قاضي الأطفال!
قديماً قالوا: قاضي_الأطفال شنق حالو!!
كناية عن صعوبة الحكم في مسألة طرفيها أطفال ( أو من في حكمهم )
كون الأطفال انفعاليين، ويكون كلاهما الظالم والمظلوم بنفس الوقت !
منذ عدة أيام تشاجرت لانا بنتي 7 سنوات مع أزهر ابني 5 سنوات، بعد أن
استفز أزهر لانا لعدة مرات وبشدة (حسب وصف لانا فيما بعد)، فما كان من
لانا إلا أن تهجم عليه وتخمشه من ظهره بأصابع يدها كلها، لتحدث في ظهره
عدة خدوش مؤلمة وواضحة (مع أن لانا في قمة اللطف ولكن يبدو أن أزهر
استفزها لأبعد حد كعادة الإخوة الذكور)...
صرخ أزهر وبكى بشدة وهرع إليً وإلى والدته (هيئة المحكمة)
يشتكي لانا ...
لانا اعتصمت في الغرفة نادمة خائفة مما اقترفته يديها ...
طبعاً كان شكل الخدوش على ظهر أزهر مرعب ومؤثر لنا كابوين ...
حاولت أن أثبت انفعالياً كأب وطلبت من زوجتي التروي
لإيجاد حل عقلاني لهذه القضية ...
قاضي الأطفال ضبط حالو
ساعدت أزهر على التوقف على البكاء بتخفيف ألم الخدش
وَ احتضانه وَ .. إلى آخره
ثم طلبت طرفي القضية (لانا وأزهر) إلى المحكمة
(أنا والأم) واستمعنا لكليهما ..
واتفقنا أن ما فعلته لانا خطأ أكبر من خطأ أزهر ...
لذلك كان الحكم (ولانا تعشق الرياضيات والحساب) أن كل 1 سم من خدش
أزهر تنحرم لانا دقيقة واحدة من اللعب على الآيباد لتعطيها لأزهر
(علماً أن وقت الآيباد اليومي محدد لكليهما، وأزهر يعشق الآيباد) ...
بعد نطقي بالحكم توقفت لانا عن الشعور بالذنب والخوف من ردة فعلنا،
توقف أزهر عن البكاء والتظـلّم ..
وبدأنا بحساب طول الخدوش ... (ليعمل عندهم المنطق بدلاً من الانفعال)
ليكون مجموع السنتميترات يعادل عدد الدقائق التي ستعطيها لانا لأزهر
ليلعب بها بالآيباد ...
قبل الجميع بالحكم .......ورُفعت الجلسة !
وكان ما حصل درس للانا ألا تُستفز، وألا تسمح لأحد باستفزازها كيلا تخطأ
خطأ أكبر، وهذا ما أخبرتها به كي تتعلمه مدرس لحياتها كله، أما أزهر
فكانت عقوبة لانا له تكفيه ، وخاصة أننا لم نرَ ما فعله بها
قاعدة مهمة لكل أب وأم: أن يكون كل شيء بقدر أمام أطفالك
ذلك عصب_التربية
-----------------------
د. ملهم الحراكي
الأحد، 25 أكتوبر 2020
قاضي الأطفال!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق