الصدقة في شهر رمضان شأنها أعظم وآكد، ولها مزية على غيرها،
وذلك لشرف الزمان ومضاعفة أجر العامل فيه، ولأن فيها إعانة
للصائمين المحتاجين على طاعاتهم، ولذلك استحق المعين لهم مثل
أجرهم، فمن فطر صائمًا كان له مثل أجره، ولأن الله عز وجل يجود
على عباده في هذا الشهر بالرحمة والمغفرة، فمن جاد على عباد الله
جاد الله عليه بالعطاء والفضل، والجزاء من جنس العمل..
والصوم لا بد أن يقع فيه خلل أو نقص، والصدقة تجبر النقص والخلل،
ولهذا أوجب الله في آخر شهر رمضان زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو
والرفث، ولأن هناك علاقة خاصة بين الصيام والصدقة فالجمع بينهما من
موجبات الجنة، قال صلى الله عليه وسلم:
( إن في الجنة غرفًا، يرى ظاهرها من باطنها،
وباطنها من ظاهرها؛ أعدها الله لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام،
وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام )
(حسنه الألباني في صحيح الجامع:2123).
كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان..
ولقد كان إمام الأئمة صلوات ربي وسلامه عليه أولَ السابقين إلى أبواب
الجود والبر والإحسان، بمعناها الشامل الذي لا يقتصر على بذل المال
فقط، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
( كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس،
وأجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل عليه السلام
يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن،
فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة )
(صحيح البخاري:3554
فهديه أكمل الهدي وأزكاه في كل شيء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق