قال
تعالي :
{
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ
أَمْرِنَا رَشَدًا }
[
الكهف : 10 ]
عن
صدق اللجوء إلى الله ,عن أولئك الذي آووا إلى الله
،
فآواهم الله وأيدهم
برحمته
قَالَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ في الحديث
القدسي-:
(
إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ
ذِرَاعًا ،
وَإِذَا
تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا ،
وَإِذَا
أَتَانِي مَشْيًا أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً
)
كثيرٌ
منّا ينتظر معاملة الهرولة من ربه ، وهو لم
يُقدّم
حتى ذلك الشبر في الطريق
إليه !
كثيراً
ما ننتظر رحمته وولايته وهدايته , وإن صدقنا في طلب ذلك
ولكنه مجرد تمني ! وليس
الإيمان بالتمني , إنما ما وقر في
القلب
وصدّقه العمل
!
يقول
د.صلاح الخالدي :
[
إن القيام بالإيمان وبالإسلام ، والثبات عليه والدعوة إليه
،
يحتاج
إلى قلوب تختاره ثم تمتلئ به ، ثم تطلب من
الله
أن يربط عليها , فلما
ربط الله على قلوب أصحاب الكهف
منحهم
القوة والعزيمة والهمّة فقاموا قياماً بإيمانهم
وهكذا القلوب المؤمنة
المجاهدة دائماً ]
هؤلاء
الفتية خرجوا بلا أسباب ولكنهم يعرفون وجهتهم
,
قاموا
قومة حقٍ جادين صادقين في اختيار طريق الله
،
وأعلنوها واضحة صريحة
:
{
رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ
لَنْ نَدْعُوَاْ مِنْ
دُونِهِ إِلَهًا }
[
الكهف : 14 ]
فأنزل
الله عليهم رحمته وربط على قلوبهم
وهيأ
لهم أسباب السموات والأرض لتحفظهم .
هكذا ربك الولي
تأتيه
بلا أسباب ولكنك تعلم أنه مالك الأسباب
ومسبباتها
تأتيه
لا تحمل معك إلا قلباً صادقاً في طلب طريقه
ورضاه
ثم
تأخذ تلك الخطوة ، فقط ذلك الشبر فترى منه ما لا عينٌ رأت ،
ولا
أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر !
إنها
جنة معية الله ورحمته لأوليائه المؤمنين
فما
عليك سوى أن تختاره ، فيختارك ويتولاك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق