وصايا ايمانية
الشوق
كيف حال شوقكم إلى ربكم ؟
وهذا السؤال يهدف إلى تشخيص الحال ، لأننا لا يمكن أن ننال هذه الجوائز ،
وطاقتنا الإيمانية قد نضبت ، والشحن
الإيماني يبدأ من هذا الشوق ، من هذه الوقفة .
كانت عثامة بنت بلال بن أبي الدرداء قد كف بصرها ،
وكانت متعبدة فدخل عليها ابنها يوما وقد صلى فقالت: صليتم
يا بني؟ قال نعم فقالت:
أعثام مالك لاهية
حلت بدارك داهية
ابكِ الصلاة لوقتها
إن كنت يوما باكية
وابكي القرآن إذا تلى
قد كنت يوما تالية
تتلينه بتفكر
ودموع عين جارية
لهفي عليك صبابة
ما عشت طول حياتيه .
فهل نبكي الصلاة لوقتها ؟
هل نبكي القرآن ؟
هل نبكي على فوات التدبر ؟
ما الذي يشغلك عن الله تعالى ؟؟؟
والمصيبة أن تكون لا تشعر ولا تهتم بحالك مع ربك !!!
يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر : " أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة.
وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة، كالفرح بالمال الحرام، والتمكن من الذنوب
.ومن هذه حاله، لا يفوز بطاعة.
فأول عقوباتهم، إعراضهم عن الحق شغلاً بالخلق.
ومن خفي عقوباتهم، سلب حلاوة المناجاة، ولذة التعبد.
إلا رجال مؤمنون، ونساء مؤمنات، يحفظ الله بهم الأرض، بواطنهم كظواهرهم، بل أجلى،
وسرائرهم كعلانيتهم، بل أحلى، وهممهم عند الثريا، بل أعلى. إن عرفوا تنكروا، وإن رئيت لهم كرامة، أنكروا ،
فالناس في غفلاتهم، وهم في قطع فلاتهم، تحبهم بقاع الأرض، وتفرح بهم أملاك السماء ،
نسأل الله عز وجل التوفيق لاتباعهم، وأن يجعلنا من أتباعهم.
فهل أنت منهم ؟؟
تشخيص حالك ينبئ بالخطر ، فتعالوا سريعا للعلاج فلم يعد هناك وقت للكلام ولا للراحة .
فخذ هذه واستمسك بها : الشوق يبدد حجاب الشهوة :
كان داود الطائي يقول: همك عطل علي الهموم ، وخالف بيني وبين السهاد. وشوقي إلى النظر إليك أوبق مني الشهوات.
الاثنين، 26 أكتوبر 2020
الشوق
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق