فقط ابدئي
ولا خير في الدنيا لمن لم يكن له مـن الله في دار المُقامِ نصيـب
فإن تُعجب الدنيــا رجالاً فإنـه متـاعٌ قليلٌ والــزوال قريـب
--------------
صوت زوجتي بجواري..
خطواتك سريعة كأنك تبحث عن شيء..؟
وهل الدنيا إلا خطوات.. مضى أكثرها..
أمسكت كتاباً.. وبدأت أقرأ.. لكن هناك ما يشغل بالي سألتها..
كم من وقتكِ يذهب بدون فائدة..؟
قالت.. بالعكس فأنا مشغولة.. ولا وقت لدي..
لكنها.. لا تستطيع الهروب من تتابع الأسئلة..
كم ساعة تقضينها في المطبخ..؟
ماذا تستفيدين خلال تلك الساعات الطوال..؟
لو وضعتَ شريطاً لمحاضرة تسمعينها.. معنى ذلك..
تسمعين محاضرةً كاملةً كل يوم..
.. وأكملتُ
مسئوليتي أن أحضر لكِ هذه الأشرطة
تستطيعين لو وضعتِ جدولاً لسماع القرآن الكريم..
عشر دقائق فقط كل يوم.. لربما حفظتِ القرآن..
هذا من وقتكِ.. ووقتك لو تعرفين ثمين..
رمضان شهر عبادة.. وقراءة قرآن..
تُقيمين في المطبخ منذ الصباح.. من سأكل ما تطبخين..؟!
لا أريد إلا نوعاً واحداً.. أو اثنين من الطعام
وتتفرغين للقراءة والعبادة..
وصلنا بيت القصيد.. أشرتُ بيدي..
اجلسي
سؤال يمر بذهني كلما اجتمعتِ مع الجيران..
ماذا في هذه الاجتماعات الأسبوعية.. وربما اليومية
ألم تسمعي قول الله تعالى: (ما يلْفِظُ مِنْ قَولٍ إلا لديْهِ رَقِيْبٌ عتيدٌ)
كل شيء مكتوب حتى التبسم.. كما قال الإمام أحمد
يُسأل الإنسان فيم تبسمت يوم كذا..
تعلمين.. إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب..
بإمكانك أن تكوني داعية الحي..
فقط ابدئي..
ولا تنسي.. ما يناسب أعمارهم ويصحح أخطاءهم..
استعيني بالله.. وسترين مالا تتوقعين من الخير على يديك
فقط.. ابدئي..
رفعت رأسها.. وقالت
أنا امرأةٌ مسالمة.. لو تعلم أنني في مجتمعات النساء
لا أغتاب أبداً..
لصدّقت قولي..
صحيحٌ ما تقولين.. ولكن سماع الغيبة قبول
والقبول إجازة وموافقة.. بل وإعانة..
أعدت عليها تكرار المحاولة السابقة..
ماذا تقولين يا داعية الحي..
أنت متفائل جداً.. تُهون الأمور وتُبسطها..
لا تعرف مجتمع النساء الأمر ليس بهذه السهولة..
كيف أعد محاضرة.. ولست مؤهلة لذلك..
ثم إنني أخجل ولا أستطيع التحدث أمام جمع من النساء..
ولربما.. وضعت نفسي في موقف محرج..
توكلي على الله.. واحتسبي الأجر..
لا عُذر يبرر ترك الدعوة..
الكتب متوفرة.. والأشرطة الإسلامية موجودة..
اقرئي عليهم موضوعاً محدداً..
ولكِ أن أعد المحاضرة الأولى إذا أحببت.. عليكِ فقط قراءتها..
ألا تستطيعين..؟!
في يوم زيارتنا.. شد نساء الحي الرحال..
كالعادة تسبقهن فاكهة النساء..
فكرتُ كثيراً.. ودعوت الله أن يعينني
خطرت في بالي فكرةٌ جديدة.. سأنفذها حال اكتمال الجميع..
بدأت أنظر في عيونهن.. أقرأ ما يخبئن
تمهلتُ.. وأرجأت تنفيذ الفكرة حتى نهاية الزيارة..
سأراعي كل شيء.. رغبة في كسب ودهن.. ومحبتهن
وحتى لا أدع مجالاً لتعليقاتهن..
بل إنني أقنعت نفسي منذ مساء البارحة..
هذا عمل لوجه الله ثم نظرت.. أكرم الخلق عليه الصلاة والسلام..
كيف بلّغ الدعوة..؟ ماذا تحمل في سبيل ذلك..؟
حوصر في شعب عامر ثلاثة أعوام
رُجم وطُرد من الطائف..
هاجر من أحب البقاع إليه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق