القواعد الحسان في الاستعداد لرمضان (12)
الشاهد من مطالعة فضائل الأعمال ، سواء في فضائل الأعمال أو الأقوال ،
من شأنها أن ترغب الإنسان في تلك الأقوال وفي تلك الأفعال
يبقى بعد ذلك دورهُ في التفاعل مع هذه الفضائل حتى يصل إلى مرتبة
اليقين فيما عند الله تبارك وتعالى
ومن ما ورد من الحث على إغتنام مواسم الطاعات في العمر
ما روي عنه صلى الله عليه وسلم مرفوعاً
( اطْلُبُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ
، فَإِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ،
وَسَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ وَيُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ )
أو
( أطلبوا الخير مدة عمركم )
وفي الطبراني أيضا ، من حديث محمد بن مسلمة مرفوعا بسند صحيح قال ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إن لله في أيام دهرة نفحات فتعرضوا لها فلعل أحدكم أن تصببه
نفحة فلا يشقى بعدها أبدا )
صحيح الجامع
طول أيام العمر أسعى في طلب الخير ، لا تكن مشغولا إلا في طلب طاعة
أوهروب من معصية
قال ابن رجب رحمه الله
وجعل الله سبحانه وتعالى لبعض الشهور فضلاً على بعض،
كما قال تعالى:
{ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ }
وقال تعالى:
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}
إذا .. لله في أيام السنة نفحات .. ونفحات ، جمع نفحة : وهي زيادة الخير
التي تأتي من الكريم ولا تكون كمثيلات أفعاله الأخريات
فالكريم غالبا حين ينفق مثلا يتصدق غالب صدقاته لا تقل صدقة عن ١٠
دراهم، لكن هذا الكريم له في بعض أوقاته عمره ، مثلا في رمضان
أو أوقات الحج وأو أوقات الصوم أقل صدقة ينفقها ١٠٠ درهم
وهؤلاء الفقراء يعلمون أن هذا الكريم له نفحات أوقات معينه يزداد فيها
كرما ، فيتعرضون له وأنتم تجدون أن حشود الفقراء والمساكن يحتشدون
أمام المساجد في أواخر شهر رمضان .. لماذا؟! يعلمون أن الكرماء تفيض
أريحيتهم بكثير من الصدقات ، بخلاف الأيام العادية في السنة
لا تجد فقراء أمام المساجد
☝ ولله المثل الأعلى ..
كذلك الله عز وجل له في بعض أيام دهره نفحات .. أي مواطن ومواقع يجود
فيها الله عز وجل جودا وكرما ومنة وفضلا مالا يجود في غيره من المواسم
اللهم إنا نسألك من فضلك ، اللهم إنا نسألك أن تستر عوراتنا وتُأَمن روعاتنا
لكن الكريم في الدنيا الذي ينفق وينثر دراهمه ، هذة الدراهم التي تنثر تقع
حيثما وقعت في يد أي أحد وقعت في يده. لكن نفحات الله عز وجل لا تقع
إلا على المستحقين ، ولو أدنى استحقاق ولكن لابد أن يكون هناك ذلك الأدنى
من الاستحقاق أو سبب لوصول تلك النفحات للعبد المحسن ولكن غير
المتعرض تماما لنفحات الله عز وجل في رمضان ، لا يمكن أن تتنزل عليه ،
فلا يمكن أن تتنزل على المخمورين ، على الذين يمارسون الزنا عياذا بالله
في ليلة القدر مثلا كيف يمكن أن يحصل ذلك ، إذا كان أهل الإيمان يشكون
في حصولهم على الثواب أصلا ، فكيف بهؤلاء المطرودين والمبعدين ؟
وهذا كله مآلا ومصيراً إلى أن الله عز وجل حكيم يضع الأمور في نصابها
ولا يظلم ربك أحدا، وما في هذه المواسم الفاضلة موسمٌ إلا ولله تعالى فيه
وظيفة من وظائف طاعته، يُتقرَّب بها إليه، ولله فيه لطيفة من لطائف
نفحاته، يصيب بها من يعود بفضله ورحمته عليه، فالسعيد من اغتنم
مواسم الشهور والأيام .
وفي مسند الإمام أحمد عن عقبة بن عامر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
( ليس من عمل يوم إلا يُختم عليه )
ما من يوم يمضي عليك إلا يختم عليه،
أي لا سبيل إلى إصلاح ما فاتك ولا تدارك ما انفرط منك
فالأيام التي تمضي عليك ليست دفاتر حسابات موضوعة على الأرفف
تستطيع أن تنزلها وتعدل فيها ما تشاء
إنما هي أعمال يختم عليها، ولا سبيل إلى تداركها
لازم هذا المعنى أنه إذا كان ليس لديك الفرصة في تدارك ما فاتك ،
فاحرص على تدارك ما سيأتي عليك لأن الذي يأتي عليك الآن ولا شك أنه
بعد قليل سيكون فائتاً لا يُتدارك ، فاحرص على إصلاحه واحرص على
تداركه، واحرص على اغتنام ما فيه ، حتى لا ينقضي ثم بعد ذلك تندم
على ما انقضى وفرط منك
واعلم رحمني الله وإياك..
أن معرفة فضل المواسم يكون بمطالعة ما ورد فيها من فضل وبما يحصل
للعبد من الجزاء إذا اجتهد. لكن هاهنا نقطة، وهو أن معرفة فضل هذه
المواسم لا يمكن أن يتأتى ، لا يمكن أن يستشعر الإنسان فيها بالفضل
الحقيقي ، إلا بأن يعمل بمقتضاها وإن كان متجردا من معرفة فضلها
بمعنى أن عندك خبر بفضيلة قيام الليل أو صيام النهار ، فعلى قدر إيمانك
بأن الله عز وجل يحب هذا العمل تفزع لهذا العمل وتفعله
أما إن لم يكن في علمك ثوابات معينة لهذا العمل وهذة الطاعة، فإن إجتهادك
في هذا العمل مع قطع طمعك عن فضيلتها سيؤدي بك مع الله تبارك
وتعالى إلى أن يلهمك الله عز وجل في هذه الطاعة من صنوف المعارف
والفضائل واللذات والفرحة والطمأنينة والسكينة بفعل هذه الطاعة ،
ما لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى
كما ذكرنا قبل ذلك في قضية مطالعة الأسماء والصفات، أن مطالعتها تحتاج
إلى تفاعل وإلى صبر. قد تتضرع لله بإسم أو صفة من الصفات ولا يحضر
القلب ، وسنتحدث بإذن الله في طريقة تحصيل ثمرة ذكر الله عز وجل
ونذكرها هنا للمناسبة
فبعض الناس قد يذكر الله أو لنقل يطيع الله ، يصوم يصلي، يذكر الله يقرأ
القرآن ، ولكن قلبه لا يحضر فما العلاج ؟! ابن القيم يذكر من طرق تحصيل
الثمرة او حضور القلب في (تهذيب مدارج السالكين) الإستمرار ومجاهدة
النفس عليها :
عكوف القلب بكليته على الله عز وجل، لا يلتفت عنه يمنة ولا يسرة، فإذا
ذاقت الهمة طعم هذا الجمع اتصل اشتياق صاحبها، وتأججت نيران المحبة
والطلب في قلبه... فما ألقت عصا السير إلا بين يدي الرحمن تبارك وتعالى،
فسجدت بين يديه سجدة الشكر على الوصول إليه، فلم تزل ساجدة
حتى قيل لها
{ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴿٢٧﴾ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً
﴿٢٨﴾ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ﴿٢٩﴾ وَادْخُلِي جَنَّتِي}
الفجر: 27-30،
ثم يقول:
وهكذا يجد لذة غامرة عند مناجاة ربه وأنسًا به وقربًا منه حتى يصير كأنه
يخاطبه و يسامره، ويعتذر إليه تارة ويتملقه تارة ويثني عليه تارة حتى يبقى
القلب ناطقًا بقوله: (أنت الله الذي لا إله إلا أنت) من غير تكلف له بذلك بل
يبقى هذا حالاً له ومقامًا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه )
فالاستمرار في الطاعة مع عدم حصول الثمرة وحضور القلب والاستمرار
فيها والمجاهدة والتعرض لرحمة الله وإثبات أنك لا تطيع إلا لأنك تريد طاعة
الله عز وجل سبب قوي لحصول الثمرة المرجوة من هذة العبادة وهذة
الطاعة ، فيسجد قلبك لله سجدة لا يقم منها إلا يوم القيامة
وكما ذكرنا أن بعض الناس قد يصلي ، ولا يجد ثمرة للصلاة، فينقطع
هذا دليل على أنه لا يريد أن يتعب لله تبارك وتعالى التعب الذي يستجلب
الثمرة، ولكن السبيل الصحيحة أنه لا ييأس ، وأن يستمر في طاعته منطرحا
مستحضرا نفسه كأنه واقف بباب الله تبارك وتعالى يطلب منه الفتح والولوج
ويطلب منه الإنعام والستر .. فمثل هذا الإجتهاد هو الحري بأن يدخل الإنسان
في زمرة الصالحين والمخلصين لله تعالى
يتبع بإذن الله
الشاهد من مطالعة فضائل الأعمال ، سواء في فضائل الأعمال أو الأقوال ،
من شأنها أن ترغب الإنسان في تلك الأقوال وفي تلك الأفعال
يبقى بعد ذلك دورهُ في التفاعل مع هذه الفضائل حتى يصل إلى مرتبة
اليقين فيما عند الله تبارك وتعالى
ومن ما ورد من الحث على إغتنام مواسم الطاعات في العمر
ما روي عنه صلى الله عليه وسلم مرفوعاً
( اطْلُبُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ
، فَإِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ،
وَسَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ وَيُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ )
أو
( أطلبوا الخير مدة عمركم )
وفي الطبراني أيضا ، من حديث محمد بن مسلمة مرفوعا بسند صحيح قال ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إن لله في أيام دهرة نفحات فتعرضوا لها فلعل أحدكم أن تصببه
نفحة فلا يشقى بعدها أبدا )
صحيح الجامع
طول أيام العمر أسعى في طلب الخير ، لا تكن مشغولا إلا في طلب طاعة
أوهروب من معصية
قال ابن رجب رحمه الله
وجعل الله سبحانه وتعالى لبعض الشهور فضلاً على بعض،
كما قال تعالى:
{ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ }
وقال تعالى:
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}
إذا .. لله في أيام السنة نفحات .. ونفحات ، جمع نفحة : وهي زيادة الخير
التي تأتي من الكريم ولا تكون كمثيلات أفعاله الأخريات
فالكريم غالبا حين ينفق مثلا يتصدق غالب صدقاته لا تقل صدقة عن ١٠
دراهم، لكن هذا الكريم له في بعض أوقاته عمره ، مثلا في رمضان
أو أوقات الحج وأو أوقات الصوم أقل صدقة ينفقها ١٠٠ درهم
وهؤلاء الفقراء يعلمون أن هذا الكريم له نفحات أوقات معينه يزداد فيها
كرما ، فيتعرضون له وأنتم تجدون أن حشود الفقراء والمساكن يحتشدون
أمام المساجد في أواخر شهر رمضان .. لماذا؟! يعلمون أن الكرماء تفيض
أريحيتهم بكثير من الصدقات ، بخلاف الأيام العادية في السنة
لا تجد فقراء أمام المساجد
☝ ولله المثل الأعلى ..
كذلك الله عز وجل له في بعض أيام دهره نفحات .. أي مواطن ومواقع يجود
فيها الله عز وجل جودا وكرما ومنة وفضلا مالا يجود في غيره من المواسم
اللهم إنا نسألك من فضلك ، اللهم إنا نسألك أن تستر عوراتنا وتُأَمن روعاتنا
لكن الكريم في الدنيا الذي ينفق وينثر دراهمه ، هذة الدراهم التي تنثر تقع
حيثما وقعت في يد أي أحد وقعت في يده. لكن نفحات الله عز وجل لا تقع
إلا على المستحقين ، ولو أدنى استحقاق ولكن لابد أن يكون هناك ذلك الأدنى
من الاستحقاق أو سبب لوصول تلك النفحات للعبد المحسن ولكن غير
المتعرض تماما لنفحات الله عز وجل في رمضان ، لا يمكن أن تتنزل عليه ،
فلا يمكن أن تتنزل على المخمورين ، على الذين يمارسون الزنا عياذا بالله
في ليلة القدر مثلا كيف يمكن أن يحصل ذلك ، إذا كان أهل الإيمان يشكون
في حصولهم على الثواب أصلا ، فكيف بهؤلاء المطرودين والمبعدين ؟
وهذا كله مآلا ومصيراً إلى أن الله عز وجل حكيم يضع الأمور في نصابها
ولا يظلم ربك أحدا، وما في هذه المواسم الفاضلة موسمٌ إلا ولله تعالى فيه
وظيفة من وظائف طاعته، يُتقرَّب بها إليه، ولله فيه لطيفة من لطائف
نفحاته، يصيب بها من يعود بفضله ورحمته عليه، فالسعيد من اغتنم
مواسم الشهور والأيام .
وفي مسند الإمام أحمد عن عقبة بن عامر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
( ليس من عمل يوم إلا يُختم عليه )
ما من يوم يمضي عليك إلا يختم عليه،
أي لا سبيل إلى إصلاح ما فاتك ولا تدارك ما انفرط منك
فالأيام التي تمضي عليك ليست دفاتر حسابات موضوعة على الأرفف
تستطيع أن تنزلها وتعدل فيها ما تشاء
إنما هي أعمال يختم عليها، ولا سبيل إلى تداركها
لازم هذا المعنى أنه إذا كان ليس لديك الفرصة في تدارك ما فاتك ،
فاحرص على تدارك ما سيأتي عليك لأن الذي يأتي عليك الآن ولا شك أنه
بعد قليل سيكون فائتاً لا يُتدارك ، فاحرص على إصلاحه واحرص على
تداركه، واحرص على اغتنام ما فيه ، حتى لا ينقضي ثم بعد ذلك تندم
على ما انقضى وفرط منك
واعلم رحمني الله وإياك..
أن معرفة فضل المواسم يكون بمطالعة ما ورد فيها من فضل وبما يحصل
للعبد من الجزاء إذا اجتهد. لكن هاهنا نقطة، وهو أن معرفة فضل هذه
المواسم لا يمكن أن يتأتى ، لا يمكن أن يستشعر الإنسان فيها بالفضل
الحقيقي ، إلا بأن يعمل بمقتضاها وإن كان متجردا من معرفة فضلها
بمعنى أن عندك خبر بفضيلة قيام الليل أو صيام النهار ، فعلى قدر إيمانك
بأن الله عز وجل يحب هذا العمل تفزع لهذا العمل وتفعله
أما إن لم يكن في علمك ثوابات معينة لهذا العمل وهذة الطاعة، فإن إجتهادك
في هذا العمل مع قطع طمعك عن فضيلتها سيؤدي بك مع الله تبارك
وتعالى إلى أن يلهمك الله عز وجل في هذه الطاعة من صنوف المعارف
والفضائل واللذات والفرحة والطمأنينة والسكينة بفعل هذه الطاعة ،
ما لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى
كما ذكرنا قبل ذلك في قضية مطالعة الأسماء والصفات، أن مطالعتها تحتاج
إلى تفاعل وإلى صبر. قد تتضرع لله بإسم أو صفة من الصفات ولا يحضر
القلب ، وسنتحدث بإذن الله في طريقة تحصيل ثمرة ذكر الله عز وجل
ونذكرها هنا للمناسبة
فبعض الناس قد يذكر الله أو لنقل يطيع الله ، يصوم يصلي، يذكر الله يقرأ
القرآن ، ولكن قلبه لا يحضر فما العلاج ؟! ابن القيم يذكر من طرق تحصيل
الثمرة او حضور القلب في (تهذيب مدارج السالكين) الإستمرار ومجاهدة
النفس عليها :
عكوف القلب بكليته على الله عز وجل، لا يلتفت عنه يمنة ولا يسرة، فإذا
ذاقت الهمة طعم هذا الجمع اتصل اشتياق صاحبها، وتأججت نيران المحبة
والطلب في قلبه... فما ألقت عصا السير إلا بين يدي الرحمن تبارك وتعالى،
فسجدت بين يديه سجدة الشكر على الوصول إليه، فلم تزل ساجدة
حتى قيل لها
{ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴿٢٧﴾ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً
﴿٢٨﴾ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ﴿٢٩﴾ وَادْخُلِي جَنَّتِي}
الفجر: 27-30،
ثم يقول:
وهكذا يجد لذة غامرة عند مناجاة ربه وأنسًا به وقربًا منه حتى يصير كأنه
يخاطبه و يسامره، ويعتذر إليه تارة ويتملقه تارة ويثني عليه تارة حتى يبقى
القلب ناطقًا بقوله: (أنت الله الذي لا إله إلا أنت) من غير تكلف له بذلك بل
يبقى هذا حالاً له ومقامًا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه )
فالاستمرار في الطاعة مع عدم حصول الثمرة وحضور القلب والاستمرار
فيها والمجاهدة والتعرض لرحمة الله وإثبات أنك لا تطيع إلا لأنك تريد طاعة
الله عز وجل سبب قوي لحصول الثمرة المرجوة من هذة العبادة وهذة
الطاعة ، فيسجد قلبك لله سجدة لا يقم منها إلا يوم القيامة
وكما ذكرنا أن بعض الناس قد يصلي ، ولا يجد ثمرة للصلاة، فينقطع
هذا دليل على أنه لا يريد أن يتعب لله تبارك وتعالى التعب الذي يستجلب
الثمرة، ولكن السبيل الصحيحة أنه لا ييأس ، وأن يستمر في طاعته منطرحا
مستحضرا نفسه كأنه واقف بباب الله تبارك وتعالى يطلب منه الفتح والولوج
ويطلب منه الإنعام والستر .. فمثل هذا الإجتهاد هو الحري بأن يدخل الإنسان
في زمرة الصالحين والمخلصين لله تعالى
يتبع بإذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق