موسوعة المؤرخين (33)
ابن العماد الحنبلي
ولد ابن العماد الحنبلي في دمشق وقضى رحلة حياته العلمية ما بين
دمشق والقاهرة، وكان إمامًا فاضلًا وأديبًا بارعًا، وفقيهًا ومؤرخًا وله الباع الطويل في العلم،
ومن أشهر مصنفاته كتاب شذرات الذهب في أخبار
من ذهب.
نسب ابن العماد الحنبلي ومولده
هو الإمام الفقيه الأديب المؤرخ أبو الفَلاح عبد الحي بن أحمد بن محمد
العكري الدمشقي الصالحي الحنبلي، المعروف بابن العماد، ولد بصالحية
دمشق سنة 1032هـ= 1623م، في زمن الدولة العثمانية، وفي أيام
عزها وقوتها.
نشأة ابن العماد الحنبلي ورحلته العلمية
نشأ ابن العماد الحنبلي في دمشق وطلب العلم مشمرًا عن ساعد الجد
والاجتهاد، فقرأ القرآن الكريم وتلقى الفقه عن كبار الشيوخ في عصره،
ثم رحل إلى القاهرة وأقام بها مدة طويلة فأخذ عن علمائها وكبار شيوخها،
ثم رجع إلى دمشق ولزم الإفادة والتدريس، وانتفع به كثير من أبناء عصره،
ومنهم المحبي صاحب كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.
كلام المحبي عن ابن العماد الحنبلي
قال المحبي عن ابن العماد الحنبلي في كتابه خلاصة الأثر: هو شيخنا
العالم الهمام، المصنف الأديب الطرفة الإخباري، كان من آدب الناس
وأعرفهم بالفنون وأغزرهم إحاطة بالآثار وأقدرهم على الكتابة والتحرير،
وكان لا يمل ولا يفتر عن المذاكرة والاشتغال وكتب الكثير بخطه، وكان مع
كثرة امتزاجه بالأدب وأربابه مائل الطبع إلى نظم الشعر إلا أنه لم يتفق
له نظم شيء فيما علمته منه.
وقال أيضًا: وكنت في عنفوان عمري تلمذت له وأخذت عنه، وكنت أرى
لقيته فائدة اكتسبها وجملة فخر لا أتعداها، فلزمته حتى قرأت عليه الصرف
والحساب وكان يتحفني بفوائد جليلة ويلقيها علي، وحباني الدهر مدة
بمجالسته فلم يزل يتردد إلي تردد الآسي إلى المريض حتى قدر الله تعالى لي
الرحلة عن وطني إلى ديار الروم وطالت مدة غيبتي وأنا أشوق إليه من كل
شيق حتى ورد علي خبر موته وأنا بها فتجددت لوعتي أسفًا على
ماضي عهوده وحزنًا على فقد فضائله وآدابه.
وفاة ابن العماد الحنبلي
توفي ابن العماد الحنبلي في مكة المكرمة عقب أدائه لفريضة الحج سنة
1089هـ= 1679م وكان عمره حينذاك ثماني وخمسين سنة، وقد خلف
رحمه الله عددًا من المصنفات في علوم مختلفة منها: بغية أولي النهى
في شرح المنتهى، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب، ومعطية الأمان
من حنث الأيمان، وغير ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق