ثالثاً: الستر والعفة:
قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ
مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}
([13]).
جاء الأمر في هذه الآية الكريمة لجميع النساء المؤمنات بـإدناء جلابيبهن
على محاسنهن من الشعور والوجه وغير ذلك، حتى يُعرفن بالعفة فلا
يفتتن ولا يفتن غيرهن فيؤذين
([14])
فكانت النساء المؤمنات في صدر الإسلام يخرجن من بيوتهن عند الحاجة
بحجابهن؛ فعن عائشة رضى الله عنها قالت: كن نساء المؤمنات يشهدن
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر متلفعات بمروطهن ثم
ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحدٌ من الغلس
([15]).
فحمين أنفسهن وأمنَّ الفتنة عليهن رضوان الله تعالى، وتمسكن
بضوابط السير في الطريق عند خروجهن للحاجة فلم يختلطن بالرجال
فحافظن على أنوثتهن وصن عفتهن؛ فعن حمزة بن أبي أسُيد الأنصاري
عن أبيه ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
وهو خارج من المسجد وقد اختلط الرجال مع النساء في الطريق:
(استأخرن فإنه ليس لكنَّ أن تحققن الطريق. عليكن بحافات الطريق).
فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من
لصوقها به.
د. الجوهرة بنت محمد العمراني
أستاذة الدعوة والاحتساب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،
وكاتبة في شبكة رسالة الإسلام.
المراجع :
([1]) سورة الجمعة، الآية: (2).
([2]) أخرجه الإمام مالك في الموطأ (47) كتاب حُسن الخلق باب ما جاء
في حُسن الخلق، ح (8) بلفظ (إنما بعثت لأتمم حُسن الأخلاق)
انظر الموطأ (2/904).
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/381)، قال الشيخ الألباني ~: حديث حسن،
انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة ح (45)، (1/75).
([3]) انظر دراسات في الأخلاق وشؤون الحكمة العملية ص: (113).
وانظر العقيدة والعبادة والسلوك في ضوء الكتاب والسنة والسيرة
النبوية ص: (134) لأبي الحسن علي الحسني الندوي، الناشر.
([4]) سورة المائدة، من الآية: (2).
([5]) انظر أهداف التشريع الإسلامية ص: (381) للدكتور: محمد حسن يحيى.
([6]) انظر الأخلاق في الإسلام مع المقارنة بالديانات السماوية
والأخلاق الوضعية ص: (137) للدكتور يعقوب المليجي.
([7]) سورة الأحقاف، الآية: (13).
([8]) انظر نظام الإسلام في العقيدة والأخلاق والتشريع ص:
(104) للدكتور: مصطفى ديب البُغا،.
([9]) انظر نظام الحسبة في العراق حتى عصر المأمون نشأته
وتطوره ص: (149) لرشاد عباس معتوق.
([10]) انظر مناهج العلماء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ص (28) ومقدمة في أصول الدعوة ص: (216).
([11]) سورة الإسراء، الآيتان: (23-24).
([12]) سورة البقرة، من الآية: (254).
([13]) سورة الأحزاب، الآية: (59).
([14]) انظر حكم السفور والحجاب ص: (11) للشيخ عبد العزيز بن باز.
([15]) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب مواقيت الصلاة،
باب (27) وقت الفجر، (1/144) واللفظ له، وكتاب الأذان،
باب (165) سُرعة انصراف النساء من الصبح وقلة
مقامهن في المسجد (1/211).
وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه، (5) كتاب المساجد ومواضع الصلاة،
(4) باب استحباب التبكير بالصبح في أول وقتها (232)، ح (645)، (1/446).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق