زوجي والغضب ولغة الأوامر
أ. لولوة السجا
السؤال
♦ الملخص:
امرأة تشكو من عصبية زوجها الشديدة، مما جعَلها تخاف هي والأولاد
منه كثيراً، وتسبَّب ذلك في تدمير نفسيتها، وتسأل: ماذا تفعل؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأة متزوِّجة منذ (16) عامًا، لا يوجد تفاهُم بيني وبين زوجي،
وأخاف منه خوفًا شديدًا؛ بسبب عصبيته الشديدة.
كلُّ ما يُفكِّر فيه زوجي أنني يجب أن أكون ذليلة له، فلا يعلو صوتي
على صوته، ولا أختلق المشاكل، ويطلب مني أن أتكلَّم معه؛
وذلك لأني صامتة في معظم الأحيان، ويقول:
إنه لا يشعر بي، ولذلك لستُ شيئًا مهمًّا في حياته.
زوجي ليس مقصِّرًا معنا في أي أمر مِن الأمور المادية؛ فهو يوفِّر لنا كل شيء،
لكننا نحتاج أنا وأولادي إلى حنانه فقط، نحتاج منه أن يتحاوَرَ معنا،
فقد صرنا نخاف منه كثيرًا، لأنه لا يعرف إلا لغة الأوامر فقط.
لا أعرف كيف أتعامل معه، فقد تعبتُ مِن محادثة نفسي طوال الوقت،
حتى أصبتُ بوساوس كثيرة، ولم تعدْ لديَّ ثقة في نفسي ألبتة،
وصارتْ شخصيتي ضعيفة.
أحبُّ زوجي، ولكني تعبتُ مِن تسلُّطه وسيطرته، ودائمًا يقول لي:
إن الحب ليس كلمة بل هو أفعال، والمشكلة أنني مهما فعلتُ لا يُعجبه شيء،
فصرتُ أتجنبه لكثرة غضبه، ولأنه سريع الغضب، فإذا غضبَ تمنَّيتُ
أن تنشقَّ الأرض وتبتَلعني أهون مِن ضربه وسبِّه وكلامه الجارح.
للأسف أشعر أني مدمَّرة نفسيًّا، فأنا أحاول أن أسعدَ زوجي،
لكن لا أعرف كيف أُسعده؟ أتمنى أن أجد لديكم حلًّا لما أنا فيه.
وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه،
أما بعدُ:
في الحقيقة أنا أرى أن (١٦) سنة من الزواج كافية لأن تفهمي زوجك،
وتَعرفي ما الذي يحبُّه وما الذي يكرهه إلى غير ذلك، فهل من المعقول أنكِ
إلى الآن لم تتعرَّفي على أسباب غضبه فتجتنبيها،
أو أنه شخص غضوب يغضَب على كل شيء؟
حسنًا، أنت قلت: إنكِ تواجهين المشكلة بالصمت! والصمتُ حقيقة
ليس ممدوحًا على كل حال؛ حيث إن بعض الأزواج يفهم أن صمت المرأة
إنما هو في الحقيقة علامة عدم رضا وتذمُّر من الشخص المقابل، لذلك أطلب منك
إذا ما غضبَ وأحدث لكم مشاكل في البيت أن تتجاهلي ذلك،
وكأنَّ شيئًا لم يَحدث، فبمجرَّد أن تبدأ المشكلة تحدثي معه،
اختلقي أي موضوع مناسب لقطع الطريق عليه، لئلا يواصل غضبه وثورته،
واستخدمي الكلمات الحانية، والتي من شأنها أن تُشعره برجولته
وبحِرصك على رضاه؛ مثل: (حاضر، ولا يهمك، أهم شيء رضاك، وأمثال ذلك)،
وبطبيعة الحال الأمر يحتاج إلى صبر وتحمُّل وتغافُل.
افعلي ذلك طاعة لله أولًا، ثم لتَختصري الطريق وتُريحي نفسك مِن العناء
والمكابدة الناتجة عن توتُّر العلاقة، ولا يَغيبُ عنك فضل وأجر ذلك؛
فأنت تتعاملين مع زوج جعَل الله له مكانة،
ووعد المرأة بالجنة إن أحسنَت في تبعُّلها لزوجها.
حتى وإن كنتِ مُقتنعةً بخطأ تصرُّفه وعدم وجود ما يستحق الغضب؛
فالمسألةُ تحتاج بعد الاستعانة بالله إلى حكمةٍ في التعامُل لا أقلَّ ولا أكثر.
ثم ما الذي يَمنعك من سؤال زوجك عن أسباب عدم رضاه عنكم،
لتعرفي إذا ما كان في الأمر تقصير أو أمور لم تتنبَّهي لها؟
وفي حال لم يُخبرك ولم تَخرجي منه بنتيجة، فلك أن تتفقَّدي ذلك في نفسك
واهتمامك بنفسك وبيتك وخصوصًا فيما يهمُّ زوجك بالدرجة الأولى،
فلكلِّ زوج مفتاح للتعامل - كما يُقال - تستطيع الزوجة أن تستخدمه لفتح المُغلق.
تفقدي علاقتك بالله، وأكثري مِن عمل الصالحات،
فكل ذلك من أسباب صلاح الأحوال وتفريج الهموم.
تناقَشي مع بعض صديقاتك المقرَّبات ممن تلمسين فيهنَّ صلاحًا
وفهمًا فلعلهنَّ يلمسْنَ ما لَم نلمسه.
فرَّج الله همَّكم، وأصلح حالكم
أ. لولوة السجا
السؤال
♦ الملخص:
امرأة تشكو من عصبية زوجها الشديدة، مما جعَلها تخاف هي والأولاد
منه كثيراً، وتسبَّب ذلك في تدمير نفسيتها، وتسأل: ماذا تفعل؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأة متزوِّجة منذ (16) عامًا، لا يوجد تفاهُم بيني وبين زوجي،
وأخاف منه خوفًا شديدًا؛ بسبب عصبيته الشديدة.
كلُّ ما يُفكِّر فيه زوجي أنني يجب أن أكون ذليلة له، فلا يعلو صوتي
على صوته، ولا أختلق المشاكل، ويطلب مني أن أتكلَّم معه؛
وذلك لأني صامتة في معظم الأحيان، ويقول:
إنه لا يشعر بي، ولذلك لستُ شيئًا مهمًّا في حياته.
زوجي ليس مقصِّرًا معنا في أي أمر مِن الأمور المادية؛ فهو يوفِّر لنا كل شيء،
لكننا نحتاج أنا وأولادي إلى حنانه فقط، نحتاج منه أن يتحاوَرَ معنا،
فقد صرنا نخاف منه كثيرًا، لأنه لا يعرف إلا لغة الأوامر فقط.
لا أعرف كيف أتعامل معه، فقد تعبتُ مِن محادثة نفسي طوال الوقت،
حتى أصبتُ بوساوس كثيرة، ولم تعدْ لديَّ ثقة في نفسي ألبتة،
وصارتْ شخصيتي ضعيفة.
أحبُّ زوجي، ولكني تعبتُ مِن تسلُّطه وسيطرته، ودائمًا يقول لي:
إن الحب ليس كلمة بل هو أفعال، والمشكلة أنني مهما فعلتُ لا يُعجبه شيء،
فصرتُ أتجنبه لكثرة غضبه، ولأنه سريع الغضب، فإذا غضبَ تمنَّيتُ
أن تنشقَّ الأرض وتبتَلعني أهون مِن ضربه وسبِّه وكلامه الجارح.
للأسف أشعر أني مدمَّرة نفسيًّا، فأنا أحاول أن أسعدَ زوجي،
لكن لا أعرف كيف أُسعده؟ أتمنى أن أجد لديكم حلًّا لما أنا فيه.
وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه،
أما بعدُ:
في الحقيقة أنا أرى أن (١٦) سنة من الزواج كافية لأن تفهمي زوجك،
وتَعرفي ما الذي يحبُّه وما الذي يكرهه إلى غير ذلك، فهل من المعقول أنكِ
إلى الآن لم تتعرَّفي على أسباب غضبه فتجتنبيها،
أو أنه شخص غضوب يغضَب على كل شيء؟
حسنًا، أنت قلت: إنكِ تواجهين المشكلة بالصمت! والصمتُ حقيقة
ليس ممدوحًا على كل حال؛ حيث إن بعض الأزواج يفهم أن صمت المرأة
إنما هو في الحقيقة علامة عدم رضا وتذمُّر من الشخص المقابل، لذلك أطلب منك
إذا ما غضبَ وأحدث لكم مشاكل في البيت أن تتجاهلي ذلك،
وكأنَّ شيئًا لم يَحدث، فبمجرَّد أن تبدأ المشكلة تحدثي معه،
اختلقي أي موضوع مناسب لقطع الطريق عليه، لئلا يواصل غضبه وثورته،
واستخدمي الكلمات الحانية، والتي من شأنها أن تُشعره برجولته
وبحِرصك على رضاه؛ مثل: (حاضر، ولا يهمك، أهم شيء رضاك، وأمثال ذلك)،
وبطبيعة الحال الأمر يحتاج إلى صبر وتحمُّل وتغافُل.
افعلي ذلك طاعة لله أولًا، ثم لتَختصري الطريق وتُريحي نفسك مِن العناء
والمكابدة الناتجة عن توتُّر العلاقة، ولا يَغيبُ عنك فضل وأجر ذلك؛
فأنت تتعاملين مع زوج جعَل الله له مكانة،
ووعد المرأة بالجنة إن أحسنَت في تبعُّلها لزوجها.
حتى وإن كنتِ مُقتنعةً بخطأ تصرُّفه وعدم وجود ما يستحق الغضب؛
فالمسألةُ تحتاج بعد الاستعانة بالله إلى حكمةٍ في التعامُل لا أقلَّ ولا أكثر.
ثم ما الذي يَمنعك من سؤال زوجك عن أسباب عدم رضاه عنكم،
لتعرفي إذا ما كان في الأمر تقصير أو أمور لم تتنبَّهي لها؟
وفي حال لم يُخبرك ولم تَخرجي منه بنتيجة، فلك أن تتفقَّدي ذلك في نفسك
واهتمامك بنفسك وبيتك وخصوصًا فيما يهمُّ زوجك بالدرجة الأولى،
فلكلِّ زوج مفتاح للتعامل - كما يُقال - تستطيع الزوجة أن تستخدمه لفتح المُغلق.
تفقدي علاقتك بالله، وأكثري مِن عمل الصالحات،
فكل ذلك من أسباب صلاح الأحوال وتفريج الهموم.
تناقَشي مع بعض صديقاتك المقرَّبات ممن تلمسين فيهنَّ صلاحًا
وفهمًا فلعلهنَّ يلمسْنَ ما لَم نلمسه.
فرَّج الله همَّكم، وأصلح حالكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق