كثير من الأدعية التي كان حبيبنا عليه الصلاة والسلام يحرص عليها..
ولكننا غافلون عنها للأسف.. دعونا نتأمل ماذا يقول علما النفس....
هل تعرضتَ يوماً لمشكلة لم تجد لها حلاً؟ وهل مررت بظرف أجبرك على فقدان
الأمل من كل شيء تقريباً؟ هل وقفت عاجزاً أمام ظرف صعب لا تدري ماذا تفعل
وكيف تتصرف؟ هذه أشياء يمر بها الجميع وقد تسبب الاكتئاب للبعض والقلق
للبعض الآخر.. وقد تسبب الإلحاد لضعيف الإيمان أو الجاهل بالقرآن..
ولذلك ما هو الحل؟
بعد دراسات نفسية كثيرة نجد علماء النفس يحاولون علاج هذه المشاكل التي
تسبب أمراضاً نفسية عديدة.. حتى إننا نجد إحصائيات مؤكدة تقول بأن ربع
سكان العالم أصيبوا بمرض نفسي مرة على الأقل في حياتهم أو حاولوا اللجوء
إلى طبيب نفسي... إنه عدد هائل أن نجد مئات الملايين يعانون من هذه المشاكل
النفسية والعلاج أبسط مما يتصورون!
تجربة شخصية
منذ سنوات شغل بالي دعاء ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد)
[البخاري ومسلم]..
هذا الدعاء له معنى عظيم ربما يغيب عن الكثيرين. فعندما تعتقد تماماً أنك
لا تستطيع الحصول على أي شيء إلا بأمر الله، وأنه لا يستطيع أحد أن يمنع
عنك شيئاً.. فهذا إحساس يمنحك قوة رهيبة في مواجهة مشاكل الحياة.
عندما حلل علماء النفس الكثير من الأمراض النفسية وجدوا أنها تنشأ نتيجة
عدم قدرة الإنسان على مواجهة الواقع الصعب الذي يعيشه. ولذلك تجدهم
ينصحون بضرورة أن يشعر الإنسان بالثقة والقوة لمواجهة المصاعب..
وأن يتمتع الإنسان بقوة الإرادة وقوة الشخصية والقدرة على حل المشاكل
وعدم الاكتراث بالمصاعب واعتبارها شيئاً عادياً... وكثير من النصائح..
ولكن لا يعلمون كيفية التطبيق العلمي.
والآن لو توجهنا لعلماء النفس بسؤال حول أفضل الطرق لكسب القوة والنجاح..
الجواب بالإجماع سيكون أن أقصر وأسهل طرقة هي أن كون لديك يقين تام
بأنك سوف تنجح وسوف تتمكن من مواجهة المواقف الصعبة بسهولة وسوف
تتمكن من حل المشاكل المستعصية... هذه الثقة هي طريق النجاح.
طبعاً مثل هذا الدعاء يمنحك هذه القوة، لأن إحساسك بوجود الله معك
في كل لحظة وأن الله سيمنحك القوة في حياتك، وأن الله قادر بالفعل على حل
مشكلتك... وقادر بلا شك على أن يعطيك ما تحب... وتعتقد بالمقابل
أنه لن يستطيع أحد أن يمنع عنك هذا العطاء، ولن يستطيع أحد أن يضرك
(لأن الله معك)، وأن حياتك سوف تكون سعيدة مطمئنة لأن الله كتب لك كل
شيء، حتى كل كلمة تقولها مقدرة عليك فانظر ماذا تقول.. وكل حركة تقوم بها
مقدرة عليك فانظر ماذا تفعل.. وكيف تحب أن تلقى الله تعالى.. هذا هو معنى
(اللهم لا مانع لما أعطيت).
لا أحد يحب أن يلقى في النار، ولذلك هذا الإحساس الدائم سوف يبعدك
عن التصرفات السيئة، لأنها طريق النار.. وبالمقابل فإن فعل الخير سيقودك إلى
الجنة، وهذا الإحساس سيجعلك تسارع إلى الخيرات.. وبالتالي فإن هذا الدعاء
سوف يعيد برمجة تصرفاتك وأقوالك وطريقة تفكيرك بالكامل.. فلن يبقى أي
اكتئاب أو هم أو قلق.. وهذا سوف ينعكس على صحة وسلامة واستقرار عمل
القلب، وهو أمر أعجز الأطباء ولم يجدوا له علاجاً.
فأمراض القلب اليوم تغزو العالم وهي السبب الأول للوفاة في العالم... وكل
الجهود والأدوية فشلت، ولكن الاطمئنان الذي تحصل عليه بهذه الأدعية
وتكرارها كل يوم هي طريقة فعالة وناجحة لحماية قلبك من هذه الاضطرابات..
والأروع أنه علاج مجاني!!
تصور عزيزي القارئ أنك مستيقن بأن رزقك سوف يأتي ولن يمنعه أحد
حتى لو جلست في بيتك!! وأن هذا الرزق حتى لو اجتمع الكون كله لن
يستطيعوا أن يمنعوه عنك فكيف تتصور حالتك النفسية ف هذه اللحظة،
هذا هو معنى (ولا معطي لما منعت).. فهذا الإحساس هو سبب القوة والنجاح
والطمئنينة، وهو سبب البعد عن الأمراض النفسية وأهمها الاكتئاب.
نسأل الله تعالى أن ينفعنا بهذا العلم.. ولا تنسوا أن تحفظوا هذا الدعاء
وتتذكروه في المواقف الصعبة..
(اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد)..
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق