حياتي دُمِّرَتْ بعد فشلي في زواجي مرتين!
أ. عائشة الحكمي
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياتي - لله الحمد والمنة - عبارة عن سلسلة من الإحباطات والابتلاءات؛
تزوجتُ صغيرةً مِن رجلٍ يكبرني، على أنه ملتزمٌ، لكن قدر الله أن يكون
مختلفًا تمامًا عما أخبرني به أهله وقت الخطبة، ترددتُ كثيرًا قبل
الزواج منه، فاستخرتُ واستشرتُ، وشاء الله أن يحصل الزواج،
لم يحصل بيننا تفاهم منذ بداية زواجنا، وكنَّا في شجارٍ مستمر؛
كان عنيدًا جافًّا، متسلطًا ماديًّا بخيلًا، يُخطئ في حقِّي، بذلتُ كل جهدي
من أجل أن يحصلَ بيننا التفاهم والسكينة، لكن للأسف
لم يكن بالقدر المتفاهم، فقررتُ الانفصال.
مرضتُ بدنيًّا ونفسيًّا، فلم يُعر اهتمامًا لحالتي النفسيَّة، ولم أتابع عند
طبيب مختص إلى أن وصل بي الأمر أنني كنتُ أحس
أن الموت هو المخلص الوحيد مما أعانيه.
تَمَّ الطلاقُ، وحكم لي بالحضانة، وبعد انتهاء عدتي مباشرة،
تقدَّم لخطبتي أحدُ المعروفين - حسب الظاهر - بالخلق والدين والعلم،
فلم أتردَّد لحظةً في القبول، وتم العقد الشرعي في انتظار تجهيز أوراق
التعدد - فقد كان متزوجًا - ولم أكلِّف نفسي عناء السؤال عنه؛
لما كان معروفًا عنه، وما هي إلا أشهر حتى اكتشفت أشياء في دينه
وخُلُقه وظروفه يستحيل معها الاستمرار معه، فاستخرتُ وطلبتُ الخلع،
فقد كان زواجنا بعقد شرعي غير مدني؛ بسبب تأخر
الحكم له بالتعدد وحصول الخلع قبل ذلك.
الإشكال أن هناك مَن يشيع بأنه السبب في طلاقي من زوجي الأول؛
لأنه كان ينتظر ذلك للزواج مني، وجعلوني ضحية من ضحاياه؛
ولا سبيل لي للتأكُّد من صحة ذلك، لا منه ولا من طليقي الأول!
نفسيتي الآن في تدهور شديد، ودخلت في حالة اكتئاب شديدة، أريد حلًّا.
جزاكم الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الموفِّق للصَّواب
وهو المستعان
90% من المطلَّقين يتزوَّجون مرَّةً أخرى، معنى ذلك؛ أنَّ العيب لم يكن
في الزَّواج، ولكن في الشَّريك! "صداعٌ كونيٌّ اسمه الحب"؛ عبدالله باجبير.
أيَّتها العزيزة، أليس من العجيب أن تنتظري من رجلٍ أهمَلك لسنواتٍ
عديدة أن يحافظَ عليك في دقيقة؟! والله لو كان في هذا الرَّجل "زوجك الأوَّل"
ذرَّةٌ من وفاء لطلَّقك بدون أن يقبل منك العِوضَ بالمال، لكنَّه أراد أن
يُثبت لأهله ولك ولنفسه أنَّه لم يخسَرْ شيئًا بفِراقك، بل ربح بهذا الخلع الزَّواج
بأخرى! فالمشكلةُ ليست في طلاقك وتحرُّرك من أسر رجلٍ هذه بعضُ
أفكاره وأخلاقِه! بل في زواجِك من آخَرَ بعد انقضاء عدَّتك مباشرةً!
بدون أن تمنحي عقلَك الفرصةَ الكافية للتَّفكير، وتقليب الرَّأي،
والموازنة بين حقوقك وواجباتك، خاصةً وأنَّك قد خرجتِ للتَّوِّ من العِدَّة،
والمرأة الخارجة من العدة كالنَّاقهة من مرضٍ، لم يرجعْ إليها كمالُ
صحتها وقوَّتها بعدُ، فهي بحاجة إلى مزيدٍ من الوقت للتعافي من الألم العاطفيِّ،
وهذا الخاطبُ رجلٌ متزوِّج، وقد كنتِ يومًا ما زوجةً لأحدهم،
وليس عقلُ البِكْر التي تُقدِم على الزواج من رجلٍ معدِّدٍ؛ كعقل الثيِّب التي
عرَفت معنى الزَّواج، وشعور الأزواج! فكيف أقدمتِ على هذه الخطوة
بدون أن تفكِّري لحظة واحدة في شعور زوجتِه الأُولى؟!
ومن دون أن تدرسي وضْعَ هذا الرجُل النَّفسي والاجتماعي مع زوجتِه؟!
والأمر الآخر - وهو الأهمُّ - أنَّ حقَّ الحضانة - الذي حكمتْ لك المحكمة
بشرعيته - كان سيسقط بزواجِك هذا؛ لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
( أنتِ أحقُّ به، ما لَم تنكحي )؛
رواه أحمد وأبو داود، وصحَّحه الحاكم،
ولكنَّ هذا الحُكم لم يسقطْ على ما يبدو؛ لأنَّ العقدَ لم يسجَّل كعقد مدنيٍّ،
ومتى سجِّل العقد سقطتْ حضانتُك لبُنيَّاتك العزيزات، ولعلَّ في تأخُّر الحكم
بالتَّعدُّد - مع أني لَم أفهمْ هذه النُّقطة، فلعلَّها من قوانين الأحوال الشَّخصيَّة
في بلدك - خيرًا لبناتك الضَّعيفات اللاتي ابتُلين بأبوين جُلُّ همِّهما
في الحياة أن يثبت كلٌّ منهما للآخر أنَّه لم يزلْ مطلوبًا ومرغوبًا من الجنس الآخر!
ثمّ تبيَّن لك أنَّه رجلٌ فاسد، فهل يصعب عليك طلب الطَّلاق؟!
لِم تسألين زوجَك أن يخلعَك من عصمته؟!
لِم تعرِّضين نفسك للخسائر النَّفسيَّة والماديَّة؟!
وفوق هذا وذاك تُصيخين للناس الذين أشاعوا أنَّ زوجك الثاني قد كان
سببًا في طلاقِك من الأوَّل! والأدهى أن تقولي: ولا سبيل لي
للتأكد من صحة ذلك لا منه ولا من طليقي الأول !
تتأكَّدين من ماذا؟! هل كنت تعرفين الرَّجُل مِن قبلُ؟! وإذا كنتِ تعرفينه من قبلُ
ألست تعرفين أسباب مشكلاتك مع زوجِك الأوَّل؟!
من الذي كان يعاني مع زوجِك الأوَّل: أنت أم الناس؟!
في الحقيقة، تنطوي عبارتكِ هذه على بعض الأمور التي لا أجدُ فائدةً
ترجى من الخوض فيها، وأنت أعلمُ بحالك،
وحال أزواجك منِّي ومن النَّاس! والله أعلى وأعلم.
على أيَّة حال، قد اختلعتِ من زوجك الثَّاني وانتهى الأمر، والحمد لله على كلِّ حال،
قدَرُ الله وما شاء فعل، وليس بيدك الآن سوى التعلُّم من أخطائك،
والاستفادة من تجارِبك السَّابقة:
أولاً: السُّؤال عن حال الخاطب، وتصفُّح أخلاقه، وعدم الانخداع
بمنظر اللحية أو علوِّ المرتبة العلميَّة.
ثانيًا: الموازنة بين مطالب العقل وأهواء القلب، وبين الحقوق والواجبات
عند الإقدام على الزَّواج، وخصوصًا الزَّواج من رجلٍ معدِّدٍ.
ثالثًا: تقديم طلب الطَّلاق على الخُلع، وعدم التَّلويح بذكر الخلع
إلا في حال تعنُّت الزَّوج ومضارَّته لك.
رابعًا: عدم الإصاخة للقِيل والقال، فهذه حياتُك وحدك، ولا شأنَ للناس بها.
خامسًا: ترك النَّدم على أيِّ قرارٍ يأتي بعد استخارة المولى - عز وجل.
سادسًا: حياة المرأة مستمرَّة في وجود الرَّجُل وفي غيابه، فلا تحقري من نفسك،
ولا من حياتك، وعندك ما هو أغلى من هذا وذاك: أهلك وبناتك!
أما حالتك النَّفسية، فما الذي يؤخِّرك عن عرض نفسك على طبيبةٍ نفسيَّة؟!
لقد تسرَّعت في كثيرٍ من أمور حياتك، ثم إذا تعلق الأمر
بصحتك النفسية تقاعست؟! سبحان الله!
تابعي الاستشارات النفسية المتعلِّقة بموضوع الاكتئاب؛ ففيها الكثير من
النصح والفائدة - بإذن الله - واقتربي منه - جل ذكره - فليس مثل القرب
من الله دواء للنفوس الجريحة، وعسى الله أن يعوضكِ خيرًا، ويعظم لك أجرًا.
وَلَكِنَّ عِلْمِي بِمَا فِي الثَّوَا
بِ عِنْدَ المُصِيبَةِ يُنْسِي المُصِيبَهْ
والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، والحمد لله وحده
أ. عائشة الحكمي
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياتي - لله الحمد والمنة - عبارة عن سلسلة من الإحباطات والابتلاءات؛
تزوجتُ صغيرةً مِن رجلٍ يكبرني، على أنه ملتزمٌ، لكن قدر الله أن يكون
مختلفًا تمامًا عما أخبرني به أهله وقت الخطبة، ترددتُ كثيرًا قبل
الزواج منه، فاستخرتُ واستشرتُ، وشاء الله أن يحصل الزواج،
لم يحصل بيننا تفاهم منذ بداية زواجنا، وكنَّا في شجارٍ مستمر؛
كان عنيدًا جافًّا، متسلطًا ماديًّا بخيلًا، يُخطئ في حقِّي، بذلتُ كل جهدي
من أجل أن يحصلَ بيننا التفاهم والسكينة، لكن للأسف
لم يكن بالقدر المتفاهم، فقررتُ الانفصال.
مرضتُ بدنيًّا ونفسيًّا، فلم يُعر اهتمامًا لحالتي النفسيَّة، ولم أتابع عند
طبيب مختص إلى أن وصل بي الأمر أنني كنتُ أحس
أن الموت هو المخلص الوحيد مما أعانيه.
تَمَّ الطلاقُ، وحكم لي بالحضانة، وبعد انتهاء عدتي مباشرة،
تقدَّم لخطبتي أحدُ المعروفين - حسب الظاهر - بالخلق والدين والعلم،
فلم أتردَّد لحظةً في القبول، وتم العقد الشرعي في انتظار تجهيز أوراق
التعدد - فقد كان متزوجًا - ولم أكلِّف نفسي عناء السؤال عنه؛
لما كان معروفًا عنه، وما هي إلا أشهر حتى اكتشفت أشياء في دينه
وخُلُقه وظروفه يستحيل معها الاستمرار معه، فاستخرتُ وطلبتُ الخلع،
فقد كان زواجنا بعقد شرعي غير مدني؛ بسبب تأخر
الحكم له بالتعدد وحصول الخلع قبل ذلك.
الإشكال أن هناك مَن يشيع بأنه السبب في طلاقي من زوجي الأول؛
لأنه كان ينتظر ذلك للزواج مني، وجعلوني ضحية من ضحاياه؛
ولا سبيل لي للتأكُّد من صحة ذلك، لا منه ولا من طليقي الأول!
نفسيتي الآن في تدهور شديد، ودخلت في حالة اكتئاب شديدة، أريد حلًّا.
جزاكم الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الموفِّق للصَّواب
وهو المستعان
90% من المطلَّقين يتزوَّجون مرَّةً أخرى، معنى ذلك؛ أنَّ العيب لم يكن
في الزَّواج، ولكن في الشَّريك! "صداعٌ كونيٌّ اسمه الحب"؛ عبدالله باجبير.
أيَّتها العزيزة، أليس من العجيب أن تنتظري من رجلٍ أهمَلك لسنواتٍ
عديدة أن يحافظَ عليك في دقيقة؟! والله لو كان في هذا الرَّجل "زوجك الأوَّل"
ذرَّةٌ من وفاء لطلَّقك بدون أن يقبل منك العِوضَ بالمال، لكنَّه أراد أن
يُثبت لأهله ولك ولنفسه أنَّه لم يخسَرْ شيئًا بفِراقك، بل ربح بهذا الخلع الزَّواج
بأخرى! فالمشكلةُ ليست في طلاقك وتحرُّرك من أسر رجلٍ هذه بعضُ
أفكاره وأخلاقِه! بل في زواجِك من آخَرَ بعد انقضاء عدَّتك مباشرةً!
بدون أن تمنحي عقلَك الفرصةَ الكافية للتَّفكير، وتقليب الرَّأي،
والموازنة بين حقوقك وواجباتك، خاصةً وأنَّك قد خرجتِ للتَّوِّ من العِدَّة،
والمرأة الخارجة من العدة كالنَّاقهة من مرضٍ، لم يرجعْ إليها كمالُ
صحتها وقوَّتها بعدُ، فهي بحاجة إلى مزيدٍ من الوقت للتعافي من الألم العاطفيِّ،
وهذا الخاطبُ رجلٌ متزوِّج، وقد كنتِ يومًا ما زوجةً لأحدهم،
وليس عقلُ البِكْر التي تُقدِم على الزواج من رجلٍ معدِّدٍ؛ كعقل الثيِّب التي
عرَفت معنى الزَّواج، وشعور الأزواج! فكيف أقدمتِ على هذه الخطوة
بدون أن تفكِّري لحظة واحدة في شعور زوجتِه الأُولى؟!
ومن دون أن تدرسي وضْعَ هذا الرجُل النَّفسي والاجتماعي مع زوجتِه؟!
والأمر الآخر - وهو الأهمُّ - أنَّ حقَّ الحضانة - الذي حكمتْ لك المحكمة
بشرعيته - كان سيسقط بزواجِك هذا؛ لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
( أنتِ أحقُّ به، ما لَم تنكحي )؛
رواه أحمد وأبو داود، وصحَّحه الحاكم،
ولكنَّ هذا الحُكم لم يسقطْ على ما يبدو؛ لأنَّ العقدَ لم يسجَّل كعقد مدنيٍّ،
ومتى سجِّل العقد سقطتْ حضانتُك لبُنيَّاتك العزيزات، ولعلَّ في تأخُّر الحكم
بالتَّعدُّد - مع أني لَم أفهمْ هذه النُّقطة، فلعلَّها من قوانين الأحوال الشَّخصيَّة
في بلدك - خيرًا لبناتك الضَّعيفات اللاتي ابتُلين بأبوين جُلُّ همِّهما
في الحياة أن يثبت كلٌّ منهما للآخر أنَّه لم يزلْ مطلوبًا ومرغوبًا من الجنس الآخر!
ثمّ تبيَّن لك أنَّه رجلٌ فاسد، فهل يصعب عليك طلب الطَّلاق؟!
لِم تسألين زوجَك أن يخلعَك من عصمته؟!
لِم تعرِّضين نفسك للخسائر النَّفسيَّة والماديَّة؟!
وفوق هذا وذاك تُصيخين للناس الذين أشاعوا أنَّ زوجك الثاني قد كان
سببًا في طلاقِك من الأوَّل! والأدهى أن تقولي: ولا سبيل لي
للتأكد من صحة ذلك لا منه ولا من طليقي الأول !
تتأكَّدين من ماذا؟! هل كنت تعرفين الرَّجُل مِن قبلُ؟! وإذا كنتِ تعرفينه من قبلُ
ألست تعرفين أسباب مشكلاتك مع زوجِك الأوَّل؟!
من الذي كان يعاني مع زوجِك الأوَّل: أنت أم الناس؟!
في الحقيقة، تنطوي عبارتكِ هذه على بعض الأمور التي لا أجدُ فائدةً
ترجى من الخوض فيها، وأنت أعلمُ بحالك،
وحال أزواجك منِّي ومن النَّاس! والله أعلى وأعلم.
على أيَّة حال، قد اختلعتِ من زوجك الثَّاني وانتهى الأمر، والحمد لله على كلِّ حال،
قدَرُ الله وما شاء فعل، وليس بيدك الآن سوى التعلُّم من أخطائك،
والاستفادة من تجارِبك السَّابقة:
أولاً: السُّؤال عن حال الخاطب، وتصفُّح أخلاقه، وعدم الانخداع
بمنظر اللحية أو علوِّ المرتبة العلميَّة.
ثانيًا: الموازنة بين مطالب العقل وأهواء القلب، وبين الحقوق والواجبات
عند الإقدام على الزَّواج، وخصوصًا الزَّواج من رجلٍ معدِّدٍ.
ثالثًا: تقديم طلب الطَّلاق على الخُلع، وعدم التَّلويح بذكر الخلع
إلا في حال تعنُّت الزَّوج ومضارَّته لك.
رابعًا: عدم الإصاخة للقِيل والقال، فهذه حياتُك وحدك، ولا شأنَ للناس بها.
خامسًا: ترك النَّدم على أيِّ قرارٍ يأتي بعد استخارة المولى - عز وجل.
سادسًا: حياة المرأة مستمرَّة في وجود الرَّجُل وفي غيابه، فلا تحقري من نفسك،
ولا من حياتك، وعندك ما هو أغلى من هذا وذاك: أهلك وبناتك!
أما حالتك النَّفسية، فما الذي يؤخِّرك عن عرض نفسك على طبيبةٍ نفسيَّة؟!
لقد تسرَّعت في كثيرٍ من أمور حياتك، ثم إذا تعلق الأمر
بصحتك النفسية تقاعست؟! سبحان الله!
تابعي الاستشارات النفسية المتعلِّقة بموضوع الاكتئاب؛ ففيها الكثير من
النصح والفائدة - بإذن الله - واقتربي منه - جل ذكره - فليس مثل القرب
من الله دواء للنفوس الجريحة، وعسى الله أن يعوضكِ خيرًا، ويعظم لك أجرًا.
وَلَكِنَّ عِلْمِي بِمَا فِي الثَّوَا
بِ عِنْدَ المُصِيبَةِ يُنْسِي المُصِيبَهْ
والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، والحمد لله وحده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق