التعامل مع النمّام
السؤال
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
) لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا،
وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث،
يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ).
سؤالي: هل عليّ ذنب أو إثم إذا قاطعت أحد الأقارب عندما علمت
من شخص أن هذا القريب تكلم عني في غيبتي بسوء؟
الإجابة
أرجو إفادتي بما عليّ فعله: هل أكلمه وكأن شيئًا لم يكن، أم أقاطعه؟
مع العلم أننا نتقابل كثيرًا، ولو كان عليّ ذنب، فماذا أفعل كي يغفر لي ربي،
ويسامحني؟ جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه،
ومن والاه، أما بعد:
فقد أذنب ذنبًا عظيمًا من أخبرك بغيبة ذلك الشخص لك؛ لأن إخباره لك
بالغيبة، يعتبر نميمة، وهي من كبائر الذنوب، وتدل على خبث صاحبها،
وسوء طويته، فالواجب على ذلك الذي بلغك أن يتوب إلى الله تعالى، وقد بينا
خطورة النميمة، وموقف المسلم من النمام، وحكم هجر الأخ فوق ثلاث في
والذي نوصيك به الآن: عدم تصديق ذلك النمام، وأن تسلكي معه ما ذكره
أهل العلم في حق التعامل مع أضرابه من المفسدين،
قال النووي في الأذكار:
كلُّ مَنْ حُمِلت إليه نميمة، وقيل له: قال فيك فلان كذا، لزمه ستة أمور:
الأول: أن لا يصدقه، لأن النَّمامَ فاسقٌ، وهو مردود الخبر.
الثاني: أن ينهاه عن ذلك، وينصحه، ويقبّح فعله.
الثالث: أن يبغضَه في الله تعالى، فإنه بغيض عند الله تعالى،
والبغضُ في الله تعالى واجب.
الرابع: أن لا يظنّ بالمنقول عنه السوء؛ لقول الله تعالى:
{ اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظنّ }
الخامس: أن لا يحملَك ما حُكي لك على التجسس،
والبحث عن تحقيق ذلك، قال الله تعالى:
{ ولا تَجَسَّسُوا }.
السادس: أن لا يرضى لنفسه ما نهى النمّامَ عنه، فلا يحكي نميمته. اهـ.
وبهذا تعلمين أنه لا ينبغي لك أن تظني بذلك الشخص الذي قيل لك:
إنه اغتابك سوءًا، ولا أن تكلميه في الأمر.
والله تعالى أعلم.
المصدر إسلام ويب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق