القواعد الحسان في الاستعداد لرمضان (20)
رمضان بين الربح والخسران
إذاً..
تذاكرنا سابقا في قواعد استقبال شهر رمضان ، فذكرنا
1- بعث واستثارة الشوق إلى الله عز وجل ، وذكرنا عوامل بعث الشوق
إلى الله ، ومنها مطالعة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ، ومطالعة منن الله
عز وجل ونعمه والتحسر على فوات الأزمنة في غير طاعة الله ،
وتذّكر سبق السابقين وتخلفك مع القاعدين
2- معرفة فضل المواسم (مواسم الطاعة) ، ومنة الله فيها وفرصة العبد منها
3- تمارين العزيمة والهمة ، وذكرنا معنى تمارين العزيمة
وأهميتها وآثار السلف في علو الهمة
4- نبذ البطالة والبطالين
وبعون من الله عز وجل نتذاكر ما تبقى من القواعد..
القاعدة الخامسة
إعداد بيان عن عيوبك وذنوبك المستعصية
وعاداتك القارة في سويداء فؤادك لتبدأ علاجها
أعدد بيان بعيوبك لتبدأ علاجها جديا في رمضان ، وكذا إعداد قائمة
بالطاعات التي ستجتهد في أدائها لتحاسب نفسك بعد ذلك عليها.
ربنا تبارك وتعالى يقول:
{ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
{ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ }
ويقول الله أيضا
{ إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ }
والإحسان هو: الإتقان
وإتقان العمل هو: أن تستوفي كل أسبابه وشروطه ، وأن تنفي عن هذا العمل
كل الموانع بينك وبين تحصيل ثمرة العمل أو ثمرة الطاعة ..
قد يكون الإنسان عنده رغبة في التوبة والإنابة، وعنده رغبة في إخلاص
هذه التوبة ، وأن تكون توبة نصوح. فلابد أن يتوافق هذا الإخلاص وهذا
الصدق وهذه الرغبة الأكيدة في التوبة ، مع ما يبذله لتحصيل هذه التوبة
وإلا فإن الذي يدعي أنه يرغب في التوبة وأنه يريد أن يتوب توبة نصوح
لكنه بعيد كل البعد عن تحصيل وتوفير هذه التوبة النصوح فدعوته كاذبة
فالتوبه مدارها الإقلاع عن الذنوب، والإنخلاع عنها والندم منها، والعزم
على عدم العودة إليها
اعلم أن الذنوب والمعاصي والعيوب والآفات القلبيه مثلها مثل الأمراض
البدنية ، لا تختلف عنها في قليل أو كثير
واعلم أيضا أن الذي ينكر أنه عنده مرض من الأمراض
هذا لا سبيل إلى علاجه
الذي ينكر مثلا : أن عنده مرض السكري، لا يستطيع علاجه لأنه ينكر
حصول المرض أصلاً فكذلك الذي ينكر أن عنده معاصي مستعصية
أو عنده ذنوب وآفات راكزة في سويداء القلب الذي لا يعترف أن عنده آفات
وأمراض عظيمة في القلب تحتاج إلى علاج هل هذا يمكن أن يعاللج نفسه ؟!
مستحيل ..
مع تفاقم الأمراض ، وكثرة الذنوب والمعاصي، الإنسان يحتاج إلى أن
يحاسب نفسه حسابا دقيقا وبالذات في هذا العصر الذي تكثر فيه الذنوب
والمعاصي والفتن التي تعصف بالقلوب الإنسان إذا جلس يتوب توبة عامة
إلى الله من الذنوب والمعاصي هذا نرجوا أن يجزيء ،
ولكنه لن يجدي
✔ هو يجزيء..
ولكنه لن يجدي في الإقلاع عن الذنوب ..
لماذا ؟!
لأن مع أول بادرة ذنب من هذه الذنوب الخفية التي تأتي عليه إذا تعرض لها
، وهو ليس عنده حصانة من هذا الذنب سرعان ما يقع فيه .. لذلك لا تتعجب
أن بعض الناس إن لم نكن كلنا ، يعاني من ذنب مثلا مثل ذنب النظر إلى
المحرمات وهو إذا تاب توبة عامة، ولكنه مثلا لا يتوب من خائنة الأعين !!
نسأل الله لنا ولكم العافية
خائنة الأعين هذة مسألة أدق من مسألة النظر !!
خائنة الأعين هي:
أن ينتهز الإنسان النظرة يختلسها على حين غفلة من الناس
غافلا أن الله عز وجل يعلمها !!
{ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}
هو بين الناس لا ينظر ولكن إذا ما بدرت بادرة ورأى شيء يتبدى له وأتيح
له أن ينظر دون شعور من الناس نظر على حين غفلة من الناس !!
هذه لم يتب منها أو لم يستحضرها في حين التوبة
فمثل هذه العيوب والآفات كيف يكون علاجها ؟!
بأن تسقط بأن تقيد هذا الذنب أن يتعرف الإنسان ويستحضر الذنوب الكثيرة
التي يفعلها، يكتب الذنوب التي يفعلها سواء كانت ذنوب ظاهرة علانية
مستجهرة أو كانت ذنوب خفيه ذنوب لا يراها أحد ذنوب لا يعلمها
إلا الله تبارك وتعالى
وهذا الأمر له فائدة أخرى وهو أن الإنسان يستعظم الذنب ، وتعظم للإنسان
فداحة جرمه في جنب الله تبارك وتعالى وغفلة الإنسان وعِظم رجاءه في الله
عز وجل على حساب خوفه من الله، لا يحصل إلا حينما يغفل عن الذنوب
والمعاصي لذلك حال الإنسان في الدنيا أنه لا يتذكر إلا الحسنات ،
إنما السيئات كم يفعلها وكم من قبائح قارفها في جنب الله ونسيها
لكن الحسنات يتذكرها أنا أفعل وأفعل وأفعل أصلي وأتصدق
هذا حال الإنسان في الدنيا وهذا الذي يجعله يسرف في الرجاء تبارك
وتعالى، وبالتالي يدعوه إلى الإهمال في أمر التوبة وفي أمر الطاعة
لكن حينما يستعظم الإنسان الذنوب ، حينما يرى أن صحيفته ملأى بالذنوب ،
وحينما يرى أن قضية المعاصي عنده ليست هينة، تحتاج إلى بذل
وإلى مزيد عمل ومزيد طاعة هنا لن يتوالى ولن يقصر بل سيستمر
على عكس حال أهل الآخرة ، فهم يتذكرون المعاصي ندما على ما فرطوا
في جنب الله وأيضا أهل الآخرة من المؤمنين سينسون كل الحسنات
ويتذكرون المعاصي كما ورد في الأثر الصحيح أن الله عز وجل
( إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا،
أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ
أَنَّهُ هَلَكَ، قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ، فَيُعْطَى
كِتَابَ حَسَنَاتِهِ )
يدني الله عبده المؤمن فيطلعه على صغائر ذنوبه ، ويقرره بها يقول
ألم تفعل هذا الذنب ؟!
والرجل المؤمن مطرق مستحي من الله عز وجل معترف بهذة الذنوب
فيقول الله تبارك وتعالى : ألم تفعل ذنب كذا في يوم كذا
فيقول: إي ربي
فيقول فهذة سيئاتك أبدلتها حسنات، والرجل عنده كبائر أخرى لم يرها فيقول
يارب إن ثمة سيئات وذنوب لا أراها ها هنا ..
هنا فقط يتذكر سيئاته لأنه علم أنها ستنقلب حسنا..
الشاهد أن هذه الذنوب وهذه القبائح واجه بها نفسك ، وليس شرطا أن
تضعها في ملف، لا ، لا أقصد ذلك لكن المراد أنها تُدرك أو تُحصى
على أقل تقدير..
كما جاء في سنن الداري، عن ابن مسعود رضي الله عنه ، أنه دخل على
أناس يسبحون بالحصى حِلق في المسجد ، فقال لهم : عدوا سيئاتكم
وأنا ضامن على أن لا تضيع حسناتكم ..
أي الأجزى في حق الإنسان أن يعد سيئاته، لأن عد السيئات هو الذي
سيقوده قودا إلى كثرة الطاعات وإلى كثرة العبادات
يتبع بإذن الله
السبت، 3 أبريل 2021
القواعد الحسان في الاستعداد لرمضان (20)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق