الهدية من الحبيب
من أقوال أ. وجدان العلي
للهدية من حبيبٍ أثرها النافذ في أحناء النفس، كأنها بوابة القلب للإطلالة
على موسم الطفولة الأول بفرحه المتجدد، وفراشاته المضيئة الملونةِ في
شِعاب الروح=واستبقاءٌ لكلمة الحب نقيةً من أثَرَةِ النفس، صافيةً من شوائب
الدنيا الفانية=ورسالةٌ تنطق عن صاحبها: أحبك، وكل ما أريده أن تكون
سعيدًا! ويظل عمل هذه الهدية في النفس متناميًا بخفقات الحب والامتنان
التي لا تنتهي إلا بآخر خفقة في الصدر. كثيرًا ما أقف بين يدي تلك اللوحة
الإنسانية المعلقةِ على جدار الوجود؛ لأنفذ منها إلى مشهد الإحسان الإلهي،
وتلمُّسِ تجلِّيَاتِ اسمه تعالى: "الأول"، متدبرًا في كرمه السابق قبل البدء،
وإحسانه الموصول إلى العباد كُلِّهِم، وهو يعلم خَبْءَ نفوسِهِم قبل خلقهم،
ويُطْعِمُ عبدَه ويَغذوه بنعمه، يستوي في ذلك أجحد الناس لربه ، وأعبدهم له!
فأعي تلك السجدة الضارعة لأعلمِ الخلق به وأشدهم له خشية صلى الله عليه وسلم
وهو ساجدٌ ضارعٌ يناجي رب العالمين:.. لا أحصي ثناء عليك أنت كما
أثنيت على نفسك! وأَعلمُ أن عمر الإنسان كله في كلمتين اثنتين، يقولهما
العارف بنعمة ربه عليه، مُطْرِقًا، حافِيَ القلب:
"أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي"!
الجمعة، 30 أكتوبر 2020
الهدية من الحبيب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق