موسوعة المؤرخين (19)
أبو عمر الكندي
نسبه ونشأته
أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب بن حفص، التجيبي، الكندي (ولد سنة
283هـ / 896م)، عربي يمني من بني تُجِيب، من السَّكُون، من قبيلة كِنْدَة.
وتُجيب مقاطعة في اليمن سميت بها هذه القبيلة كما ذكر صاحب القاموس
المحيط. وقبيلة كندة عرفت في مناطق من الجزيرة العربية على الخليج وبلاد
العرب الوسطى وحضرموت، ودخلت في الإسلام في حياة النبي
صلى الله عليه وسلم تحت زعامة الأشعث بن قيس الكندي، وشاركت
في فتوح فارس والشام. وشاركت تجيب في فتح مصر والمغرب العربي.
وهكذا فالكندي من أسرة قديمة العهد بمصر، حيث ولد بها ودفن فيها على
الأرجح، في مقابر غافق وكندة. والكندي مؤرخ مصري لا يُعرف شيء كثير
عن حياته، وردت عنه ترجمة مختصرة في بعض المصادر. وله مصنفات
كثيرة في تاريخ مصر وأحوالها، ولعله أول من صنف في "خطط مصر"
أي جمع خطة بمعنى مجلة أو بلد لأنه يخط عند التحديد.
علمه ومناقبه
وكان الكندي عارفًا بأحوال الناس وسير الملوك، قال أبو محمد عبد الله
ابن أحمد الفرغاني في ذيل تاريخ شيخه محمد بن جرير الطبري في ترجمة
أبي عمر الكندي: "وكان من أعلم الناس بالبلد وأهله وأعماله وثغوره، وله
مصنفات فيه وفي غيره من صنوف الأخبار والأنساب. وكان من جملة أهل
العلم بالحديث والنسب، عالمًا بكتب الحديث، صحيح الكتابة، نسابة، عالمًا
بعلوم العرب، وسمع من النسائي المحدثالذي كان في مصر 302هـ / 914م
وغيره، وحدث في آخر عمره، وسُمع منه.
وكان يتفقه على مذهب العراقيين. وقد روى عن أبي قديد المؤرخ المصري
المتوفى 312هـ / 924م والنسوي. وروى عنه أبو محمد عبد الرحمن
بن عمر بن محمد بن الحسن البزار المعروف بابن النحاس المصري".
مؤلفات الكندي
تشير بعض الكتب إلى عدة مصنفات للكندي المؤرخ، منها:
كتاب "الأجناد العربية أو الجند الغربي أو الأجناد الغرباء"
كتاب "الأجناد العربية أو الجند الغربي أو الأجناد الغرباء"، ولعل معنى كلمة
الغربي هنا هو أهل الغرب. ولعل الكلمة مستقاة من فضائل مصر، ففيها
حديث بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ستكونون أجنادًا وخير أجنادكم الغربي".
ويذكر ابن عبد الحكم الحديث نفسه مع تغيير خفيف: "إنكم ستكونون أجنادًا
وخير أجنادكم أهل الغرب منكم". و"الخندق" أو "كتاب الخندق
والتراويح"، ويظهر اقتباس منه في الخطط للمقريزي، وآخر عند السيوطي.
وهو يتعلق بالخندق الذي حفره ابن جذام عامل ابن الزبير في الدفاع
عن الفسطاط سنة 65هـ / 684م.
كتاب "الخطط"
وكتاب "الخطط" ويتعلق بطبيعة منطقة الفسطاط ويشير إليه المقريزي في
الخطط، وأخبار مسجد أهل الراية الأعظم. ويتعلق بجماعة من قبائل مختلفة
اشتركت معًا لتكون خطة في الفسطاط في وقت تأسيس تلك المدينة، وفيه
وصف تاريخي لمسجد عمرو بن العاص وهو مسجد الفسطاط الأعظم.
كتاب "سيرة السري بن الحكم" أو "سيرة مروان بن الجعد"
و"سيرة السري بن الحكم"، وترد أحيانًا أنها "سيرة مروان بن الجعد"
آخر خلفاء بني أمية والذي قتل في مصر. والمرجح أنه السري لأنه
كان شخصًا بارزًا في التاريخ المصري.
كتاب "الموالي"
وكتاب "الموالي" ويبدو أنه وصف مفصل لموالي مصر أي غير العرب
من المسلمين الذين تبوؤوا مراكز الشرف.
كتاب "تسمية ولاة مصر" وكتاب "القضاة"
وكتاب "تسمية ولاة مصر" أو "أمراء مصر". وهو الذي اقتبس عنه
المقريزي كثيرًا في خططه كما يبدو. ولعل كتاب الكندي هذا كان أوسع الكتب
انتشارًا، وكتاب "القضاة" أو "أخبار قضاة مصر" والقسط الأكبر منه
موجود في "رفع الإصر" لابن حجر العسقلاني.
كتاب "فضائل مصر"
كتب مجهولة العنوانات وغيرها. ويوجد إشارات إليها، إذ يذكر ياقوت
الحموي في "إرشاد الأريب" تاريخًا للكندي، وكتاب "فضائل مصر".
كتاب "ولاة مصر"
ومما نشر من مؤلفات المؤرخ الكندي كتابان هما:
1- الكتاب الأول "ولاة مصر" الذي نشر بتحقيق حسين نصار (دار صادر
في بيروت 1959م)، وهو من "كتاب الولاة وكتاب القضاة" الذي نشره
روڤون غست Rhuvon Guestفي بيروت 1908م في مطبعة الآباء
اليسوعيين، عن المخطوط الوحيد المعروف للكتاب في المتحف البريطاني.
وهذا الكتاب يتحدث عن ولاة مصر، ويعطي معلومات عن تاريخ مصر،
لا توجد ولا يُعثر على إشارة إليها في الموسوعات التاريخية، كتاريخ الطبري
والكامل لابن الأثير وغيرهما. وتكتفي الكتب المختصة بتاريخ مصر
كـ"النجوم الزاهرة" بالإشارة العابرة إليها.
فالكتاب يشير إلى رجال السلطة التنفيذية في مصر حتى آخر عام 362هـ /
973م، في حين كانت وفاة المؤلف في عام 350هـ / 961م. وقد تمت
عملية إكمال الكتاب إلى سنة 362هـفيما بعد.
فالكندي توقف في آخر عهد الإخشيد محمد بن طغج أي في سنة 335هـ.
وقد أكمله صاحب كتاب "العيون الدعج في حلى دولة بني طغج" فانتهى مع
نهاية عهد الإخشيديين وسيطرة العبيديين على الديار المصرية ومجيء
المعز إليها من المغرب في سنة 362هـ.
ويتناول كتاب الولاة موضوعات الحكام وأصحاب الشرطة والأحداث الواقعة
مثل الجفاف والحروب والثورات. وهو يتحدث عن (128) واليًا، أولهم فاتح
مصر أبو عبد الله عمرو بن العاص رضي الله عنه، وآخرهم أبو الفوارس
أحمد بن علي بن الإخشيد، ويروي الكندي في كتابه عن عدد كبير جدًا
من الرواة، ويستقي مباشرة عن قريب من عشرين منهم.
كتاب "أخبار قضاة مصر"
2- أما الكتاب الثاني فهو "أخبار قضاة مصر" وهو القسم الثاني
من المخطوط بالمتحف البريطاني، والقسط الأكبر من الكتاب موجود
في كتاب "رفع الإصر لابن حجر" الذي يمكن عد تلخيص ابن شاهين له
نسخة منقحة وملخصة تلخيصًا طفيفًا منه.
ويفيد الكتاب أن مجموعة منتظمة من القضاة خلف بعضها بعضًا من سنة
40هـ فصاعدًا. وكانت القاعدة في البداية أن يعين الحاكمُ القاضي، وكانت
التعيينات من الخليفة شائعة في عهد العباسيين، وكان القضاة في القرن
الرابع الهجري عادة نوابًا عن قاضي القضاة في بغداد.
ويذكر الكندي تاريخ تعيين كل قاض وتفاصيل شخصيته وبعض أحكامه،
وينتهي الكتـاب بتعيين بكار بن قتيبة قاضيًا في عام 246هـ / 860م.
أبو عمر الكندي
نسبه ونشأته
أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب بن حفص، التجيبي، الكندي (ولد سنة
283هـ / 896م)، عربي يمني من بني تُجِيب، من السَّكُون، من قبيلة كِنْدَة.
وتُجيب مقاطعة في اليمن سميت بها هذه القبيلة كما ذكر صاحب القاموس
المحيط. وقبيلة كندة عرفت في مناطق من الجزيرة العربية على الخليج وبلاد
العرب الوسطى وحضرموت، ودخلت في الإسلام في حياة النبي
صلى الله عليه وسلم تحت زعامة الأشعث بن قيس الكندي، وشاركت
في فتوح فارس والشام. وشاركت تجيب في فتح مصر والمغرب العربي.
وهكذا فالكندي من أسرة قديمة العهد بمصر، حيث ولد بها ودفن فيها على
الأرجح، في مقابر غافق وكندة. والكندي مؤرخ مصري لا يُعرف شيء كثير
عن حياته، وردت عنه ترجمة مختصرة في بعض المصادر. وله مصنفات
كثيرة في تاريخ مصر وأحوالها، ولعله أول من صنف في "خطط مصر"
أي جمع خطة بمعنى مجلة أو بلد لأنه يخط عند التحديد.
علمه ومناقبه
وكان الكندي عارفًا بأحوال الناس وسير الملوك، قال أبو محمد عبد الله
ابن أحمد الفرغاني في ذيل تاريخ شيخه محمد بن جرير الطبري في ترجمة
أبي عمر الكندي: "وكان من أعلم الناس بالبلد وأهله وأعماله وثغوره، وله
مصنفات فيه وفي غيره من صنوف الأخبار والأنساب. وكان من جملة أهل
العلم بالحديث والنسب، عالمًا بكتب الحديث، صحيح الكتابة، نسابة، عالمًا
بعلوم العرب، وسمع من النسائي المحدثالذي كان في مصر 302هـ / 914م
وغيره، وحدث في آخر عمره، وسُمع منه.
وكان يتفقه على مذهب العراقيين. وقد روى عن أبي قديد المؤرخ المصري
المتوفى 312هـ / 924م والنسوي. وروى عنه أبو محمد عبد الرحمن
بن عمر بن محمد بن الحسن البزار المعروف بابن النحاس المصري".
مؤلفات الكندي
تشير بعض الكتب إلى عدة مصنفات للكندي المؤرخ، منها:
كتاب "الأجناد العربية أو الجند الغربي أو الأجناد الغرباء"
كتاب "الأجناد العربية أو الجند الغربي أو الأجناد الغرباء"، ولعل معنى كلمة
الغربي هنا هو أهل الغرب. ولعل الكلمة مستقاة من فضائل مصر، ففيها
حديث بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ستكونون أجنادًا وخير أجنادكم الغربي".
ويذكر ابن عبد الحكم الحديث نفسه مع تغيير خفيف: "إنكم ستكونون أجنادًا
وخير أجنادكم أهل الغرب منكم". و"الخندق" أو "كتاب الخندق
والتراويح"، ويظهر اقتباس منه في الخطط للمقريزي، وآخر عند السيوطي.
وهو يتعلق بالخندق الذي حفره ابن جذام عامل ابن الزبير في الدفاع
عن الفسطاط سنة 65هـ / 684م.
كتاب "الخطط"
وكتاب "الخطط" ويتعلق بطبيعة منطقة الفسطاط ويشير إليه المقريزي في
الخطط، وأخبار مسجد أهل الراية الأعظم. ويتعلق بجماعة من قبائل مختلفة
اشتركت معًا لتكون خطة في الفسطاط في وقت تأسيس تلك المدينة، وفيه
وصف تاريخي لمسجد عمرو بن العاص وهو مسجد الفسطاط الأعظم.
كتاب "سيرة السري بن الحكم" أو "سيرة مروان بن الجعد"
و"سيرة السري بن الحكم"، وترد أحيانًا أنها "سيرة مروان بن الجعد"
آخر خلفاء بني أمية والذي قتل في مصر. والمرجح أنه السري لأنه
كان شخصًا بارزًا في التاريخ المصري.
كتاب "الموالي"
وكتاب "الموالي" ويبدو أنه وصف مفصل لموالي مصر أي غير العرب
من المسلمين الذين تبوؤوا مراكز الشرف.
كتاب "تسمية ولاة مصر" وكتاب "القضاة"
وكتاب "تسمية ولاة مصر" أو "أمراء مصر". وهو الذي اقتبس عنه
المقريزي كثيرًا في خططه كما يبدو. ولعل كتاب الكندي هذا كان أوسع الكتب
انتشارًا، وكتاب "القضاة" أو "أخبار قضاة مصر" والقسط الأكبر منه
موجود في "رفع الإصر" لابن حجر العسقلاني.
كتاب "فضائل مصر"
كتب مجهولة العنوانات وغيرها. ويوجد إشارات إليها، إذ يذكر ياقوت
الحموي في "إرشاد الأريب" تاريخًا للكندي، وكتاب "فضائل مصر".
كتاب "ولاة مصر"
ومما نشر من مؤلفات المؤرخ الكندي كتابان هما:
1- الكتاب الأول "ولاة مصر" الذي نشر بتحقيق حسين نصار (دار صادر
في بيروت 1959م)، وهو من "كتاب الولاة وكتاب القضاة" الذي نشره
روڤون غست Rhuvon Guestفي بيروت 1908م في مطبعة الآباء
اليسوعيين، عن المخطوط الوحيد المعروف للكتاب في المتحف البريطاني.
وهذا الكتاب يتحدث عن ولاة مصر، ويعطي معلومات عن تاريخ مصر،
لا توجد ولا يُعثر على إشارة إليها في الموسوعات التاريخية، كتاريخ الطبري
والكامل لابن الأثير وغيرهما. وتكتفي الكتب المختصة بتاريخ مصر
كـ"النجوم الزاهرة" بالإشارة العابرة إليها.
فالكتاب يشير إلى رجال السلطة التنفيذية في مصر حتى آخر عام 362هـ /
973م، في حين كانت وفاة المؤلف في عام 350هـ / 961م. وقد تمت
عملية إكمال الكتاب إلى سنة 362هـفيما بعد.
فالكندي توقف في آخر عهد الإخشيد محمد بن طغج أي في سنة 335هـ.
وقد أكمله صاحب كتاب "العيون الدعج في حلى دولة بني طغج" فانتهى مع
نهاية عهد الإخشيديين وسيطرة العبيديين على الديار المصرية ومجيء
المعز إليها من المغرب في سنة 362هـ.
ويتناول كتاب الولاة موضوعات الحكام وأصحاب الشرطة والأحداث الواقعة
مثل الجفاف والحروب والثورات. وهو يتحدث عن (128) واليًا، أولهم فاتح
مصر أبو عبد الله عمرو بن العاص رضي الله عنه، وآخرهم أبو الفوارس
أحمد بن علي بن الإخشيد، ويروي الكندي في كتابه عن عدد كبير جدًا
من الرواة، ويستقي مباشرة عن قريب من عشرين منهم.
كتاب "أخبار قضاة مصر"
2- أما الكتاب الثاني فهو "أخبار قضاة مصر" وهو القسم الثاني
من المخطوط بالمتحف البريطاني، والقسط الأكبر من الكتاب موجود
في كتاب "رفع الإصر لابن حجر" الذي يمكن عد تلخيص ابن شاهين له
نسخة منقحة وملخصة تلخيصًا طفيفًا منه.
ويفيد الكتاب أن مجموعة منتظمة من القضاة خلف بعضها بعضًا من سنة
40هـ فصاعدًا. وكانت القاعدة في البداية أن يعين الحاكمُ القاضي، وكانت
التعيينات من الخليفة شائعة في عهد العباسيين، وكان القضاة في القرن
الرابع الهجري عادة نوابًا عن قاضي القضاة في بغداد.
ويذكر الكندي تاريخ تعيين كل قاض وتفاصيل شخصيته وبعض أحكامه،
وينتهي الكتـاب بتعيين بكار بن قتيبة قاضيًا في عام 246هـ / 860م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق