بسم الله الرحمن
الرحيم
وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى
عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا
مَحْسُورًا
(الإسراء29)
يقول تعالى آمرا
بالاقتصاد في العيش ذاما للبخل ناهيا عن السرف
" ولا تجعل يدك
مغلولة إلى عنقك " أي لا تكن بخيلا منوعا
لا تعطي
أحدا شيئا كما قالت اليهود عليهم لعائن الله يد الله
مغلولة أي نسبوه
إلى البخل تعالى وتقدس الكريم الوهاب وقوله :
" ولا تبسطها كل
البسط " أي ولا تسرف في الإنفاق
فتعطي فوق
طاقتك وتخرج أكثر من دخلك فتقعد ملوما محسورا
وهذا من باب اللف
والنشر أي فتقعد
إن بخلت ملوما
يلومك الناس ويذمونك ويستغنون عنك
(Al-Isra’ 17:29)
حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن عمرو بن
مرة
عن عبد الله بن
الحارث عن أبي كثير عن عبد الله بن عمرو
قال
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
إياكم
والشح فإنما هلك من كان
قبلكم بالشح أمرهم
بالبخل
فبخلوا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم
بالفجور ففجروا
سنن
أبي داود
( فقال إياكم
والشح )
: قال الخطابي :
الشح أبلغ في المنع من البخل وإنما الشح
بمنزلة
الجنس والبخل بمنزلة النوع وأكثر ما يقال البخل
إنما هو في أفراد
الأمور وخواص الأشياء والشح عام هو
كالوصف اللازم
للإنسان من قبل الطبع والجبلة وقال بعضهم
البخل أن
يضن بماله وبمعروفه والشح أن يبخل بماله انتهى .
(
وأمرهم ) : أي الشح
(
بالقطيعة ) : للرحم
(
فقطعوا ): أي الرحم ومن قطعها قطع الله عنه مزيد رحمته
(
بالفجور ) : وهو الميل عن القصد والسداد
وقيل
هو الانبعاث في المعاصي أو الزنا
(
ففجروا ) : قال ابن رسلان : ويشبه أن يراد أمرهم
بالزنا
فزنوا وأمرهم بالقطيعة أي قطيعة الرحم
فقطعوها انتهى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق