موسوعة المؤرخين (36)
ابن عذاري المراكشي (الجزء الثالث)
مصادر ابن عذاري في الكتاب
وتنقسم المصادر المكتوبة التي اعتمد عليها ابن عذاري
المراكشي في كتابه إلى:
- الكتب المشرقية: مثل، تاريخ الطبري والواقدي والمسعودي.
- الكتب الأندلسية: مثل، ابن حيان في المقتبس وأبي عبيد البكري
وابن الأبار وابن بسام الشنتريني وابن حزم.
- الكتب الإفريقية: مثل، ابن يوسف الوراق وابن شرف والرقيق
وابن سعدون.
- الكتب المغربية: مثل، الشريف الإدريسي وعبد الملك الوراق
ابن مروان في المِقباس وابن القطان.
وقسم كبير من مصادر ابن عذاري فُقد بعده كلًا أو جزءًا،
ونقل كذلك بعض الروايات عن شيوخ أدركوا أحداثًا لم يعايشها هو.
منهج ابن عذاري في البيان المغرب
لم يُكثر ابن عذاري من الحكايات والاستطرادات قدر ما فعله مؤرخون
آخرون، وهو في أغلب نقوله وترتيب أحداثه يبحث عن الموضوعية، وينقل
الخبر، ويترك التعليق للقارئ، وربما اكتفى بتعليق من روى الحدث، وهناك
قِطع كثيرة ضاعت من هذا المصدر الجاد، ولكنه يظل أول مصدر مغربيّ
وصل حول تاريخ المغرب العربي الإسلامي بمختلف أنظمته حتى القرن
السابع الهجري، وبذلك فهو يعرض كثيرًا مما ضاع من المصادر التي
أنجزت قبله، على أن الجزء الخاص بالموحدين أنجزه ابن عذاري
سنة 712هـ.
طباعة الكتاب
نشر المستشرق دوزي R. Dozy الجزأين الأول والثاني محققين بين عامي
1848 و1851م، ثم نشر المستشرق ليفي بروفنسال L. Provencal
الجزء الثالث عام 1929م، ثم أعاد نشر الجزأين الأول والثاني المستشرق
دي كولان Colin، ومراجعة ليفي بروفنسال عام 1948م.
ونشر القسم الثالث (وهو غير الجزء الثالث المشار إليه سابقًا) بتحقيق
المستشرق ميراندا، وإسهام محمد بن تاويت ومحمد الكتاني في تطوان
عام 1963م.
ثم نشر الكتاب في أربعة أجزاء في دار الثقافة ببيروت عام 1967م، وكان
الجزءان الأول والثاني مصورين عن طبعة دوزي، والثالث كان مصورًا
عن طبعة بروفنسال، والرابع كان بتحقيق إحسان عباس، ولم يذكر في هذه
الطبعة الجزء الذي نشره المستشرق ميراندا Meranda وسماه القسم
الثالث. وأخيرًا ظهر "البيان المغرب" (قسم الموحدين) بتحقيق جماعة
من الباحثين في بيروت عام 1406هـ / 1985م.
وفاة ابن عذاري
ويرى البعض أن ابن عذاري المراكشي توفي أواخر القرن السابع الهجري،
ولكن المتتبع لما ورد في كتابه يدرك -بما لا يدع مجالًا للشك- أنه عاش
أوائل القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي، حيث أدرك العقد الثاني
منه، فكان حيًّا في هذه الفترة، وبالتحديد سنة (712هـ / 1312م)، ومن
المؤكد أنه عاش بعد ذلك مدة لا نعلمها على وجه التحديد، فعندما حرر ابن
عذاري المراكشي كتابه "البيان المغرب" القسم الخاص بالموحدين، وتحدث
عن مصير أبناء الخليفة المرتضى وما فعله معهم أبو دبوس من الأسر
والاضطهاد، وما فعله معهم السلطان المريني أبو يوسف يعقوب
ابن عبد الحق من إطلاق سراحهم وإكرامهم: ".. ولما أخرجهم أبو يوسف
رحمه الله من السجن توجهوا إلى الأندلس وحصلوا عند الفنش بإشبيلية
أعوامًا عديدة، ثم انتقلوا منها إلى أغرناطة وحصلوا تحت طاعة أميرها،
وهم الآن بها في عافية بمرتبات شهرية يقبضونها في كل شهر، وكبيرهم
أبو عبد الله فيها معهم، وأما أخوهم أبو زيد فوصل من الأندلس إلى السوس
على حمارة، فسمته العوام أبو حمارة، وذلك في عام أربعة وثمانين
وستمائة، وهو الآن بقيد الحياة في جبل سكساوة يعيش من النسخ،
وأخوه محمد بغرناطة في وقتنا هذا وهو عام اثني عشر وسبعمائة".
وعلى هذا فوفاة ابن عذاري متأخرة بكثير عما ذكره عدد من المترجمين لـه.
الجمعة، 28 مايو 2021
موسوعة المؤرخين (36)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق