عن الأصمعي قال : بلغني أن الله عز وجل يقول :
الحاسد عدو نعمتي متسخط لقضائي غير راض بقسمتي التي قسمت
بين عبادي رواه البيهقي في شعب الإيمان .
اعلم أخي المسلم أنه لا يجتمع أبدا في قلب مؤمن الإيمان الصادق
والحسد الهالك فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( لا يجتمعان في قلب عبد الإيمان والحسد )
صحيح رواه النسائي .
قال العلماء : الحاسد لا يضر إلا إذا ظهر حسده بفعل أو قول، وذلك
بأن يحمله الحسد على إيقاع الشر بالمحسود، فيتبع مساوئه ويطلب عثراته.
الله سبحانه خالق كل شر، وأمر نبيه صلىالله عليه وسلم أن يتعوذ من
جميع الشرور.
فقال
{ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ }
وجعل خاتمة ذلك الحسد، تنبيها على عظمة، وكثرة ضرره،
والحاسد عدو نعمة الله.
قال بعض الحكماء: بارز الحاسد ربه من خمسة اوجه:
أحدها:
أن أبغض كل نعمة ظهرت على غيره.
وثانيها:
أنه ساخط لقسمة ربه، كأنه يقول: لم قسمت هذه القسمة؟
وثالثها:
أنه ضاد فعل الله، أي أن فضل الله يؤتيه من يشاء، وهو يبخل بفضل الله.
ورابعها:
أنه خذل أولياء الله، أو يريد خذلانهم وزوال النعمة عنهم.
وخامسها:
أنه أعان عدوه إبليس. وقيل: الحاسد لا ينال في المجالس إلا ندامة،
ولاينال عند الملائكة إلا لعنة وبغضاء، ولا ينال في الخلوة إلا جزعا
وغما، ولا ينال في الآخرة إلا خزنا واحتراقا، ولا ينال من الله إلا
بعدا ومقتا. وروي:أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(ثلاثة لا يستجاب دعاؤهم: آكل الحرام، ومكثر الغيبة، ومن كان في
قلبه غل او حسد للمسلمين)
تفسير القرطبي سورة العلق .
والله سبحانه وتعالى أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق