صيد الكتب
إعداد
فؤاد بن
عبد العزيز الشلهوب
وصية
:
أوصى جعفر الصادق رحمه الله، ابنه موسى (الكاظم )
فقال:
يا بني: من قنع بما قسم له استغنى، ومن مد عينيه إلى
ما في يد غيره
مات فقيرا، ومن لم يرض بما قسم له اتهم الله في
قضائه، ومن استصغر
زلة غيره استعظم زلة نفسه، ومن كشف حجاب غيره انكشفت
عورته،
ومن سل سيف البغي قتل به، ومن احتفر بئرا لأخيه أوقعه
الله فيه،
ومن داخل السفهاء حقر، ومن خالط العلماء وقر، ومن
داخل مداخل
السوء اتهم.
يا بني:
إياك
أن تزري بالرجال فيزرى بك، وإياك والدخول فيما لا
يعنيك
فتذل
لذلك.
يا بني:
قل
الحق لك وعليك تستشار من بين أقربائك. كن للقرآن تاليا، وللإسلام
فاشيا، وللمعروف آمرا، وعن المنكر ناهيا، ولمن قطعك
واصلا، ولمن
سكت عنك مبتدئا، ولمن سألك معطيا، وإياك والنميمة
فإنها تزرع
الشحناء في القلوب. وإياك وعيوب الناس فمنزلة المتعرض
لعيوب الناس
كمنزلة الهدف. إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فإن
للجود معادن،
وللمعادن أصولا، وللأصول فروعا، وللفرع ثمرا، ولا
يطيب ثمر إلا بفرع،
ولا فرع إلا بأصل، ولا أصل إلا بمعدن طيب. زر الأخيار
ولا تزر الفجار
فإنهم صخرة لا يتفجر ماؤها، وشجرة لا يخضر ورقها،
وأرض لا يظهر عشبها.
-
مناظرة للإمام جعفر
الصادق
تحقيق
علي الشهيل ص 21-23.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق