وتدبروا(430)
{ هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ }
[الكهف:15].
لم اشترطت الآية برهانا واضحا على ما لا برهان له أصلا، بل البراهين كلها تدل على بطلانه؟
ذلك أن مراجعة القناعات السابقة صعب، وتحتاج تدقيقا من النفس التي قد تنخدع بالرضا
عن قناعاتها بشبهات التقليد وتبرير صعوبة الاعتراف بالخطأ، فلا يصل إلى الحقيقة بسبب أوهام البراهين التي لديه،
فإذا دقق في محاكمتها، تبين له بطلانها؛ ولذا طولبوا بالبرهان الواضح،
ليقودهم ذلك إلى اكتشاف عدم وجود أي برهان! وهذا كله يدعونا إلى الرفق في مجادلة أصحاب القناعات الباطلة،
فإن بينهم وبين الهداية أسوارا من أوهام البراهين غير البينة،
ومن خير ما يكشف حقيقتها لديهم أن يحاولوا هم أنفسهم التثبت من قوتها، ومن صحة الاستدلال بها.
الأحد، 28 مارس 2021
وتدبروا(430)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق