أين نحن من ضمائرنا ؟ وأين هي منا؟
بقلم د/ نبيل جلهوم
وازع الضمير من منظوري وفي أبسط تعريفاته هو: محاسبة النفس
خاصة فيما يتعلق بما يقترفه الشخص نحو العباد - قريبًا كان أو بعيدًا –
من أكلِ حقوقهم، أو الكذب عليهم، أو السخرية منهم،
أو نقض المواثيق والعهود.
وازع الضمير:
وازع الضمير في حياتنا اليوم أصبحت أهميته وخطورته قد تكون أكبر
من الطعام والشراب؛ فالجوع والظمأ لن يؤثرَ فينا كما يؤثر موت ضمائر
البعض من الزملاء أو الجيران، أو ممن كنا نثق فيهم في شراكة
أو عمل أو غيره.
الضمير الحي:
إن الضمير الحيَّ الذي يُبنى على مفهوم محاسبة النفس على ما اقترفه
الشخص تجاه العباد، واستمرارية تقييم هذه النفس أولًا بأول بلا هوادة
ودون تراخٍ - سيؤدي حتمًا إلى إفراز منظومة عظيمة من السلوكيات
والفضائل الجميلة، التي تدفع الجميع نحو الاستقرار والأمان والخير،
والأخذ بأيدي الناس نحو تحقيق الأمن النفسي والارتقاء الروحي.
بل إن الضمير الحي ومخافة الله في السر كما في العلن من أهمِّ وسائلِ
النهضة بروحك أنت، وتحقيق الأمن النفسي لك، وارتقاء روحك،
ووصولك إلى رضا الله ومحبة الناس بما يعود عليك بالخير والكرامة.
خطورة انعدام الضمير:
لو انعدم الضمير لدى الناس، فإنه حتمًا ستنعدم كل مظاهر الخير والجمال
والسعادة، وسنُعدَم جميعًا التوفيق والسداد، وستقل البركة في الصحة
والعافية والمال والرزق، حتى لو كان ظاهرًا أمامنا غير ذلك، سيموت
ميتُ الضمير مرة كل يوم، بل وألف، ولن يرى السعادة في دنياه.
وبسبب ما يفعله بلا وازع، سينال غضبًا من ربه وبغضًا من عباده،
وسيخسر ثقة الناس فيه، ومن خسِرَ ثقة الناس فقد هوى.
لو انعدم الضمير، فإجمالًا سيفقد الشخص البركةَ من حياته،
ولن يهنأ بعَيْشٍ، ولن يرتاح له قلب، وسيبقى مشتتًا بين الناس
، لن يحترموه، ولن يشفقوا عليه، ولن يقفوا بجواره.
سارع إلى ضميرك، وتفقد أحواله، وأَعِدْ هيكلته، واعرضه على الكتاب
والسنة، وليحرص أحدنا على ألَّا يغشَّ روحه، ولا يغتر بنفسه،
وأن يكون من الصادقين؛ قال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }
[التوبة: 119].
الثلاثاء، 30 مارس 2021
أين نحن من ضمائرنا ؟ وأين هي منا؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق