أنزل الله تعالى على بني إسرائيل وهم في التيه لمدة
أربعين عاما , المن
وهو سائل مثل العسل والسلوى وهو طائر السماني ,
ولكنهم بطروا
النعمة كعادتهم , وأصابهم الضيق والملل, فقالوا : يا
موسى لن نصبر
على طعام ثابت لا يتغير مع الأيام, فادع لنا ربك يخرج
لنا من نبات الأرض
طعامًا من البقول والخُضَر, والقثاء والحبوب التي
تؤكل, والعدس, والبصل
. فقال
موسى مستنكرًا عليهم :
أتطلبون هذه الأطعمة
التي هي أقل قدرًا, وتتركون هذا الرزق النافع الذي
اختاره الله لكم؟ اهبطوا من هذه البادية إلى أي
مدينة, تجدوا ما اشتهيتم
كثيرًا في الحقول والأسواق. ولما هبطوا تبيَّن لهم
أنهم يُقَدِّمون اختيارهم
-في كل موطن- على اختيار الله, ويُؤْثِرون شهواتهم
على ما اختاره الله
لهم; لذلك لزمتهم صِفَةُ الذل وفقر النفوس, وانصرفوا
ورجعوا بغضب
من
الله; لإعراضهم عن دين الله, ولأنهم كانوا يكفرون بآيات الله
ويقتلون
النبيين ظلمًا وعدوانًا; وذلك بسبب عصيانهم وتجاوزهم
حدود ربهم.
التفسير الميسر
قال تعالى :
{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ
طَعَامٍ وَاحِدٍ
فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ
الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا
وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ
الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ
اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ
وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ
وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ
بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ
وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ
ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ
يَعْتَدُونَ{61}
البقرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق