نهر النيل- .. ففتح عمرو رسالة عمر إلى نهر النيل فإذا
فيها
: «من عبد الله : عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر أما
بعد : فإن كنت
تجري من قِبلك، فلا تجرِ! وإن كنت تجري بأمر الله
الواحد القهار فنسأل
الله تعالى أن يجريك» فرمى بها عمرو إلى النيل
ففاض.
وعن
عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال:
رأيت عمر بن الخطاب على عاتقه قربة ماء فقلت: يا أمير
المؤمنين،
لا
ينبغي لك هذا، فقال: لما أتاني الوفود سامعين مطيعين، دخلت نفسي
نخوة؛ فأردت أن أكسرها.
وعن
جبير بن نفير:
أن نفرا قالوا لعمر بن الخطاب: ما رأينا رجلا أقضى
بالقسط، ولا أقول
للحق ولا أشد على المنافقين منك يا أمير المؤمنين،
فأنت خير الناس بعد
رسول الله. فقال عوف بن مالك: كذبتم والله، لقد رأينا
بعد رسول الله .
فقالوا: من هو؟ فقال: أبو بكر. فقال عمر: صدق عوف
وكذبتم، والله لقد
كان أبو بكر أطيب من ريح المسك، وأنا أضل من بعير
أهلي (يعني قبل
أن
يسلم؛ لأن أبا بكر أسلم قبله بست
سنين).
ويروى أن زوجة عمر بن الخطاب دخلت عليه عقب توليه
الخلافة
فوجدته يبكي، فقالت له: ألشيء حدث؟ قال: لقد توليت
أمر أمة محمد
صلى الله عليه وسلم .. ففكرت في الفقير الجائع
والمريض الضائع
والعاري المجهول والمقهور والمظلوم والغريب والأسير
والشيخ الكبير ..
وعرفت أن ربي سائلي عنهم جميعا.. فخشيت، فبكيت ألم
يفكروا
أو
يخشوا يوما بأن ربهم سيسألهم عنهم وعن أحوال
أمتهم..
السطـر الأخـير:
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم:
( سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله،
وذكر منهم الإمام العادل )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق