من روائع فضيلة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي
مَن ْ يَـتـقِ الله لا يبحَث عَن شَيء عِند عبَـاد الله إلا شَيئـاً يُـقـرّبـه
إلَى الله,فأسعَـد النّاس فِي هذه الدّنيَـا:
مَنْ جَعل النّاس مَطيّـة للآخـرَة, وَجعلهُم سَبـيـلاً لِمرْضَـاة الله..
قَال سفيان رَحمه الله:
إذَا سَمعْتم بالسُّـوء فِي المُسْلمِين فَلا تُذِيـعُـوه, إنَّه ثلْـمة في الإسْـلام..
الذنْـب يسِـيء إلَى صَاحبِه, وَمَا سُميت السَّيئَة سيّـئَة
إلا لأنَّهَـا تُسيء إلى صاحِبهَا في الدُّنْيـا, أوْ فِي الآخـرَة, أوْ فِيهمَـا مَعـاً..
إذَا غسَّلت أمْوات المُسْلمِين وَسَتَرْتَ علَيْهِم سَتَرَكَ الله فِي الدُّنْيَا والآخرَة,
وإذَا غسَّلت أمْوات المُسْلمِين وَحَفظتَ عَوْرَاتهم حَفِـظ الله عَوْرَتك,
فَمَا جَـزَاء الإحْـسَـان إلا الإحْـسَـان.
عَلَيْكَ نَفْسَك فَاشْتَغِـل بِمَعَايبهَـا * وَدَعْ عُيُـوب النَّاس لِـلنَّاسِ
لَعمْركَ إِنّ فِي ذَنْبِـي لشغْلاً لِنَفْسِـي * عَنْ ذُنُوب بَنِـي أُمَيَّـة
عَلَى رَبّهِـم حَسَابـهم * انْتَهَـى عِلْـم ذلِكَ لا إِلَيَّ
العَبْد يَشْتَغِل بِذَنْـب نفسِه, وَأَسْعَـد النَّاس
مَنْ شَغله عَيْبـه عَنْ عُيُوب النَّاس,
قال الإمَام مالِك:
أعْلمُ أقواماً لا عُيُوب عنْدهم تكلمُوا فِي عيُوب النَّاس,
فاسْتحْـدَث النَّاس لهُم عيُوبـا,
وأعْلمُ أقواماً عندهُم عيُوبا, سكتُـوا عَنْ عيُوب النَّاس
,فَسَكَتَ النَّاس عَنْ عيوبهم.
تأمّل رَحمَك الله أنّ الله سبحَانه وَتعالى فِي كتَابه بَيّـن أن
الْكَـيْـد وَالْمَكْـر السيئ يَحـيـق بِأهله, وَالله أصْدق القَائلِيـن,
وَهذا وَعْـد مِن الله,
أنّ كُـل مَنْ مَكَـر مَـكْـراً سَيّـئـاً أنّه سيحِـيق بِه مَـكْـره
,وأنّ كَـل مَنْ كَـاد أوْلِيـاءه أنّ الله يكِـيده,
{ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا } ,
◀ولِذلك تَجد مَن يَتزلـف بِأذيّـة النّاس يُسـتـدْرج ُيُسـتـدْرج -والعياذ بِالله
حتّى تَـأتِيـه قاصمَـة الظّهـر -وَالعياذ بِالله- فيُفضَـح فِي الدنيَا
ولَفضُـوح الآخـرَة أكْبَـر,
قَـهر النّاس عـوَاقبـه وَخِيـمَـة, وَنهَـايـاته أَلِيمَـة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق