طلب
العلم فضيلة يحث عليها ديننا الحنيف،
وتشجعه الدولة من خلال
نشر الجامعات في أرجاء الوطن
ودعم
الابتعاث إلى أفضل الجامعات في مختلف دول
العالم.
قال الرسول ـ عليه
الصلاة والسلام :
( طلب
العلم فريضة على كل مسلم )
لكن
تظهر بين حين وآخر إعلانات كثيرة لجامعات وهمية
وأخرى
شبه وهمية تعتمد على المراسلة أو الخبرات الشخصية
وتنشط
مع بداية الصيف من كل عام. وعلى الرغم من جهود وزارة التعليم
العالي
المشكورة في هذا السبيل،
إلا أن بعض الشباب
والموظفين ورجال الأعمال يهرعون إلى مكاتب
هذه
الجامعات التي تمنح الشهادات بأقل جهد ممكن وفي أقصر وقت.
فلم
يعد اسم الجامعة وسمتعها العلمية يعنيان شيئاً لهؤلاء!
فهل تصدقون ــ أيها الأعزاء ــ أن هناك في بلادنا من يحمل
شهادات عليا
تفيد
بأن حاملها حاصل على شهادة بكالوريوس أو ماجستير
في
إدارة الأعمال مثلاً من جامعة أمريكية، مثل (جامعة روشفيل)،
وهو لم
يذهب إلى أمريكا ولا يعرف اللغة الإنجليزية؟! وزيادة على ذلك،
تكون
هذه الشهادات ـ في بعض الأحيان - مصدقة من القنصل السعودي!
إلى
جانب هذه الفئة، هناك فريق من أبناء الوطن أكثر جدية،
فاختار
جامعات في دول عربية مجاورة تمنح الشهادات
العليا
(الماجستير والدكتوراه)
دون الحاجة إلى دراسة مقررات،
وإنما
يُكتفى بكتابة رسالة (أو أطروحة)،
وفي أحيان كثيرة لا يذهب
الدارس إلى مقر الجامعة إلا يوماً أو يومين،
وإن
سمحت الظروف ذهب إلى هناك بضعة أيام!
لا
أتكلم هنا عن واحد أو اثنين أو عشرة أشخاص،
وإنما
عن عشرات الناس الذين يذهبون إلى جامعات
عربية
تمنحهم الشهادة دون
ضرورة زيارة الجامعة أو البقاء فيها مدة كافية
للاستفادة
من البيئة الأكاديمية والاحتكاك بأعضاء هيئة التدريس والطلاب.
يتقدم
هؤلاء بعد شرف الحصول على الشهادة إلى وزارة التعليم
العالي
بطلب معادلة شهاداتهم،
فتقف لهم بالمرصاد بناء على أنظمة معلنة
على
موقعها بشبكة الإنترنت، تقضي بضرورة الإقامة في بلد
الدراسة
مدة محددة تختلف باختلاف
الدرجة العلمية,
وأن
تكون الجامعة ضمن قائمة الجامعات الموصى بها.
وهنا
لا بد من الإشادة بجهود الوزارة، فهي تقوم بدور صمام الأمان
لحماية
سوق
العمل السعودية من المتطفلين على الشهادات العلمية الذين
لا
يحصلون على الشهادة بجهد واجتهاد، وليس لديهم التحصيل
العلمي
الذي يتناسب مع الأوراق
التي يحملونها.
من
الغريب جداً أن تجد بعض الناس يتجرعون ألم الغربة عن أوطانهم،
وبعيداً
عن أسرهم وأقاربهم، ليدرسوا في جامعات مغمورة،
ربما
تكون معتمدة، لكنها غير معروفة ولا تتمتع بسمعة علمية جيدة،
بل إن
بعضهم ينفق من جيبه الخاص مبالغ كبيرة للدراسة
في
جامعة ليس لها موقع على خريطة
الجامعات,
ولا مكان بين الجامعات
المحترمة. ربما يكون الحصول على قبول للدراسة
في
الجامعات المرموقة صعبا، لكن لماذا لا يحاول هؤلاء
الدراسة
في جامعة ذات سمعة
متوسطة؟! هل لأن سوق العمل لدينا ل
ا تميز
بين الجامعات ولا تعترف بالفروقات بين خريجي جامعات مرموقة
وأخرى
دون ذلك؟ ربما.. لكن يبقى الأمر محيراً
ومؤسفاً.
رشود بن محمد الخريف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق