محمد بن صالح
العثيمين
حال خطبة الجمعة
اعلم
أن دعاء الله تعالى من عبادته ؛ لأن الله تعالى أمر به
وجعله
من عبادته في قوله :
{
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ
يَسْتَكْبِرُونَ
عَنْ
عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
}.
[
غافر : 60 ]
ولا
ريب أن الأصل في الدعاء مشروعية رفع اليدين فيه
؛
لأن النبي صلى الله عليه
وسلم جعل رفع اليدين فيه
من أسباب الإجابة
،
ولكن ما ورد فيه عدم
الرفع كان السنة فيه عدم الرفع ،
والرفع
فيه بدعة سواء ورد عدم الرفع فيه تصريحاً ، أو استلزاما
ً.
فمثال
ما ورد فيه عدم الرفع تصريحاً :
الدعاء
حال خطبة الجمعة
◀
ففي صحيح مسلم عن عمارة ابن رؤيبة
أنه رأى بشر بن مروان
على المنبر رافعاً يديه فقال :
قبح الله هاتين اليدين
لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما
يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بإصبعه السبابة
.
ويستثنى من ذلك ما إذا
دعا الخطيب باستسقاء
فإنه
يرفع يديه والمأمومون كذلك ،
لما رواه البخاري من
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
في قصة الأعرابي الذي
طلب من النبي صلى الله عليه وسلم
وهو
يخطب يوم الجمعة أن يستسقي قال :
فرفع
النبي صلى الله عليه وسلم يديه يدعو
ورفع الناس أيديهم معه
يدعون .
وقد
ترجم عليه البخاري :
باب : رفع الناس أيديهم مع الإمام في
الاستسقاء .
وعلى
هذا يحمل حديث أنس بن مالك
الذي رواه البخاري أيضاً
عنه قال :
كان النبي صلى الله عليه
وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه
إلا في الاستسقاء ، وأنه
يرفع حتى يرى بياض إبطيه
فيكون
المراد به دعاءه في الخطبة ، ولا يرد على هذا
رفع
يديه في الخطبة للاستصحاء
وأياً كان الأمر
◀
فإن حديث عمارة يدل على أنه لا ترفع الأيدي في خطبة الجمعة
وإنما هي إشارة بالسبابة
، وحديث أنس يدل على رفعها في الاستسقاء
،
والاستصحاء ، فيؤخذ
بحديث عمارة فيما عدا الاستسقاء ، والاستصحاء ،
ليكون
الخطيب عاملاً بالسنة في الرفع والإشارة بدون
رفع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق