روى عن علي رضي الله تعالى عنه أنه قال
:
[
يا حملة العلم اعملوا به ، فإنما العالم من علم ثم عمل ،
ووافق
علمه عمله ، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم
،
تخالف سريرتهم علانيتهم،
ويخالف عملهم علمهم ،
يقعدون
حلقا فيباهى بعضهم بعضا ، حتى أن الرجل ليغضب
على
جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه ؟؟
أولئك لا تصعد أعمالهم
في مجالسهم تلك إلى الله عز وجل .
علماء
مجهولون . ]
قال أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله تعالى :
ومن
أدب العالم ترك الدعوى لما لا يحسنه ، وترك الفخر بما
يحسنه،
إلا أن يضطر إلى ذلك كما
اضطر يوسف عليه السلام حين قال
{ اجْعَلْنِي عَلَى
خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
}
وذلك إنه لم يكن بحضرته
من يعرف حقه فيثني عليه بما هو فيه ،
ويعطيه
بقسطه ورأى أن ذلك المعقد لا يقعده غيره من أهل
وقته
إلا قصر عما يجب لله من
القيام به من حقوقه ، فلم يسعه إلا السعي
في
ظهور الحق بما أمكنه ، فإذا كان ذلك فجائز للعالم حينئذ الثناء
على
نفسه والتنبيه على موضعه فيكون حينئذ يحدث بنعمة ربه
عنده
على وجه الشكر لها
اهـ
.
يا
طالب العلم :
انوِ النية في الطلب بأن
ترفع الجهل عن نفسك لتعبد الله على بصيرة
،
وأن ترفع الجهل عن الأمة
لتعلمهم دين الله عز وجل.
قال الحسن البصري رحمه الله تعالى
:
[ إنما الفقيه : الزاهدُ
في الدنيا ، الراغبُ في الآخرة ،
البصيرُ
بدينه ، المداومُ على عبادة ربه ، الورعُ ،
الكافُّ
عن أعراض المسلمين ، العفيفُ عن أموالهم ، الناصحُ لهم
].
ينبغي
لطالب العلم أن يكون :
كثير
الحياء ، قليل الأذى ، كثير الصلاح ، صدوق اللسان
،
قليل الكلام ، كثير
العمل ، قليل الزلل ، قليل الفضول ، بَراً وصولاً ،
صبوراً
، شكوراً ، راضياً ، حليماً ، رفيقاً ، عفيفاً ، شفيقاً ،
لا
لعاناً ولا سباباً ، ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا
حقوداً ،
ولا
بخيلاً ولا حسوداً ، بشاشاً هشاشاً ، يحب في الله ، ويرضى لله
،
ويغضب في الله ، اللهم
أعن ويسر ووفق .
لا
يُنال العلم إلا بالتواضع ، وإلقاء السمع
من
جهل أقدار الرجال ؛ فهو بنفسه أجهل
العلم
سؤال وجواب ،
ومن ثمَّ قيل : السؤال
نصف العلم .
من
لم يصبر على ذل التعلم ، بقي طول عمره في عماية الجهالة
،
ومن صبر عليه آل أمره
إلى عز الدنيا والآخرة.
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :
[
من رأى أن الغدو إلى طلب العلم ليس بجهاد
،
فقد نقص في رأيه وعقله.
]
فوائد من كتاب الفوائد المنثورة من الأقوال
المأثورة
لجاسم الشمري -1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق