إن ابنك يا سيدتي يمر بمرحلة المراهقة التي لابد من إحتوائه
وإستيعابه فيها، وألخص ردي عليك في نقطتين:
= أولاهما: تخص صداقة الابن في هذه المرحلة.
= الثانية: تتعلق بمعنى الرجولة ومفهومها في ذهن الشباب.
ويمكن معالجة ذلك من خلال النقاط التالية:
¤ صداقة المراهق:
فالطفل قبل أن يصل إلى سن البلوغ، ينبغي على الوالدين مصاحبته،
بصرف النظر عن جنسه، أما في حالة مناقشة الأمور التي تتعلق
بالجوانب الجنسية معه، فتكون مناقشتها بين المراهق والأب
الذي يماثل جنسه جنس الطفل.
¤ مدح المراهق:
وتبدأ الصداقة بين الأب والمراهق بإمتداح شخصه، فيمدح الأب أو الأم
تفكير الطفل، وطريقته في التعليق على الموضوعات المثارة، وأسلوبه في
فتح موضوعات معينة للمناقشة، وطريقته في إلقاء النكات، أو إستخدام
الفكاهة، كما يمدح سرعة بديهته، ويمدح شكله، وطريقته في الملبس،
ومدى الأناقة والجمال في إختياراته كلها، وتوجد بعض الملاحظات التي
لابد منها فيما يتعلق بمدح المراهق:
ـ ليس ضروريًا أن يكون ما نمدحه في المراهق جميلاً جدًا، أو لافتًا للنظر،
بل من الممكن أن نمدح أمورًا عادية حتى نشجعه على الإستمرار
في ممارستها.
ـ لا يصح أن نمدح في المراهق أمرًا معيبًا، أو خطأ بيّنًا واضحًا، حتى
لا يشعر بأننا نقصد أن نمدحه دون وجه حق، وبصرف النظر عن
الصواب والخطأ، لأنه إذا وصله هذا الشعور سيفقد الثقة
في جميع ما نقول.
ـ ليكن معلومًا لدينا أن الهدف الأول: من مدح المراهق هو دعم التقارب
النفسي بينه وبين الكبار الذين يبغون صداقته، والهدف الثاني: هو إشعار
الطفل بالإهتمام بشخصه وأفعاله وكل ما يخصه، أما الهدف الثالث: فهو
دفعه إلى الإستمرار فيما يفعل من سلوكيات صحيحة.
¤ الهديــــة:
ولها فعل السحر في نفس الطفل والمراهق، والهدية من الأب أو الأم تعني
الكثير بالنسبة له، تعني الإهتمام الشخصي، وتعني الحب، وتعني أيضًا
التقدير، وهي الطريق الأفضل لإيجاد الحب بين الناس بصفة عامة،
وبين الأهل والمراهق بصفة خاصة.
¤ المناقشات مع المراهق:
وذلك لتوضيح خطأ بعض المفاهيم في ذهن المراهق، عن طريق أحد كبار
العائلة أو أحد أساتذته ممن يحبهم ويثق بهم، أو بعض الزملاء في مثل
سنه ممن عبروا هذه المشكلة، وتكون هذه المناقشات بين الزملاء تحت
رعاية أحد كبار السن، أو أحد الخبراء، أو المشرفين على الطفل
بشرط توافر الحب والثقة من المراهق لهم.
¤ إيجاد البيئة الطيبة:
فينبغي مساعدة المراهق في التخلق بالخلق الحسن، من خلال تشجيعه
على مصاحبة الطيبين والأخيار من الأقارب والزملاء والجيران ممن
يأنفون من الإساءة إلى الوالدين ويقدرون الجهد الذي بذلاه معهم.
¤ التعزيز الإيجابي:
تعزيز أول بادرة إيجابية تصدر عنه ويُفهَم منها إحترامه للآخرين من
خلال المدح والثناء، وليكن ذلك التشجيع والمدح على سلوك
إحترام الآخرين عادة لكل من يتعامل معه، تجنب التهديد والتوبيخ واللوم،
حتى لا تدخل الأسرة في دائرة العناد والعنف.
¤ تقديم المساعدة:
وذلك بمعاونة الابن لإنجاز ما يقوم به من عمل، وما يُوكل إليه من
مسؤوليات حتى نساعده في تجنب الصراع النفسي الناتج عن المقارنة
بين مرحلة الطفولة المليئة باللعب، ومرحلة الشباب التي تكثر
فيها المسؤوليات.
¤ التعبير عن الذات:
بالسماح له بالتعبير عن أفكاره الشخصية، والإستماع لآرائه الناقدة بأذن
صاغية، ومناقشته فيها، وعدم لومه أو الغضب منه بسببها، ومحاولة
تصحيح ما يمكن تصحيحه منها في حال إقتناع الوالدين بها.
¤ تجنب رفع الصوت:
أي عدم التفاهم في البيت بصفة عامة بصوت مرتفع، ونظر حاد للآخرين،
حتى لا يشيع هذا السلوك في البيت، ويعتاده الأبناء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق