يقول الدكتور "إبراهيم
الفقي" رائد في التنمية البشرية وعلم النفس :
لي صديق
من المولعين بكرة السلة ،
كان يطلب باستمرار من زوجته أن تحضر معه
المباريات ،
إلا أن تلك اللعبة لم تكن تجذبها
على الإطلاق ،
ولم يكن
يكتفي أبداً بالقدر البسيط الذي توليه لهذه اللعبة
ومن
الصعب التصديق أن هذا الخلاف البسيط اتسع
وتضخم إلى شيء غير متوقع ...ألا وهو
التفكير في الطلاق .
وبعد
فترة من هذا الحدث ،اتفقنا نحنُ الثلاثة على أن نجتمع
وفوراً
بدأ صديقي في مهاجمة زوجته متهماً إياها
بعدم اهتمامها المطلق بحياته.... مع
أنه كان من
المفروض عليه أن يعي حقيقة أساسية
وجوهريه ،
ألا وهي
"أنهما فردان متميزان ومختلفان تماماً
،يحبان أشياء مختلفة
وكان
هو يشعر أنها لم تعد تحبه فانفعلت زوجته وبكت قائلة:
كل ما يريده هو أن أصبح صورة طبق الأصل
منه
ماذا لو لم
أحب مشاهدة التلفاز ؟ أين المشكلة
الخطيرة في ذلك ؟
والمفروض بالفعل ألا تتواجد أية
مشكلة خطيرة .
وفجأةً طرحت السؤال التالي :
لماذا أنتما متزوجان ؟
وبعدها أضفت :
فكّرا
في هذا لمدة دقيقة واحدة
فتطلع كل منهما إلى الأخر ،
وقالت
هي : لأننا نحب بعضنا
،وكنا نرغب في
العيش معاً ، ونؤسس أسرة ونعيش حياة
سعيدة ،
وبامتنان وافق هو الآخر على هذه
النقطة .
ومع ذلك ...لم
يتطرق تفكير الزوج إلى شيء واضح
وجلي كان غافلاً عنه تماماً ،
أقصد بذلك الشيء أن كلاً
منا مختلف عن الآخر ،
وكان هذا الموقف يترك الزوجة
وأطفالها الثلاثة عاجزين ضعفاء _ فقالت معبرة عن شكرها :
رغم هذا
كله ، أمامنا هدف رئيسي واحد ألا وهو
الحب
والأسرة _ لو لم يكن يبالغ ويغالي في كل
شيء لما واجهتنا المشاكل التي تواجهنا
الآن...
لم يفكر
الزوج في سخافة جعل الآخرين يشبهونه تماماً أثناء اجتهاده المضلل لتغييرها ...
وبقليل من
الإثارة
، سرعان ما لمس أنه كان يجب عليه أن يتقبل
أوجه الاختلاف عندها بدلاً من أن
يتعمد تغييرها بأي ثمن .
فاتفق
الزوجان على أن يتشاركا اهتماماتهما بقدر المستطاع
وقبلت
هي قراءة كتاب بالجلوس إلى جانبه بينما
يشاهد
هو المباراة لكرة السلة ،
ووعدها هو أن يزداد تفهماً
وقبولاً لإهتماماتها بالقراءة والأدب ،
إن مثل تلك الأحداث هي شيء عادي
، وتطبيق ذلك الحل أنقذ زواجهما من الفشل .
لذا
فاجعل من ذلك قاعدة لحياتك ،
أقدم
على محبة وتفهم الآخرين ،
وسوف
تعيش حياة أسعد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق