العديد
من الأسئلة تطرحها الأمهات حول تخيلات الأطفال.. فمثلًا تتساءل
إحداهما
أنّ طفلتها تعتقد أنّ الأم والأب لا يحبانها مثل شقيقتها، بينما
تتساءل
أخرى قائلةً: طفلي يصنع أشخاصًا من نسج خياله يطلق عليهم
أسماءً
من تأليفه غير متواجدة في العائلة ويتحدث معهم، وعندما أمر
بجانبه
يشير إلى الهواء، ويقوم بتعريفي عليهم مشيرًا إلى لا
شيء!!
فيما
طرحت أم سؤالًا حول أنّ طفلتها تتخيل وجود أشياء غريبة أحيانًا
كأشخاص،
وأحيانًا أشباحًا، وقد تذهب لتتحدث مع جماد مثل الكرسي أو
النباتات
وتجري أحاديث وحوارات معهم؟! العديد من الأمهات يخفن من
تخيلات
أطفالهنّ الغريبة.. ويتساءلن هل هذا طبيعي أم شيء يستحق
القلق،
ومتى يجب عليهنّ الخوف من خيالات أطفالهنّ التي قد تكون
مرعبةً
للأهل أحيانًا... ومن خلال الحديث مع الأخصائية التربوية (خنساء
الرشيد)
صاحبة مركز "زيون وزينة" لضيافة وتعليم
الأطفال.
قالت:
التخيلات الواسعة لدى الأطفال ابتداءً من عمر العامين إلى الخمس
سنوات
هو أمر طبيعي جدًا ولا داعي للقلق أو عرض الطفل على طبيب
نفسي
أو سلوكي.. وإنما فقط يحتاج الطفل إلى توجيه ورعاية واحتواء
من
الأم، بالإضافة إلى الصبر حتى يستجيب حديث الأم،
خاصةً
إذا
كانت خيالاته خاطئة..
فهناك
نوعان من الخيالات:
الأول
منهما خيالات قد يفضل استغلالها وتنميتها. فقد يرسم الأطفال
بعضًا
من
الرموز مثل الدائرة ويتخيل أنّ الدائرة الكبيرة ترمز للأم في حين
أنّ
الدائرة
الصغيرة ترمز له، وأثناء رسمه يشرح للأم أنّ هذه الرسمة هي
أنتِ
وأنه رسم نفسه من خلال رمز الدائرة الصغيرة. فهذا تخيل يجب أن
تشاركيه
فيه وتقومي بتنميته لتنمية قدرته
الإبداعية.
وهناك
نوع آخر من الخيالات، وهي أن يشعر أنّ هناك أشخاص مؤذية لا
يحبونه
وسيقومون بإيذائه، أو أنّ الأب أو الأم لا يحبانه على الرغم من
احتوائهما
له.. عندها لابد أن تصححي خياله وتوجهيه، فتخبريه أنك
تحبينه
جدًا ووالده أيضًا يحبه كثيرًا ويعمل كثيرًا حتى يجلب له الهدايا
ويخرج
به في نزهة، وأنّ كل من حوله يحبونه، وفي هذا الأمر على الأم
أن
تنتبه للتفرغ لأبنائها طوال وجودها بالمنزل وأن تهتم بهم
وتلعب
معهم..
أما
عندما يتخيل الأطفال أصدقاءً غير موجودين أو يتحدث مع الجماد؛
فالسبب
الأول في هذا قد تكون الأم حين شرائها للعبة أحيانًا تخبره هذا
صديقك
فلان العب معه.. فيبدأ بخلق أحاديث وخيالات لا تحدث فيذهب إليك
قائلًا:
حميدو قام بضربي. وبالطبع هو تخيل هذا، ولم يضربه أحد..
بالإضافة
إلى أنّ خيالات أبناء هذا الجيل توسعت لأنهم يجلسون على
اللوائح
الذكية كثيرًا ويشاهدون الرسوم المتحركة التي من خلالها يرون
أنّ
الجماد يتكلم مثل الشجر والسيارات وغيرهما... وعندها ستخففين
خيالاته
بالحجة والبرهان أخبريه أنّ الجماد يتحدث في الرسوم المتحركة
فقط
ولكن في الحقيقة لا يتحدث واذهبي معه وتحدثي مع شجرة وأخبريه
بالبرهان
هل الشجرة ردت؟ فالشجر والجماد لا يتحدثان مثل الكرتون.
سيحتاج
منكِ صبرًا وتدريبًا نفسيًّا لتعودي طفلك أنّ هناك واقع وهناك
خيال،
فالخيال في حد ذاته تنمية لقدراته، وأغلب الروائيين والأدباء
والفنانين
أصبحوا هكذا لخيالاتهم الواسعة.. ولكن إذا كان طفلك
كبيرًا
في سن السبع سنوات فما
فوق ويتخيل أشياءً غريبةً عليكِ الذهاب به
إلى
طبيب نفسي.. فيما عدا
ذلك طفلك طبيعي يتخيل لأنّ مخه وذاكرته
ليس
بها أحداث فينسج خيالًا
عليك أن تتحدثي معه كثيرًا بالبرهان والمنطق
لتملئي
الفراغ الذي في رأسه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق