العبادات القلبية
أن العبادات القلبية قد تكون في بعض الأحيان معوضة للعبد
عن عبادات الجوارح:
ولنأخذ مثالاً على ذلك:
• الجهاد في سبيل الله عز وجل:
يأتي رجال للنبي صلى الله عليه وسلم ليحملهم فيقول:
لا أجد ما أحملكم عليه فيتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً
ألا يجدوا ما ينفقون،
فهؤلاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
[مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا شَرِكُوكُمْ فِي الْأَجْرِ]
رواه مسلم وابن ماجة وأحمد .
لماذا؟ لأن العذر قد حبسهم، فالإنسان قد لا يستطيع أن يعمل بعض الأعمال،
ولكنه يبلغ مبلغ العاملين لها بنيته، ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
[ مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ]
رواه مسلم.
¤ فدل على أن الإنسان إن لم يقم بالغزو ببدنه وجوارحه؛
فعليه أن يستحضر النية،
ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: [ لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ]
رواه البخاري ومسلم. فالنية لربما تكون معوضة عن عمل قد يعجز
عنه الإنسان،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
[مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ
وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ] رواه مسلم
أن أعمال الجوارح كما ذكر ابن القيم رحمه الله-
في مدارج السالكين - لها حد معلوم وأما أعمال القلوب لا حد لها
بل تضاعف أضعافاً:
وذلك لأن أعمال الجوارح مهما كثرت وعظمت لها وقت معلوم،
الصلاة لها وقت، والصيام له وقت، والحج له وقت وله حد محدود.
أما العبادات إذا كانت متعلقة بالقلب - العبادات القلبية -
فإنها تكون حالاً ملازمة للعبد في صحوه ونومه،
وصحته ومرضه، وصفائه وكدره، وفي جميع أموره .
- ولنأخذ مثالاً على ذلك:المحبة:
محبة الله عز وجل هل تفارق العبد؟ هل تفارق قلب العبد وهو قائم،
أو قاعد، أو يمشي، أو مسافر، أو مقيم،
وهو يأكل، أو يتعبد أو غير ذلك؟ هي ملازمة له.
- التعظيم.
- الإخلاص.
- الشوق إلى لقاء الله عز وجل .
فإذا تمكنت هذه الأمور من قلب العبد،
واستحكمت؛ فإنها تكون حالاً ملازمة لهذا العبد، فلا تفارقه.
وهذا يدل على شرف الأعمال القلبية على أعمال الجوارح
فهي تنقطع وتنقضى .
الثلاثاء، 8 فبراير 2022
العبادات القلبية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق