الخميس، 16 يناير 2020

كيف تحيا مطمئناً؟

كيف تحيا مطمئناً؟
كلما نقص توحيد العبد ، وضعف توكله = اشتدت فاقته، وقويت حاجته ،

وعظم قلقه على رزقه وحياته ،وحياة أولاده من بعده .

وكلما ازداد توحيده ،وكمل توكله ، وعرف أن نواصي العباد بيد ربه ،

وأنه لا يملك الضر والنفع إلا رب العالمين = اطمأنت نفسه ، وانشرح

صدره، ولم يبق للعباد في قلبه مكانا لخوفهم أو لرجائهم ،

وعلم أن أعظم ما تستجلب به الأرزاق ، وتستدفع به البلايا =

هو طاعة الله عز وجل .

ويبقى بعد ذلك فعله للأسباب لا للاعتماد عليها بل لأن الله أمره بها .

لما أحاط المشركون بالنبي( صلى الله عليه وسلم ) وصاحبه إحاطة كاملة

= قال له ما ظنك باثنين الله ثالثهما .

ولما كذب قوم عاد نبيهم هودا (عليه السلام ) قال لهم متوكلا ومتحديا

{مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ

إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها

إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ }

وقال ابن القيم في الفوائد :

"على قدر قيام العبد بالأوامر = يحصل له اللطف عند النوازل .

فإن كمل القيام بالأوامر ظاهرا وباطنا = ناله اللطف ظاهرا وباطنا .

وإن قام بصورها دون حقائقها= ناله اللطف في الظاهر ،

وقل نصيبه من اللطف في الباطن .

فإن قلت: وما اللطف الباطن ؟

هو ما يحصل للقلب عند النوازل من السكينة والطمأنينة ،وزوال القلق

والاضطراب والجزع ... فهذا اللطف الباطن ثمرة تلك المعاملة الباطنة

يزيد بزيادتها وينقص بنقصانها " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق