روائع الإعجاز النفسي (73)
هل يمكن قراءة أفكار الآخرين؟
هل سيأتي ذلك اليوم عندما يتمكن العلماء من معرفة ما يفكر به الإنسان،
أو يخفيه ولا يريد أن يظهره للناس؟ هكذا يأمل العلماء ولكن ما هي
الحقيقة؟ لقد تمكن العلماء في بريطانيا وألمانيا واليابان من قراءة الدماغ
وما يفكر به الإنسان! وقد استخدموا جهاز المسح الذي يعمل بالرنين
المغنطيسي (fMRI)، بعد إجراء العديد من التجارب المذهلة.
فقد قاموا بسؤال أحد الأشخاص سؤالاً يحتمل الإجابة بنعم أو لا، وكان جهاز
المسح المغنطيسي دائماً يظهر المنطقة الخاصة بالجواب من الدماغ. فإذا
كان الجواب (نعم) فإن منطقة محددة في الدماغ ستنشط وعلى الفور
يكتشف الجهاز هذا النشاط، وإذا كان الجواب (لا) فإن منطقة أخرى
في الدماغ ستنشط وسوف يرصدها جهاز المسح.
وتظهر الصور الملتقطة للدماغ بواسطة جهاز المسح المغنطيسي كيف أن
أماكن محددة تنشط في الدماغ أثناء تفكير الإنسان بشيء ما، وأن كل منطقة
مختصة بنوع من أنواع الأفكار، وعندما نطرح على الإنسان مثلاً سؤالاً:
هل تحب هذا الشخص أم لا؟ فإن الجهاز يرصد لنا المنطقة المسؤولة عن
الجواب بنعم أم لا قبل أن يتكلم وبمجرد أن يبدأ التفكير بالجواب يكون
الجهاز قد رصد الجواب وأظهر لنا على شاشة الكمبيوتر المنطقة المتوهجة
من الدماغ والتي نستطيع من خلالها معرفة الجواب!! طبعاً باستخدام
برنامج محدد لهذا الغرض.
ولذلك فإن هذا الجهاز يستطيع أن يخبرك بما تفكر به!! ولكن التجارب
لا زالت في بداياتها، والسؤال: هل يمكن للعلماء أن يصلوا في يوم من الأيام
إلى معرفة كل ما يفكر به الإنسان؟
يقول البرفسور Colin Blakemore يجب ألا نتفاءل كثيراً في هذه
المرحلة، لأن التجارب لا تزال في بداية الطريق. ولكن علماء آخرين
يقولون إننا سنتمكن من قراءة أفكار ونوايا الناس ومعرفة عواطفهم
وما يخططون له!
وعلى كل حال أخي القارئ لا أعتقد أن هذه التجارب ستتطور كثيراً،
لأن الله تعالى يقول:
{ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ }
[غافر: 19].
وهذه الآية تؤكد أن الأشياء الخفية في نفس الإنسان لا يعلمها إلا الله
تعالى، ولكن قد تتطور التقنيات ويتمكن العلماء من قراءة بعض الأفكار
البسيطة في دماغ الإنسان، ولكن لن يتمكنوا مثلاً من معرفة عقيدة الإنسان.
من كتاب روائع الإعجاز النفسي
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل
الأحد، 14 فبراير 2021
روائع الإعجاز النفسي (73)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق