♦ الملخص:
فتاة مخطوبة وخطيبها يسألها عن علاقاتها قبله، فأنكرتْ، فهدَّدها
بأنه لو عرف أي علاقة لها سيُطلِّقها، وتريد النصيحة ماذا تفعل؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة مخطوبة منذ أشهُر، والحمدُ لله خطيبي إنسان ملتزمٌ، وذو
أخلاقٍ حسنة، مشكلتي أنني كنتُ قد تعرَّفْتُ على شابٍّ قبل خطبتي،
وكان يريد خطبتي، لكن لظروفٍ عائلية لم تتم هذه الخطبة!
سألني خطيبي بعد الخطبة إن كنتُ قد عرَفْتُ مِنْ قبلُ إنسانًا أو لا،
فكذبتُ عليه، وقلتُ له: لا!
فوجئتُ بقوله لي: إن كنتِ تكذبين عليَّ واكتشفتُ الأمر بعد الزواج فسأُطَلِّقك.
لقد تبتُ مِن تلك العلاقة، لكن ضميري يُعَذِّبني؛ لأنني لَمْ أُصارِحْه،
وفي الوقت نفسه أخاف أن يكتشفَ الأمر ويطلقني!
فبمَ تنصحونني؟
وجزاكم الله خيرًا
الجواب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه
ومَنْ والاه، وبعدُ:
فأول ما أوصيك به هو أن تستعيني بالله في أنْ يَجْعَلَ لك مِن هذا
الهَمِّ مَخْرَجًا، فنحن البشر مهما فكَّرْنا ودَبَّرْنا فإننا لا نُحْسِنُ التدبير.
وثاني ما أوصيك به هو أن تَستخيري الله في أمْرِ زواجك مِن هذا الرجل؛
وذلك لأنَّ مَنْ يبحث عن أخطاء زوجته وزلَّاتها الماضية مِن الآن بل
ويُهَدِّدها - قد يَصْدر منه ما هو أعظمُ مِنْ ذلك بعد ذلك، فضَعي ذلك
في الحُسْبان!
لَم أقصدْ إرهابك بقَدْرِ ما أُريد أن تكوني حذِرَةً، فإنْ شعرتِ أنَّ الرجلَ
غيْرته شديدة مثلًا، وأنك قد تضعفين يومًا ما وتعترفين له، فلربما
جَرَّ ذلك الأمر عليك ويلات لا طاقةَ لك بها.
فأنتِ مُخَيَّرةٌ بين أمرين هما كالتالي:
إمَّا الإصرار على عدم الاعتِراف؛ حيث إنَّ المسألة ليستْ إجبارًا،
فالأمرُ قبلَ كلِّ شيءٍ في حقيقته علاقةٌ بين العبد وربِّه، ومَنْ تاب
تاب اللهُ عليه.
كما أنَّ الله جل جلاله يستُر على عباده كما جاء في حديثٍ بأنه بعد أن
يُقَرِّره بذُنُوبِه يقول له: قد سترتُها عليك، فإذا كان هذا شأنَ مَنْ كان
الذنب في حقه أعظم، فلماذا لا نكون نحن البشر أَوْلَى بذلك السِّتر
والصفح عما مضى؟!
وإمَّا أن تخبريه بالأمر، وتُصَوِّري الأمر بأنه شخصٌ أراد خطبتك كما
ذكرتِ، ثم تُذَكِّرينه بأنَّ كل ابن آدم خَطَّاء، وأن ذنْبَك هذا كان قبل
معرفته وخطبته لك، ولك أن تُوَجِّهي له نفس السؤال، والقصد بذلك
معروفٌ، وقد يَهُون الأمر إذا أخبرتِه بالأمر بشكله الطبيعي، وأنها
كانت مجرد معرفة فقط لا أقل ولا أكثر، ولكن احْذَري مِن أن
تخبريه باسم الشخص إن كان يُمكنه الوصول إليه،
وإن أَصَرَّ فقولي له إن العلاقة الزوجية التي تبدأ بالشكوك والمحاسبة
فلن يقدر لها الاستمرار إلَّا أن يشاء الله، وأكِّدي له أنك ترغبين في
إقامة علاقة زوجيةٍ مُحْتَرَمة معه، وأن له الحق في أنْ يُحاسِبَك لو رأى منك
بعد الزواج ما يشين لا قدر الله، أما ما قبل ذلك فلْيَعْتَبرها
صفحةً وطُوِيَتْ، وأنك ترجين عفو ربك قبل كلِّ شيء.
إنْ وجدتِه مُتفَهِّمًا وحليمًا ومقدِّرًا فامضي، وإلَّا فلك الخيار إن رأيت غير
ذلك، ولذا فإني أنصح بأن تَطُولَ فترة الخطبة؛ حيثُ إنَّ طول العلاقة
تَظْهَرُ معه حقيقةُ الأخلاق غالبًا، والله أعلم.
غفَر الله ذنبك، وفرَّج هَمَّك، ويَسَّرَ أمرَك، وجعَل لك مخرجًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق