هل وصلك هذا الخبر العظيم؟
{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ }
، ويوم التلاق، ويوم التناد، ويوم الدين، والطامة الكبرى، والصاخة،
والآزفة، والحاقة، والقارعة، واليوم الحق؟!
أخي المسلم، أختي المسلمة، لنقرأ هذه الآيات والأحاديث التي تبين لك صفة
يوم القيامة الذي سيأتينا جميعًا بلا شك؛ لنعلم ماذا ينتظرنا من الأهوال:
قال الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ }
[الحج: 1].
وقال سبحانه:
{ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ }
[المعارج: 4].
وقال عز وجل:
{ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا * السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ }
[المزمل: 17، 18].
وقال تبارك وتعالى:
{ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ *
لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ }
[عبس: 34 - 37].
وعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((تُدنى الشمس يوم القيامة من الخلق، حتى تكونَ منهم كمقدار ميل، فيكون
الناس على قدر أعمالهم في العرق؛ فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من
يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يُلجِمُهُ العرق
إلجامًا، وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه))؛
[رواه مسلم (2864)].
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((﴿ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ حتى يغيبَ أحدهم في رَشْحِهِ
إلى أنصاف أذنيه))؛ [رواه البخاري (4938)، ومسلم (2862)].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهبَ عرقهم في الأرض سبعين ذراعًا،
ويُلجِمهم حتى يبلغ آذانهم))؛ [رواه البخاري (6532)، ومسلم (2863)].
وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((تدنو الشمس يوم القيامة على قدر ميل، ويُزادُ في حرها كذا وكذا، يغلي
منها الهامُّ كما تغلي القدور، يعرقون فيها على قدر خطاياهم؛ منهم من يبلغ
إلى كعبيه، ومنهم من يبلغ إلى ساقيه، ومنهم من يبلغ إلى وسطه، ومنهم
من يلجمه العرق))؛ [رواه أحمد (22186)، وقوَّى إسناده الأرنؤوط].
وعن عبدالله بن مسعود في قوله: ﴿ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ قال:
((يمكثون أربعين عامًا رافعي رؤوسهم إلى السماء، لا يكلمهم أحد، قد ألجم
العرق كلَّ برٍّ وفاجر))؛ [رواه ابن جرير في تفسيره (24/ 191)، وله عدة
طرق عن ابن مسعود، وصححه ابن حجر في "المطالب العالية" (4539)].
وأشد ما في القيامة المرور على الصراط؛ قال الله تعالى:
{ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا *
ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا }
[مريم: 71، 72].
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((... ثم يُؤتَى بالجسر فيُجعل بين ظهري جهنم، قلنا: يا رسول الله، وما
الجسر؟ قال: مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ، عليه خطاطيف وكلاليب، المؤمن عليها كالطَّرف
وكالبرق وكالريح، وكأجاويد الخيل والركاب؛ فناجٍ مُسَلَّم، وناجٍ مخدوش،
ومكدوس في نار جهنم، حتى يمر آخرهم يُسحب سحبًا ...))؛
[رواه البخاري (7439)، ومسلم (183)].
وعن أبي هريرة وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال:
((... تُرسل الأمانةُ والرَّحِم، فتقومان جَنَبَتَي الصراط يمينًا وشمالًا، فيمر
أولكم كالبرق، ثم كمرِّ الريح، ثم كمر الطير، وشد الرِّجال، تجري بهم
أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط يقول: ربِّ سلِّم سلم، حتى تعجز أعمال
العباد، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفًا، وفي حافتي الصراط
كلاليبُ معلقةٌ مأمورة بأخذ من أُمِرت به؛ فمخدوش ناجٍ، ومكدوس
في النار))؛ [رواه مسلم (195)].
فيوم القيامة يوم عسير، يصيب الناس فيه من الكرب والبلاء ما لا يطيقون
ولا يحتملون، ومن خاف يوم القيامة في الدنيا، واستعد له بالأعمال الصالحة
- وقاه الله شره؛ كما قال سبحانه:
{ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا *
فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا }
[الإنسان: 10، 11].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((سبعةٌ يُظلُّهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في
عبادة ربه، ورجل قلبه معلَّق في المساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا
عليه، وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف
الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل
ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه))؛ [رواه البخاري (660)، ومسلم (1031)].
فنسأل الله أن يعيذنا من ضيق المقام يوم القيامة، وأن يظلنا في ظل عرشه
يوم لا ظل إلا ظله، وأن يحاسبنا حسابًا يسيرًا، وأن يثبتنا في الدنيا على دين
الإسلام، وفي الآخرة على الصراط، وأن يتمم نورنا ويغفر لنا ويرحمنا،
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
الاثنين، 26 أكتوبر 2020
هل وصلك هذا الخبر العظيم؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق