أريد أن أعبر عن رأيي بدون خوف
أ. مروة يوسف عاشور
السؤال
♦ الملخص:
فتاة تُريد التعبير عن رأيها أمام أهلها بدون خوف، ولكنها تخاف الصِّدام مع أهلها.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 20 عامًا، مشكلتي أنني لا أملك قدرةً على قول ما أريد؛
سواء لأمي أو لإخوتي، وليستْ لديَّ قدرةٌ على الإقناع
والتعبير بأريحية عما في داخلي!
أنا في السنة الجامعية الثانية، ولم تَعُد الدراسة تستهويني، وأودُّ الجلوس
في البيت وانتظار الزوج الصالح الذي يعينني على ديني.
المشكلة أنَّ أمي لا تتفهَّم هذا الأمر، ولا تتقبَّله تمامًا، بل ترى أنه ما دام لَم
يَطْرُق بابي أحدٌ مِن الخطاب فلا بد مِن الدراسة، والبحث عن عمَلٍ لجني المال..
وللأسف الفتاةُ في مجتمعنا لا تُصَرِّح برغبتها في الزواج.
أخبِروني كيف أعبِّر عما أريد بقوةٍ وإقناع، فلا أريد أن يتحكم فيَّ أحدٌ.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بُنيتي العزيزة، حياكِ الله.
المشكلةُ لديك ليستْ في أسلوب التعبير عن النفس ورغباتها،
بِقَدْر ما هي مشكلة انعدام الثقة في النفس، والخوف مِن رأي الآخرين،
وردود أفعالهم تجاه موقفكِ أو رأيكِ.
لستِ بحاجةٍ لإقناع والدتكِ بأمرٍ ترين أهميته لكِ، أو حاجتكِ إليه؛ فالرغبة
في الزواج شعورٌ فِطري، لا جريمة نَكراء، سواء قَبِل المجتمع ذلك أو أنكره
واسْتَقْبَحَهُ، ولسنا بحاجةٍ للإفصاح عن كلِّ رغباتنا، أو إعلانها على الملأ،
بل أنتِ بحاجةٍ للتخطيط الجيد للمستقبل بإذن الله،
مع الأَخْذ بالأسباب التي تُوَصِّلكِ لأهدافكِ.
إذا تَفَكَّرْتِ في حال مجتمعكِ الذي تستنكرين عليه رأيه في أمر الزواج،
ستَجِدين أنَّ ترك كل شيء وانتظار طارقٍ يَطْرُق الباب هو أمر بعيد
عن الواقعية؛ فالمرءُ لا يَملك لنفسه رزقًا، ولا يَقْدِر على استجلابه، إلا أنه
يَتحتَّم عليه العمل في تجاه ما يُقربه لهدفه، مِن باب الأخذ بالأسباب البشرية،
ثم يُسلم أمره بعد ذلك لِمَنْ بِيَدِه مفاتيح رزقه وسعادته وأمنه.
أنصحك بتَنْحِية فِكرة نقاشهم في أمورٍ قد لا تعنيهم جانبًا، والتفكير
بعملية ومنطقية، إن كانت الدراسة لم تَعُدْ تستهويكِ، فما المانعُ مِن البحث
عن عملٍ تتوفر فيه الشروطُ الشرعية؛ مِن تجنُّب الاختلاط، وتَرْك المحرَّمات،
والخروج بالنفس مِن دائرة القلق والسلبية التي تستجلب الاكتئاب وتوصِّل إليه.
كما أنَّ التعرُّف إلى فتيات مِن عمركِ وثقافتكِ، والتعاوُن معهنَّ في فِعل الطاعات
والمسابقة إلى الخيرات واستثمار الوقت الحالي – هو خيرٌ مِن ربط ذلك
بالمستقبل وبالانتظار وبزوجٍ الله أعلم كيف سيكون حاله؛ فالتعاونُ على
أعمال البِر والطاعة ليستْ حِكرًا على الزوج وحده، وربط ذلك بأمر غيبي
مِن شأنه أن يزيدَ من شعوركِ بالوَحدة والضعف.
بُنيتي الغالية، احرصي على بِر والدتك، وتجنُّب ما قد يُثير غضبها،
واحتسبي الصبر على وضعٍ لا حيلة لكِ فيه، وكوني إيجابيةً في الخروج
بالذات مِن دائرة العجز، والشعور بالانهزاميَّة إلى عالَم التفاؤل والإيجابية،
واعملي على ما يُساعدكِ على تطوير نفسكِ، والنهوض بقوةٍ إلى العمَل
وتحقيق النجاح، واستغلي فراغكِ الحالي في مُطالَعة كتب العقيدة والفقه
والثقافة الإسلامية؛ لتعلَمي صالح الآراء، وتُفرّقي بين الخير والشر بعِلمٍ وحكمةٍ،
ولا سلاحَ للمرء في زمنٍ يَمُوج بالفِتَن كسلاح العِلم.
والله أسأل أن يَمُنَّ عليكِ بالزوج الصالح الذي تقرُّ به عينكِ، وتسعد به نفسكِ
والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
أ. مروة يوسف عاشور
السؤال
♦ الملخص:
فتاة تُريد التعبير عن رأيها أمام أهلها بدون خوف، ولكنها تخاف الصِّدام مع أهلها.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 20 عامًا، مشكلتي أنني لا أملك قدرةً على قول ما أريد؛
سواء لأمي أو لإخوتي، وليستْ لديَّ قدرةٌ على الإقناع
والتعبير بأريحية عما في داخلي!
أنا في السنة الجامعية الثانية، ولم تَعُد الدراسة تستهويني، وأودُّ الجلوس
في البيت وانتظار الزوج الصالح الذي يعينني على ديني.
المشكلة أنَّ أمي لا تتفهَّم هذا الأمر، ولا تتقبَّله تمامًا، بل ترى أنه ما دام لَم
يَطْرُق بابي أحدٌ مِن الخطاب فلا بد مِن الدراسة، والبحث عن عمَلٍ لجني المال..
وللأسف الفتاةُ في مجتمعنا لا تُصَرِّح برغبتها في الزواج.
أخبِروني كيف أعبِّر عما أريد بقوةٍ وإقناع، فلا أريد أن يتحكم فيَّ أحدٌ.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بُنيتي العزيزة، حياكِ الله.
المشكلةُ لديك ليستْ في أسلوب التعبير عن النفس ورغباتها،
بِقَدْر ما هي مشكلة انعدام الثقة في النفس، والخوف مِن رأي الآخرين،
وردود أفعالهم تجاه موقفكِ أو رأيكِ.
لستِ بحاجةٍ لإقناع والدتكِ بأمرٍ ترين أهميته لكِ، أو حاجتكِ إليه؛ فالرغبة
في الزواج شعورٌ فِطري، لا جريمة نَكراء، سواء قَبِل المجتمع ذلك أو أنكره
واسْتَقْبَحَهُ، ولسنا بحاجةٍ للإفصاح عن كلِّ رغباتنا، أو إعلانها على الملأ،
بل أنتِ بحاجةٍ للتخطيط الجيد للمستقبل بإذن الله،
مع الأَخْذ بالأسباب التي تُوَصِّلكِ لأهدافكِ.
إذا تَفَكَّرْتِ في حال مجتمعكِ الذي تستنكرين عليه رأيه في أمر الزواج،
ستَجِدين أنَّ ترك كل شيء وانتظار طارقٍ يَطْرُق الباب هو أمر بعيد
عن الواقعية؛ فالمرءُ لا يَملك لنفسه رزقًا، ولا يَقْدِر على استجلابه، إلا أنه
يَتحتَّم عليه العمل في تجاه ما يُقربه لهدفه، مِن باب الأخذ بالأسباب البشرية،
ثم يُسلم أمره بعد ذلك لِمَنْ بِيَدِه مفاتيح رزقه وسعادته وأمنه.
أنصحك بتَنْحِية فِكرة نقاشهم في أمورٍ قد لا تعنيهم جانبًا، والتفكير
بعملية ومنطقية، إن كانت الدراسة لم تَعُدْ تستهويكِ، فما المانعُ مِن البحث
عن عملٍ تتوفر فيه الشروطُ الشرعية؛ مِن تجنُّب الاختلاط، وتَرْك المحرَّمات،
والخروج بالنفس مِن دائرة القلق والسلبية التي تستجلب الاكتئاب وتوصِّل إليه.
كما أنَّ التعرُّف إلى فتيات مِن عمركِ وثقافتكِ، والتعاوُن معهنَّ في فِعل الطاعات
والمسابقة إلى الخيرات واستثمار الوقت الحالي – هو خيرٌ مِن ربط ذلك
بالمستقبل وبالانتظار وبزوجٍ الله أعلم كيف سيكون حاله؛ فالتعاونُ على
أعمال البِر والطاعة ليستْ حِكرًا على الزوج وحده، وربط ذلك بأمر غيبي
مِن شأنه أن يزيدَ من شعوركِ بالوَحدة والضعف.
بُنيتي الغالية، احرصي على بِر والدتك، وتجنُّب ما قد يُثير غضبها،
واحتسبي الصبر على وضعٍ لا حيلة لكِ فيه، وكوني إيجابيةً في الخروج
بالذات مِن دائرة العجز، والشعور بالانهزاميَّة إلى عالَم التفاؤل والإيجابية،
واعملي على ما يُساعدكِ على تطوير نفسكِ، والنهوض بقوةٍ إلى العمَل
وتحقيق النجاح، واستغلي فراغكِ الحالي في مُطالَعة كتب العقيدة والفقه
والثقافة الإسلامية؛ لتعلَمي صالح الآراء، وتُفرّقي بين الخير والشر بعِلمٍ وحكمةٍ،
ولا سلاحَ للمرء في زمنٍ يَمُوج بالفِتَن كسلاح العِلم.
والله أسأل أن يَمُنَّ عليكِ بالزوج الصالح الذي تقرُّ به عينكِ، وتسعد به نفسكِ
والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق